نائب محافظ سوهاج يُوفر شقة ووظيفة لشاب خلال جولة بمركز دار السلام
موضوعات مقترحة
سوهاج ـ محمد أبو العباس:
كسرت الشمس عظامه.. واخترقت رأسه المترب وهو يسير هائمًا فى الشوارع لا يلوى على شيء.. تموج برأسه الأفكار غير البيضاء.. إلى متى يظل يمد يده طالبًا جنيهات قليلة من والده العامل المسكين.. إلى متى ينظر إليه أصحاب الورش إنه "لا عمل لديهم.. لمن لا يتقن أى صنعة".. كم من الوقت ستظل الدنيا لا تضحك أبدًا له.. ولا تلوح حتى بابتسامة.. ولو لمرة واحدة.. أفكار تضرب أوهاما أنه سيجد من يحن عليه ويقبل "تشغيله" فى أى مهنة.. وفجأة أفاق من دنياه التائهة إلى حركة غير عادية من حوله بالشارع وصوت فرملة إطارات سيارات كبيرة، وأبواب سيارات تغلق وتفتح.. ما هذا.. جموع كثيرة من الناس تتجمع حول شخصية يبدو أنها ذات حيثية.. دق قلبه فى عنف.. يبدو أن إحدى دعوات أمه فتحت لها الأبواب.. وآن للفقير أن يبتسم.. ولم يشعر بنفسه ولا بحركة جسده التى شعر بها قوية جدًا وهو يخترق الجموع لأول مرة.. نعم هو يريد الوصول إلى هذا المسئول.. نعم قلبه يؤكد له أنه لن يسقط أرضا وسيتمكن من الوصول إليه.. حتى أذنيه عادت تعيد ترديد دعوة الأم: "ربنا يا بنى يوقف لك أولاد الحلال".. وبالفعل شاءت الأقدار واقترب الشاب من "المسئول" وتلاقت الأعين.. وأشار "المسئول بيده للناس و" لرجال الحراسة " وسلم عليه والتقى الكفان.. و وضع "المسئول" ذراعه على كتف الشاب.. وأمال رأسه يمينا ليسمع كلمات الشاب الذى خفق قلبه غير مصدق.. إنها ليست دعوة الأم فحسب.. إن "ليلة القدر فتحت له" ..الآن.. وتحرك لسان الشاب وخرجت كلماته وبث زفيره وآلامه.. والعرق تتجمع حباته من جديد واختلجت خفقات قلبه مع ردود "المسئول" الذى ملأت ابتسامته وجهه - فأصر الشاب على التقاط صورة تذكارية بجواره - وهو يعد بإنجاز وحل جميع مشكلات الشاب.. لم يصدق الشاب ما يسمعه وتلفت حوله محاولا التأكد أنه فى حلم جميل ونادر .
ولأن القيادة السياسية تسعى إلى توفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا فى المجتمع والنهوض بمستوى معيشتها وتوجيه القيادات التنفيذية كل بالاهتمام بمشكلات ومطالب المواطنين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحلها وتحقيق مطالبهم بقدر الإمكان.. كانت الاستجابة سريعة وعلى قدر المسئولية.
رصدت "الأهرام المسائى" ما حدث "فى قلب الشارع.. ويتحاكى عنه الناس فى درة الصعيد.. إلى الآن".. إنه قد تصادف أثناء قيام الدكتور محمد عبد الهادى نائب محافظ سوهاج، بمرافقة اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج محافظ الإقليم، خلال جولته بمركز دار السلام، أنه فوجئ بقيام شاب بمزاحمة المواطنين المحيطين بالنائب على أمل أن يتمكن من الوصول إليه - وهنا تلاقت العيون .. وقرأ "الإنسان" فى نظرات الشاب وحبات العرق تتجمع واضحة على سحنته "ما يموج به من متاعب" مما دفع النائب إلى إفساح الطريق أمام الشاب للاستماع إلى مطالبه.
لم يتردد لسان الشاب فى التحرك أخبره على الفور أنه.. "الشاب عبده رأفت عبد الرؤوف 26 عامًا.. و من أسرة فقيرة وليس له مصدر رزق.. "مطلقا.. وطرق كل الأبواب".. يعينه على تحمل تكاليف المعيشة كما أنه يسكن مع والده العامل بمديرية الصحة بسوهاج بقرية أولاد يحيى قبلى ويرغب فى الحصول على وحدة سكنية حتى يستطيع الزواج وتكوين أسرة.
وفى استجابة سريعة من نائب محافظ سوهاج طلب من الشاب الحضور إلى مكتبه بديوان عام المحافظة، واستجاب لمطالبه كافة؛ حيث تم توفير شقة بـإحدى عمارات الإسكان الاجتماعى بأولاد يحيى بدار السلام، وتوقيع عقد عمل بمؤسسة خاصة براتب شهرى إلى جانب التنبيه على وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بسوهاج بفحص حالة أسرته وتقديم المساعدة اللازمة لها من مؤسسة "حياة كريمة".
وعقب اللقاء وجه الشاب الشكر للقيادة السياسية ولمسئولى محافظة سوهاج على اهتمامهم بالفئات الأكثر احتياجًا والعمل على تلبية مطالبهم.