Close ad

أولمبياد باريس 2024.. إيمان خليف من قريتها الصغيرة نحو البحث عن منصة التتويج

3-8-2024 | 17:11
أولمبياد باريس  إيمان خليف من قريتها الصغيرة نحو البحث عن منصة التتويج إيمان خليف
أ ف ب

تخطّت الملاكمة إيمان خليف، القادمة من قرية فقيرة تبعد نحو 300 كلم عن العاصمة الجزائرية، الكثير من الصعاب لممارسة رياضتها وبلوغ الألعاب الأولمبية، حيث وجدت نفسها محور جدل كبير حول هويتها الجنسية.

موضوعات مقترحة

تسعى خليف الى ضمان ميدالية أولى لبلادها عندما تواجه السبت المجرية آنا لوكا هاموري، في ربع نهائي وزن 66 كلغ ضمن أولمبياد باريس 2024، رغم الجدل الكبير الذي أثير حول أهليتها للمشاركة في المسابقة النسوية.

ومنذ فوزها على الإيطالية أنجيلا كاريني التي انسحبت بعد 46 ثانية، تعرّضت خليف (25 عاماً) للتشكيك في جنسها حتى من قبل رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب.

وقبل ربع النهائي، أبدت هاموري تخوّفها من خصمتها معتبرة ان قرار اللجنة الاولمبية الدولية بالسماح لها بالمشاركة "غير عادل" لأنه يخالف قراراً سابقاً للاتحاد الدولي للملاكمة حرمها من المشاركة في بطولة العالم بنيو دلهي قبل سنة.

- فتاة مؤدّبة وقوية -
ودافعت اللجنة الأولمبية الجزائرية عن رياضيتها المرشّحة للفوز بالذهب وأدانت "التصرّف غير الأخلاقي" لبعض وسائل الإعلام الأجنبية، لكن أكبر المدافعين عنها يظل والدها الذي أصبح أكبر مشجع لها بعدما كاد يحرمها من ممارسة الملاكمة باعتبارها رياضة الرجال.

ومن قريتها الصغيرة بيبان مصباح بولاية تيارت (جنوب غرب الجزائر)، حيث بدأت مسيرتها الرياضية وعمرها 6 سنوات، وجّه والدها عمر خليف (49 سنة) رسالة دفاع لابنته "لا تستمعي للأشخاص الذين ينتقدونك، عليك فقط رفع الراية الجزائرية في باريس وإحضار الميدالية الذهبية" كما صرّح لوكالة فرانس برس.

وقال مفتخراً وهو يظهر صورها وهي صغيرة "ابنتي فتاة مؤدّبة وقوية، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها تلك الإرادة القوية في العمل والتدريب".

وكذلك فعل شقيقها الأصغر محمد (12 عاماً) "أقول لأختي إيمان: نحن ننتظرك بفارغ الصبر للفوز عليهم وتقديم صورة رائعة عن المراة والفتاة الجزائرية".

وقبل ان تختار الملاكمة كان همّ إيمان أن تمارس أي رياضة متاحة في قريتها البعيدة عن كل القاعات والملاعب، فلعبت كرة القدم وبرعت فيها بشهادة أصدقائها من الذكور وكذلك برعت في الركض فكانت تتفوّق على الجميع كما ذكر والدها.

لكن طموح إيمان كان أكبر من أن تبقى في انتظار من يكتشف موهبتها وهي بعيدة عن أضواء المدينة، فقرّرت أن تفعل كل شيء حتى تلتحق بقاعة رياضية بمدينة تيارت لتستأنس برياضيات اخريات.

لكن التنقل للتدرّب في مدينة تيارت التي تبعد عن قريتها نحو 12 كلم كان مكلّفاً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أسرتها، حتى ان والدها بدون عمل إلى اليوم.

- بيع الخبز وجمع الحديد -
وروت إيمان لوسائل الإعلام الجزائرية كيف اضطرت إلى بيع الخبز في الطريق وجمع الحديد والبلاستيك لإعادة بيعه حتى تحصل على مصاريف التنقل إلى القاعة، ومع ذلك ظلّ تنقّلها في الحصص المسائية "صعباً جدّاً".

وبالإضافة إلى الظروف المادية التي لا تساعد اي شخص على ممارسة الرياضة خصوصاً في المستوى العالي، واجهت إيمان نظرة المجتمع بداية من أسرتها "لقد جعلوني أشعر أنني أرتكب شيئا خطأ".

طموح إيمان لم يتوقف في تيارت فانتقلت إلى العاصمة عبر بوابة الدراسة في معهد تكنولوجيا الرياضة التابع لوزارة الشباب، والذي يتوفّر على قاعات وحلبات ملاكمة تفتح لها المجال لتطوير موهبتها.

ودائما ما تقول في تصريحاتها "أنا انتقلت من القرية إلى المدينة ومن المدينة إلى العاصمة" في وصف مسيرتها وإصرارها على تحقيق التفوّق، ابتداء بالفوز بكل البطولات المحلية إلى الانتقال للمستوى الدولي.

لكن انطلاقتها الحقيقية في المستوى العالي كانت عندما استدعاها مدرّبها محمد شعوة في سن 17 سنة للالتحاق بنادي الحماية المدنية للملاكمة في تيارت.

من هنا بدأت مسيرة المشاركات الأولمبية. فبعد أربع سنوات من التحضير تمكنت من اقتطاع تذكرة المشاركة في الألعاب الأولمبية بطوكيو صيف 2021 وتحصل على المركز الخامس.

واصلت العمل والتدرّب في المستوى العالي والمشاركة في كل المنافسات الدولية افريقياً ومتوسطياً، حتى بلغت بطولة العالم سنة 2023، لكن الاتحاد الدولي للملاكمة استبعدها من المشاركة بسبب ارتفاع "مستويات هرمون التستوستيرون" وفقاً لملفها الشخصي على نظام معلومات أولمبياد باريس 2024.

لكن الاتحاد الدولي للملاكمة الموقوف من اللجنة الأولمبية الدولية قال الأربعاء انها اوقفت "لعدم تلبية معايير الأهلية... لم تخضع الرياضيات لفحص تستوستيرون، لكن لاختبار منفصل ومعترف به تبقى تفاصيله سرّية".

ولما ظن الجميع ان ذلك سيقضي على مسيرتها الرياضية، سمحت لها اللجنة الأولمبية الدولية بالمشاركة في باريس، مثلها مثل التايوانية يو تينغ لين في وزن -57 كلغ، التي جرّدها الاتحاد الدولي من ميدالية برونزية في بطولة العالم أيضاً.

 

 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة