طرائف القضايا والحوادث في مصر قُبيل ثورة يوليو 1952م وبعدها لا تنتهي، فقد اتخذ النصب والاحتيال أشكالاً متعددة وسيناريوهات تتفاوت في غرابتها، نستعرض هنا بعضًا من أشكالها عبر أرشيف الصحافة المصرية، والتى تناولها الدكتور محمد فتحي عبد العال في كتابه "الدر المنثور في مكنون جوهر العقول".
موضوعات مقترحة
أغرب هذه القضايا وأطرفها، جاء في مجلة "الإثنين والدنيا" في يونيو 1952م حيث نشرت خبرًا تحت عنوان "حسام الدين يقع في قبضة البوليس"!!..
والتفاصيل أن امرأة تدعى "سعدية إبراهيم" انتحلت عشرين اسمًا رجاليًا، منهم "حسام الدين محمد" و"فرج عبد البديع" وعشرة أسماء حريمي من بينها "سعدية عبد العزيز أبو سيف" وهي من مواليد "سيدي بشر" بالإسكندرية، وقد تزوجت من أحد الأشخاص بالقاهرة، وأقامت في حي "الجيوشي"ومع طلاقها من زوجها ضاعت في خضم الحياة، حتى قبض عليها البوليس في إحدى الحوادث، وحُكم عليها بالحبس أربعة أشهر، وتم وضعها تحت مراقبة البوليس لمدة ستة أشهر، فلما انقضت مدة السجن، دخلت ملجأ النسوة العجزة بالسيوفية مع استمرار المراقبة، لكنها استطاعت الهرب، وراحت تتنكر في ملابس الرجال، وتمارس سرقة المنازل تحت أسماء مستعارة.
ومع تعدد الحوادث، ومنها سيدة إيطالية تقدمت ببلاغ لقسم عابدين من أنها وهي تسير في الشارع، استوقفها شاب صغير السن يدعى "حسام الدين محمد حسن" يبحث عن العمل كخادم فألحقته بالعمل لديها وبعد ثلاثة أيام اكتشفت سرقة مبلغ ثلاثين جنيهًا وسوار من الذهب قيمته خمسين جنيها .
كما تقدم أحد التجار ببلاغ مُماثل إلى إدارة مباحث جنوب القاهرة من أن خادمًا يدعى "فرج عبد البديع "أمضى لديه ثلاثة عشر يومًا وهرب بعد أن سرق من الدار ما خف وزنه وغلا ثمنه.
وبعد أسبوع من الحادثين، تقدمت سيدة عجوز ببلاغ جديد بنفس الأوصاف جبهة عريضة بارزة بها آثار إلتحام بسيط وحواجب مفتوحة .
أذاعت الحكمدارية نشرة بالأوصاف إلى أن تم القبض على شاب بنفس الأوصاف يعمل عند قصاب (جزار) بدائرة الدرب الأحمر ليقود استجوابه إلى كشف هذه الحقائق المثيرة، وأن الشاب الخادم اللص في حقيقته هو "سعدية" الهاربة من المراقبة والسرقة!!.
د.محمد فتحي عبد العال
كاتب وباحث وروائي مصري
النصابة المسترجلة سعدية إبراهيم من أرشيف مجلة الإثنين والدنيا يونيو 1952م
د. محمد فتحي عبد العال
كتاب الدر المنثور في مكنون جوهر العقول