Close ad

لكل شهيد حكاية.. ليسوا أرقامًا

3-8-2024 | 13:37

تتزايد أعداد الشهداء في غزة وفلسطين يوميًا؛ وكأنهم في سباق "للارتقاء" واللحاق بمن سبقوهم منذ عام 1948 وما قبلها أيضًا؛ حيث بدأ الصهاينة في "المقتلة" قبل سنوات من النكبة..

دماء الشهداء تزهر كشجرة من "نور" في غزة وفلسطين؛ وتزيد الصلابة للشعب، وترفع طاقات التحدي، "وتجهض" أي إمكانية للتفكير في القبول بالأمر الواقع، والرضوخ للغطرسة الصهيونية والأمريكية والغربية، وترفع الرأس الفلسطيني عاليًا؛ وكما قال جد غزاوي من تحت أنقاض بيته، وقبل أن يخرج منها وبعد أن علم باستشهاد "جميع" أولاده وأحفاده: المهم أن يرضى الله عنا؛ كلنا فداء للوطن..

نرى جميعًا بالصوت والصورة كيف يتمسكون بأرضهم ليس في غزة فقط؛ وأيضًا في القدس والضفة الغربية؛ حيث يقاتلون -قدر استطاعتهم- الصهاينة، ويقدم بعض شبابهم على عمليات استشهادية، وهم "يوقنون" أن الثمن هو هدم منازل أسرهم وتشريدهم؛ ولكنهم "يوقنون" أيضًا أن الوطن غالٍ، وثمن استعادته غالٍ جدًا أيضًا..

في الحديث الشريف: مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ" رواه الترمذي، وفي رواية أخرى "من قُتل دون مظلمته فهو شهيد".

وشهداء غزة وفلسطين في الماضي والحاضر "يجسدون" كل أنواع الشهادة، ولا ننسى شهداء حزب الله في لبنان، وهم كثيرون، ومنهم قادة كبار، وابن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله، وقد أطلقوا على شهداء مساندة غزة "شهداء على طريق القدس"؛ تأكيدًا لهوية القدس ولحتمية تحرير كل فلسطين بمشيئة الرحمن..
 
قالت أم من غزة: جريت كثيًرا واحتضنت طفلتي أثناء القصف الصهيوني المفاجئ والغادر أثناء إجبارهم لنا على النزوح؛ وعندما توقف القصف نظرت لطفلتي؛ فوجدتها بلا رأس..

طفلة من غزة تعرضت للنزوح مرات ومرات، وتعاني مثل جميع أهل غزة من التجويع وقلة المياه وكثرة تلقي أخبار استشهاد الأحباء والأهل؛ قالت: "أحمل معي قطتي أينما ذهبت؛ فمن "الخطية" تركها، فقد تموت جوعًا أو قصفًا"..

بهذه القلوب "الرحيمة" والنظيفة تحيا غزة "محبة" للحياة وحريصة على "ألا" تتسبب في مقتل بريء، حتى لو كان حيوانًا؛ بينما ينادي قادة الصهاينة بالمزيد من قتل المدنيين في غزة وفلسطين، ومنهم من وصفهم بالحيوانات، وآخر طالب باستخدام القنبلة النووية للخلاص منهم!! وتدعم حكومات الغرب وأمريكا إبادتهم بكل الوسائل.

كثير من الشهداء الذين تهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم وتحولوا لأشلاء؛ قضوا أعوامًا كثيرة في بنائها، واستشهدوا وأسرهم قبل مضي أشهر أو سنوات على الانتهاء منها.

من الشهداء العديد من الصحفيين والمراسلين في الفضائيات المختلفة "لمنع" كل ثوثيق لجرائم الصهاينة في غزة، وآخرهم الصحفي إسماعيل الغول، الذي سبق اعتقاله، وفور الإفراج عنه واصل عمله ليلًا ونهارًا في "فضح" مذابح الاحتلال، وكان يقول لمن ينصحه بالراحة قليلًا: "لا وقت للراحة؛ ففي كل دقيقة هناك الكثير من الفظائع تحدث، وواجب علي نشرها أولًا بأول".

فاغتاله الصهاينة فور انتهائه من تقديم تقرير تليفزوني؛ وربما استشهد جائعًا؛ وهو القائل: "لا أخجل أن أقف أمام الكاميرا وأقول إنني جائع، يسألني أطفال كثيرون عن شيء ليأكلوه، وهم لا يعرفون أنني مثلهم جائع، ولا أنام في الليل من الجوع". 

يقاوم رجال ونساء وأطفال غزة الاحتلال بالصمود وبالتشبث "بقوة" بالإيمان؛ فرأينا مسنًا من غزة شارك في صلاة الجنازة على شهداء مجزرة ارتكبها الصهاينة، وفور الانتهاء من الصلاة رفع رأسه إلى السماء باكيًا وقال: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

من المؤكد أنهم كأي بشر يحزنون لفقدان الأحباء ولرؤية المصابين "يتعذبون"؛ فلا دواء ولا علاج ولسماعهم بكاء أطفالهم طلبًا للطعام وللشراب "وتعبًا" من النزوح المتكرر، لكنهم "راضون" بأقدارهم؛ حيث اختارهم الله لتحرير الأقصى.

وكما قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعاشها: "نستشعر ثقل أمانة قضية فلسطين، وهذه مسئولية لديها أثمان، ونحن مستعدون لهذه الأثمان، الشهادة في سبيل فلسطين، وفي سبيل الله عز وجل"..

بعد استشهاد هنية؛ قال أسامة حمدان القيادي في الحركة: "دماء قادتنا ليست أعز من دماء شعبنا، والمقاومة ستزداد قوة"..

في لبنان قالت والدة الطفلين الشهيدين محمد وآية حسين فضل الله: أنا راضية بقضاء الله وأخوهما في المستشفى وبس يطلع رح يصير مقاوم".

أكد أحفاد وحفيدات إسماعيل هنية أنه كان يلعب معهم وحثهم على حفظ القرآن الكريم، وعلى الحصول على أعلى الدرجات بالدراسة، وتعهدوا بإكمال مشواره وسيخرجوا العدو من فلسطين وسيبقون على العهد ما داموا أحياءً.

الشهيد همام حشاش نفذ مع الشهيد نضال عامر تفجير ناقلة الجند الصهيونية، والتي قُتل فيها ضابط صهيوني وأصيب بها 16 آخرون واستشهد مع أخيه حارث "19 عامًا".

قام همام وعمره 23 عامًا بتوثيق لحظات حياته الأخيرة قبل استشهاده في جنين في الضفة الغربية بعد إصابته برصاص الصهاينة وحصاره..

قال في فيديو مصور تم تداوله بعد استشهاده: "أنا متحاصر والدرون فوقي- الدرون هي طائرة بدون طيار- وطلب من والديه المسامحة والرضا وأخبرهما بحبه لهما وللجميع وطلب دعاءهم، وقال: أخوي حارث استشهد، وإن شاء الله إني بالحقه والحمد لله رب العالمين فقد صليت الفجر، وقرأت سورة الكهف وأذكار الصباح، كل شيء الحمد لله مليح يارب ارض عني وارضني، واصبروا واحتسبوا، إن شاء الله أشفع لكم يوم القيامة، وقال الشهادتين واستشهد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة