تتواجد إلى الآن مزاريب الأمطار على سطح معبد دندرة، الذي يعد واحدًا من أهم المعابد المصرية، حيث تقوم بدورها في تصريف مياه الأمطار من أعلى سطح المعبد، الذي يمتاز بجماليات فنية عالية، مازالت تجذب أعين السائحين والزائرين للمعبد، وتبدو هذه المزاريب منقوشة علي شكل أسد.
موضوعات مقترحة
بدوره يوضح المؤرخ والأثري فرنسيس أمين لـ"بوابة الأهرام" أن اختراع تصريف الأمطار وحماية المعابد والمقابر من السيول الجارفة، هو ابتكار مصري خالص، عرفه العالم أجمع من خلال الحضارة المصرية، حيث توجد المزاريب بكافة معابد الصعيد الفرعونية، وذلك للتغلب على مياه الأمطار والسيول الكاسحة.
معبد دندرة
معابد الكرنك
ويضيف فرنسيس، أن المصري القديم صنع بحيرة صغيرة بالقرب من معبد الكرنك من أجل الأمطار والسيول الكاسحة، لافتاً إلى أن تاريخ الآثار المصرية مع السيول كون تاريخاً آخر يضاهي التاريخ المكتوب لمواجهة الآثار لقسوة الطبيعة التي تثور في الصعيد وأقواها السيول، مشيراً إلى أنه في أواخر عصر محمد علي باشا حدث سيل عارم أدي إلي تدمير آثار القرنة بغرب الأقصر، وإخراج المومياءات المدفونة لسطح الأرض؛ مما حدا بمحمد علي باشا وخلفاؤه فيما بعد ترميم آثار القرنة، ومنها معبد سيتي والمعابد الحديثة التي بُنيت لحماية الجبانة بالقرنة.
المزاريب في المعابد المصرية
معبد كومم أمبو
يكشف فرنسيس أن العالم مارييت مؤسس مصلحة الآثار المصرية منذ 100 عام، تنبأ بتدمير معبد كوم أمبو بسبب تعرضه للرياح والأمطار والسيول، ورغم ذلك بقي المعبد مثلما بقيت السيول أيضاً، مشيراً إلي أن مصلحة الآثار المصرية التي أنشأت عام 1906م قامت بترميمه وتقوية أساساته مخافة السيول العارمة التي كان يتعرض لها.
وقال أمين ، أن هواردر كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون أمر ببناء سور كُلف 120 جنيها حول معبد الرمسيوم، مشيراً أن ماسبيرو أحد الذين تولوا مصلحة الآثار المصرية في عهد الاحتلال الإنجليزي، قام بترميم بعض المعابد بمبلغ ألف جنيه آنذاك من جراء السيول والأمطار.
المزاريب في المعابد المصرية
ويوضح فرنسيس، أن دراسة الدكتور الوزير السابق عبدالفتاح البنا الذي وضع حلولاً كبيرة لإنقاذ آثار معبد الملكة حتشبسوت في معبدها بالدير الغربي، من خطر السيول ولولا اقتراحاته لدمرت السيول المعبد، مؤكداً أن دراسات الدكتور البنا هي من أفضل الدراسات التي تعاملت مع انهيارات الصخور المرتبطة بالسيول والزلازل في كيفية الحفاظ علي الآثار.
وأشار إلى أنه لن تكون حماية للآثار المصرية إلا من خلال دراسة البنا المتعمقة في الحفاظ علي المعابد من خطر السيول.
المزاريب في المعابد المصرية