Close ad

«الحكومة» تمد يدها للمجتمع بحوار أسبوعي

2-8-2024 | 17:56

لا شك أن الصحافة بجناحيها المرئي والمسموع، هي لسان حال المجتمع وناسه، هي صوت الضعيف ودرع المظلوم، كانت ولا تزال هي التوثيق الأهم لمشكلات الناس وهمومهم.. لذلك من الفطنة التي وجب شكر الحكومة عليها هي السنة التي استنها مجلس الوزراء في رصد المشكلات الجماهيرية بشكل أسبوعي؛ من خلال المؤتمر الصحفي للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والذي يذاع مباشرة على الهواء ليتيح الفرصة أمام الزملاء محرري مجلس الوزراء من مختلف الصحف لطرح أسئلتهم، والتي هي في الحقيقة ترجمة لما يدور في الشارع والأماكن المغلقة، وكأنها تشخيص للأحوال ومختلف القضايا.

نعم هناك متابعة متواصلة لكل ما يكتبه الناس على السوشيال ميديا، وأيضًا هناك استجابة صريحة وواضحة تقتضي أحيانًا التدخل؛ سواء بتنفيذ المطالب والخدمات أو بتأكيد معلومات مرورًا بنفي شائعات تتربص بالأداء الحكومي والمنجزات في كل حقول العمل الوطني والجماهيري، ولكن الاعتماد على الصحافة وتأكيد دورها التوعوي والتنبيه إلى تأثيرها الإيجابي بين الناس لما لها من أيادٍ بيضاء على كل شارع وحارة في مصر يؤكد الوعي والثقافة لدى  متخذ القرار في مجلس الوزراء بإعادة القيمة للسؤال الصحفي مرة أخرى.

هي فرصة يجب على الصحافة استغلالها بإظهار إمكاناتها المهنية وقدرتها على توصيل تساؤلات الناس للحكومة بشكل أسبوعي.. مثلا لماذا لا نرى مجددًا بريد الصحافة الذي كان يزخر ليل نهار بمخاطبات الناس وقضاياهم الملحة؟ 

كل ذلك أعتبره محاولة تقارب بين الحكومة والشارع، أو الأصح ربما (مزيد من التقارب) فمنظومة الشكاوى الحكومية بمثابة نافذة مهمة للبائس الفقير حتى يستغيث، ووسيلة حقيقية للحل والإنجاز لمصالح الناس.

وما كان سببًا في كتابتي هذه السطور، هو عدم اكتفاء الحكومة، ممثلة في رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بأي إجراءات سابقة في هذا الإطار، فالرجل، رغم ما يتكبده من عناء، جلسات هنا وهناك واجتماعات متواصلة ومسئوليات يعرف جيدًا أنه سوف يُسأل عنها، إلا أنه يحرص على تتويج فكرته الإنسانية، والتي أطلق عليها بشكل شخصي "حوار مجتمعي في مجلس الوزراء"؛ وذلك بتوجيه الدعوة لكبار الكتاب والإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف لعقد اجتماع شهري معهم.

قد يتساءل البعض عن أهمية مثل هذا اللقاء؟ والإجابة بسيطة وواضحة، وهي رغبة حكومية حقيقية في التقارب، فقد يظن البعض أن محرري مجلس الوزراء ربما يخشون طرح السؤال بجرأة، أو ربما يجاملون في طرحها، فيأتي من هم على هرم المهنة ليسدوا الفرج على الشيطان الذي يوسوس للبسطاء على غير الحقيقة رغبة في تضليل الناس.

هذا حال رئيس مجلس الوزراء بكل مسئولياته، فماذا عن باقي الوزارات والمحافظات؟.. لماذا لا يقتدون بالرجل كل في موقعه، ويكون الحل من بؤرة الحدث وعن قرب.. 

وهنا تأتي أهمية العمل الجماعي والقدوة الحسنة.. يجب ألا يستنسخ الدكتور مدبولي نفسه في كل وزارة؛ بل يجب أن ينتقل مؤتمره الأسبوعي إلى تقليد أسبوعي أو شهري على أقصى تقدير في كل وزارة.. هو مد يده للمجتمع ويبقى أن يفعل مثله كل مسئول.

* عضو مجلس النواب

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: