Close ad

«بوابة الأهرام» تكشف حقيقة قرية النساء فقط في صعيد مصر

2-8-2024 | 17:32
;بوابة الأهرام; تكشف حقيقة قرية النساء فقط في صعيد مصر قرية النساء فقط في صعيد مصر
أميرة هشام

قرية مصرية يسكنها النساء فقط ولايدخلها الرجال.. قرية الأرامل والمطلقات عبارات  ترددت كثيرا في الإعلام لتصف حال قرية السماحة في صعيد مصر، تلك العبارات الغريبة بعض الشئ والمثيرة للفضول دفعت «بوابة الأهرام» للغوص أكثر في تفاصيل القرية.

موضوعات مقترحة

حكاية قرية النساء فقط 

ترجع بداية القصة لعام 1998 حين قررت الدولة المصرية دعم المرأة المصرية بجعل قرية السماحة قرية للمرأة المعيلة فسلمت كل سيدة أرملة أو مطلقة 6 فدادين من الأرض لاستصلاحها وبيتا تسكن فيه. 

عدد السيدات بقرية الأرامل والمطلقات 

اتخذ القرار مجراه وفي عام 2000 بدأت الدولة في تسليم الأراضي والبيوت للنساء حتى نجحت في تسليم 303 امرأة فدادينها الستة وبيتها. 

24 عاما مرت على تلك القرية التي يعمل كل نسائها بالزراعة ليصبح لدى نساؤها الكثير والكثير من الحكايات التي لم تكن جميعها وردية حالمة بطبيعة الحال. 

غير صحيح لسنا قرية بها نساء فقط.. كان هذا منذ 24 عاما ولكن الآن الوضع تغير.. هكذا بدأت أم أمنية 43 عاما حديثها لـ«بوابة الأهرام» . 

توضح أم أمنية : تسلمت الأرض والبيت بعد حصولي عليهما لكوني مطلقة ومعي طفلتان صغيرتان آنذاك وبذلت الكثير من المجهود لاستصلاح الأرض بدعم الجمعية الزراعية حيث مدتني بالتقاوي والأسمدة ولم يكن لي دخل سوى معاش الضمان الاجتماعي من وزارة التضامن بحكم أنني سيدة مطلقة وقيمته 370 جنيها.

وعن يومها تقول أم أمنية أنها تستيقظ في الخامسة فجرا كل يوم لترعى أرضها حيث أنها تزرعها بالبرسيم لتأكل منه البهائم وأحيانا تزرعها كركديه وهناك من يزرعون القمح .

تبيع أم أمنية التي دخلت القرية منذ 20 عاما وهي عمرها 23 سنة محصولها كل موسم ولكن بثمن زهيد نتيجة لبعد القرية عن العمران وموقعها النائي، لذا فهي تشكو ضيق ذات اليد في معظم الأوقات.

لم تكن الحياة بالسهولة التي يتصورها البعض حين تخبره عن قرية سكنها النساء لتعميرها وتطويرها فتحكي "ست البنات" أرملة في الستينات من عمرها أنهن يعانين من عدم وجود شبكة مواصلات حيث يريدن أن يذهبن لإدفو (أقرب مكان عمران قريب منهم) لشراء شئ أو الذهاب لطبيب، يحالفهم الحظ حين يجدون تروسيكلا أو عربية كارو لينتقلون على متنها هذا بخلاف التكلفة المادية العالية.

مشكلة ارتفاع منسوب المياه بقرية الأرامل والمطلقات 

واجهت السيدات بالقرية كذلك مشكلة ارتفاع منسوب المياه والذي تسبب في غرق القرية أكثر من مرة وهبت رياح التغيير والتطوير عليهم عندما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مبادرة حياة كريمة وتطوير الريف المصري، فدخلت حياة كريمة القرية واستطاعت البدء في عمل شبكات الصرف ومازالت الجهود مستمرة لتحسين أوضاع القرية رغم الطبيعة الجغرافية الصعبة للقرية والتي بسببها تتعرض للغرق  وذلك بحسب السيدات الساكنات في القرية.

زراعة القمح بقرية النساء 

رغم مايواجه القرية من ظروف ليست جيدة في معظم الأوقات إلا أن السيدات يستطعن زراعة القمح والمانجو والكركديه والبصل والبرسيم.

سكن القرية النساء ومعهن أولادهن من البنين والبنات وحين كبر الولاد سكنوا مع أمهاتهم وتزوجوا وأنجبوا  فلم تعد قرية للنساء فقط كما كانت في بداية عهدها. 

يشار إلى أن مؤسسة حياة كريمة نظمت العديد من القوافل الطبية والبيطرية لأهالي القرية وذلك في إطار الرعاية الصحية للفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا وكذلك الرعاية البيطرية سعيا لتنمية الثروة الحيوانية. 

كذلك تصل المساعدات العينية والغذائية لأهالي القرية في أوقات متقاربة من صندوق تحيا مصر وكيانات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسة حياة كريمة. 

بيع بيوت قرية الأرامل والمطلقات 

 

أوضحت السيدة لبوابة الأهرام أنهن ليس لديهن حق في بيع تلك البيوت ولكن ماحدث أنه تم البيع بشكل غير رسمي لإنقاذ حياة السيدة وعمل عملية في قلبها ولكن ماحدث بعدها أن السيدة توفت وبقى ملاك البيت الجدد بشكل غير رسمي. 

المراقب العام على قرية الأرامل والمطلقات 

يحكي حمدي الكاشف المراقب العام على القرية في الفترة من 2010 لـ 2024 ويعمل حاليا بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية لـ«بوابة الأهرام» عن القرية فيقول : تتبع القرية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تحديدا قطاع استصلاح الأراضي منطقة وادي الصعايدة وهي قرية المرأة المعيلة وفي تعريفنا هي الأرملة والمطلقة. 

طلبات تمليك أراض للمرأة المعيلة 

قامت وزارة الزراعة بفتح قبول طلبات تمليك أراض للمرأة المعيلة عام 1998 وتم اختيار 303 سيدات ممن تنطبق عليهن الشروط. 

أضاف الكاشف : أنشأت الوزارة لهن جمعية زراعية لتوفير الأسمدة والتقاوي للسيدات ليتمكن من زراعة الأراضي. 

أشار الكاشف إلى أنه تم إنشاء وحدة صحية وبيطرية ومدرسة وتوفير مياه وسوق تجاري وأن كل ذلك كان تحت إدارة الجمعية الزراعية. 

وحول ما أشيع على مقولة الكاشف أن تلك القرية هي للسيدات فقط ولا يدخلها الرجال : أجاب الكاشف موضحا: بدأ ذلك عام 2014 ، عندما بدأت سيدات ترغب في تغيير حالتها الاجتماعية وتتجه للزواج بعد أن كانت أرملة أو مطلقة وذلك دون إعلامنا لأن ذلك ينتفي مع شروط تسليمها الأرض والمسكن. 

يتابع الكاشف : عدم وجود رجال في القرية شائعة لأن لديهن ذويهم وأبنائهم من الولاد، كما هناك رجال يدخلون القرية لأداء بعض الخدمات.

تقول إحدى السيدات التي تزوجن - رفضت ذكر اسمها - : نحن في مجتمع الصعيد ولا أحد يكره الستر وفي نفس الوقت لا أقدر على فقدان الأرض والمسكن لذا تزوجت ولكن زوجي لا يأتي القرية ولم أعلن ذلك بشكل رسمي في وسط مجتمع القرية ليس منطقيا أن تأتي فرصة لي أن أكون في كنف رجل ولا اغتنمها وفي نفس الوقت احتاج الأرض لتساعدني لأعول أبنائي.


قرية النساء فقط في صعيد مصرقرية النساء فقط في صعيد مصر

قرية النساء فقط في صعيد مصرقرية النساء فقط في صعيد مصر
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: