فى 25 أكتوبر 1929.. استضاف نادي الزمالك على ملعبه النادي الأهلي في أول مباراة بينهما تقام لا ليفوز أحدهما أو يثبت أنه الأفضل والأقوى.. إنما كان هدف واحد لهذه المباراة هو وضع حد للتعصب الذي بدأت تزيد حدته بين الناديين الكبيرين.. ولم يكن هناك أفضل ولا أقوى لمواجهة ذلك من أن يلعب الناديان معًا بمنتهى الحب والاحترام المتبادل بين اللاعبين والإداريين في الناديين وتأثير ذلك على الجماهير في المدرجات وفي الشوارع والبيوت.. وتكرّر ذلك كثيرًا فيما بعد لكن لأهداف أخرى.. فقد لعب الناديان معًا في 1955 للإسهام في تمويل صفقة الأسلحة التشيكية للجيش المصرى.. ولعبا معًا فى 1956 للتضامن مع بورسعيد وأهلها حين بدأ العدوان الثلاثى.. ولعبا معًا فى 1986 للإسهام فى تسديد ديون مصر.. ودائمًا حين تحتاج مصر إلى أهم وأكبر وأجمل وأقوى ناديين تملكهما.. لا يتأخر أو يتردد أى منهما في القيام بأي شيء من أجل مصر.
وفي العلمين وتحت شعار نبذ التعصب أعادت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إحياء الفكرة مرة أخرى.. وجمعت الناديين معًا بمباراة لأساطير الأهلى والزمالك ضد منتخب الأندية المصرية.. ووجهت الدعوة لعدد كبير من نجوم الناديين والكرة المصرية.. ضمّت المباراة التى أقيمت على ملعب كرة القدم الخماسى المطل على البحر بالعلمين نجومًا من أجيال مختلفة لعبوا فى الأهلى والزمالك.. وكان على رأسهم حازم إمام ووليد سليمان وميدو وأحمد حسن وهشام حنفى وعبدالحليم على وخالد الغندور.. وضم فريق الأندية المصرية حسنى عبدربه وعبدالستار صبرى وعبدالظاهر السقا وعمرو الدسوقى ويوسف حمدى وعددًا كبيرًا من النجوم.. وتولى مهمة التدريب وليد صلاح الدين لفريق أساطير الأهلى والزمالك وسامى الشيشينى مدربًا لمنتخب الأندية المصرية.. المباراة جاءت تجسيدًا للمعنى الحقيقى للرياضة وللعلاقة الجميلة بين الناديين الكبيرين على مدار تاريخهم الطويل.. وفتحت الباب أمام مباريات أخرى وبشكل أكبر لاستعادة الوجه الجميل والحضارى للرياضة المصرية والعلاقات المتميزة بين اللاعبين مع بعضهم فى مشاهد تحدث خلف الكاميرات وبعيدًا عن عدسات المصورين.. علاقات يسودها الود والرقى والاحترام والصداقة التى لا تفسدها خسارة مباراة أو تحقيق انتصار لأحد الناديين.. علاقات لا تتحول إلى عداوة.. وتنتهى نتيجة أى مباراة خلف أسوار الملعب.. وإذا كانت هناك سلبيات فهى دائمًا لا تنتصر على الإيجابيات.
مهرجان العلمين فى عامه الثانى أصبح أكثر تميزًا وجدارة ويحظى بمتابعة وحضور جماهيرى منقطع النظير.. بما يضمه من مسابقات وعروض ثقافية وفنية أسهمت فى دعم السياحة.. وهو الدور الذى طالما افتقدناه واستغلته دول كثيرة للترويج لنفسها.. خاصة أن مجال السياحة الرياضية والفنية بات هو السبيل والطريق غير المباشر للوصول إلى جلب مزيد من رءوس الأموال والاستثمارات فى العديد من المجالات التى من بينها الرياضة والفن.. خاصة أننا نملك البنية التحتية الهائلة والشواطئ الممتدة.. التى كشف عنها مهرجان العلمين ومن المؤكد أن المهرجان فى سنواته المقبلة سيحمل عروضًا أكبر ومفاجآت أكثر بإقامة منافسات وبطولات عالمية تستطيع نقل الرسائل الإيجابية من مصر وعن مصر.. وعلينا جميعًا أن نتذكر كيف جعلت مصر من رياضة الإسكواش رسالة إلى العالم.. وأجبرت صحفًا ومجلات عالمية على وضع صور ملعب الإسكواش من منطقة الأهرامات على صدر صفحاتها الأولى فأصبحت حديث العالم.. وكانت إحدى الأدوات لتنشيط السياحة فى مصر.. مباراة أساطير الأهلى والزمالك فى العلمين فكرة رائعة وجميلة من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.. وربما نستطيع فى السنوات المقبلة توجيه الدعوة لنجوم العالم فى كرة القدم لإقامة مباراة ينقلها العالم بين أساطير الأهلى والزمالك ومنتخب يضم نجوم العالم.
مدينة العلمين التى هى درة التاج للسياحة الشاطئية فى مصر.. أصبحت تملك مهرجانًا كبيرًا وعظيمًا يستطيع الترويج لها وعنها وُلد كبيرًا وفى السنوات المقبلة سيفرض نفسه على أجندة السياحة فى المنطقة والعالم.. لأننا نملك ما لا يملكه العالم.