وبرغم احتفالية الكونجرس الأمريكي لنتنياهو قائد الإبادة الجماعية في العصر الحديث، فقد قاطع نصف الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ خطابه، ووصل الأمر إلى تحذير عدد منهم بتنفيذ مذكرة محكمة العدل الدولية بأعتقاله.
وسبق مقاطعة نصف الديمقراطيين دعوات المقاطعة الشاملة لكل داعم لهذا الكيان المغتصب، وباتت المقاطعة تهدد بقاءه، وبلغت ذروة دعواتها إلى محو إسرائيل من على الخريطة، ويجول ويصول مروجوها في أنحاء أوروبا والأمريكتين، وينددون بالمجازر الوحشية، التي يرتكبها جيش الاحتلال ليلا ونهارًا ومن بين المقاطعات تتجلى في الصورة مقاطعة الأكاديميات، وقد التحقت بدعوات المقاطعة الأخرى لدولة الاحتلال منذ سنوات، وصعد مؤشرها بقوة عقب طوفان الأقصى.
ووفقًا لتوقعات الخبراء العسكريين تتوسع دائرة الحرب في المنطقة، وإسرائيل تكاد تخوض حربًا شاملة على عدة جبهات عسكرية وسياسية واقتصادية وسيبرانية، ومن ناحية ثانية فتح نتنياهو على نفسه الجبهة اليمينية، ويدعم هذا الرأي اثنان من كبار الباحثين في معهد شموئيل للسياسة الوطنية بحيفا، وهما البروفيسور "بوعز جولاني" والبروفيسور "رفقا كرمي"، وقالا إن دولة إسرائيل تشتبك في حرب متعددة الجبهات، وأضاف إليهم الجبهة الأكاديمية.
وأوضحا أن مطالب المتظاهرين في المؤسسات الأكاديمية بالدول الأوروبية والأمريكية تلح بمقاطعتها لجميع علاقاتها البحثية مع المؤسسات الإسرائيلية، وكذلك إلغاء الاتفاقيات الاستثمارية لجامعاتهم مع الشركات الإسرائيلية، ويضيف الباحثان الإسرائيليان أن المقاطعة بمرور الوقت تتحول إلى طوفان عالمي، وهذا ما يحدث بالفعل، فإنها بدأت تجتاح مؤسسات أخرى عالمية.
وأعلنا عن مدى حجم خطورة المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية ودورها في عزلها عن العالم، واستطردا بقولهما أن تأثير تلك المقاطعة لن يظهر إلا بعد سنوات، ويكون تأثيرًا مدمرًا، وقالا برغم الهدوء النسبي لحراك الطلاب أثناء العطلة الصيفية، فإن كل النتائج تشير إلى استئناف المظاهرات الجامعية وتصاعد حركة المقاطعة في سبتمبر المقبل.
وينشر "موقع ميدل إيست آي" إن شركة غذائية بكندا تقدم وجبات سريعة تشمل دجاجًا معدًا وفقا للشريعة الإسلامية، ويفيد نفس الموقع أن هناك خسائر فادحة لشركات غذائية أخرى داعمة للكيان الإسرائيلي، منها شركة كبرى بلغت خسائرها 7 مليارات دولار، وحتى تتلافى الهبوط المزري لأرباحها، أعلنت عن تبرعاتها لإغاثة قطاع غزة.
وليس ببعيد آثار المقاطعة على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والمراسل الصحفي "كريس ماجريل" لصحيفة الجارديان البريطانية عمل في إسرائيل لمدة أربعة أعوام من 2002 إلى 2006، وقارن على صفحات جريدته بين النظام العنصري بجنوب إفريقيا وبين إسرائيل، وسأل في نهاية تقريره: هل جاء الدور على إسرائيل؟ وقد أشار إلى دور المقاطعة في التخلص من النظام العنصري بجنوب أفريقيا، وحاليًا تتعالى أصوات من الخارج عن ترنح اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا بفضل دعوات المقاطعة.
[email protected]