أيها الشيطان.. يا لك من أحمق!

29-7-2024 | 17:18

ما أغباك وما أحمقك! ألا تفيق من غيبوبتك؟ ألم تتيقن حتى الآن من حماقتك؟ ألا تفكر يومًا أن تتوب إلى الله وتستغفره عما بدر منك طول هذا العمر؟

أخبرنى بالله عليك، ألم تمل عملك العجيب هذا، ألا تدرك أن رفيق دربك - الإنسان – لم يعد بحاجة إلى جهودك المضنية؟ ألا ترى أنه قد طور نفسه بنفسه، وأصبح لديه ما يكفي ويزيد من أساليب ومهارات الإغواء، وصل إلى تلك الطفرة بجهد شخصي ودون أي مساعدة منك؟ لا شك أنك تلاحظ ذلك، لكنك تصر على أن تغمض عينيك عن تلك الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، الغريب أنك تنسب دائمًا الفضل لنفسك، محاولًا أن تجد سببًا ومبررًا لوجودك؟ 

هل تنكر أنك أصبحت تقف أمامه منبهرًا، وربما شعرت أنه يجب عليك أن تنحني له احترامًا، لولا الكبر المتأصل فيك منذ القدم؟ وإصرارك على نسبة النجاح فى إغوائه إلى جهودك المثمرة. 

اعترف أيها الأحمق أن الإنسان قد تفوق عليك، تفوق عليك فى كل شيء حتى في مهنتك التي اخترتها لنفسك وأقسمت بكل غالٍ ونفيس أن تستخدمها لإضلاله وإلقائه في نار جهنم.

اعترف أنه أدرك قوانين اللعبة وأتقنها، وأصبح أفضل منك، بل لم يعد في حاجة إليك أصلًا! تفوق عليك وهزمك في ملعبك وعلى أرضك ووسط جنودك.

لم لا تعلن فشلك ثم توبتك وتنجو بنفسك، آن الأوان لتعتزل وتترك خصمك اللدود لنفسه الأمارة بالسوء لتفعل به الأفاعيل، ألا تفهم؟ هو ليس بحاجة إلى شيطان لكي ينحرف عن الطريق المستقيم؟ حاول أن تثبت مرة واحدة أنك أذكى منه.

أعلم أنك لن تستمع إلى كلمة واحدة من كلماتي، أتعرف لماذا؟

لأنك مغرووووور، ومتكبر ولا تستطيع أن تكبح جماح غرورك وكبرك.

هل عرفت الآن لماذا يتفوق عليك دائمًا؟

ببساطة لأنه رغم كل "البلاوي" والمصائب التي يرتكبها، فهو – بدون أي مجاملة - أنصح منك، صدقني فقد أثبت ذلك دومًا ولا يزال. هو لا يتكبر مثلك مهما حدث، يفعل ما يفعل ثم يعود ذليلًا راجيًا عفو الله ورحمته، أتدري لماذا؟ لأنه فهم وأدرك وسلم بأن لهذا الكون ربًا واحدًا تجب له الطاعة فى كل أوامره، مهما كانت وأيًا ما كانت. علم يقينًا أنه مهما ارتكب من معاصي، فمغفرة الله أكبر من كل معاصيه. أدرك أن باب التوبة مفتوح لا يغلقه الله في وجه أحد، فلم يفقد الأمل أبدًا. لذلك مهما أخذته نفسه الأمارة بالسوء إلى طرقات المعصية والخطيئة، تجده يعود نادمًا تائبًا راجيًا العفو والمغفرة.

هل فهمت؟ هل اقتنعت؟ هل ستعلن توبتك؟

لا أظن!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: