الرئيس والحلم المصري في باريس 2024

28-7-2024 | 18:17
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

جاء احتفاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بأبطال وبطلات مصر الفائزين بالميداليات الذهبية في دورة الألعاب الأفريقية بغانا.. قبل ساعات من سفر البعثة المصرية للمشاركة في دورة باريس الأوليمبية.. يحمل الكثير من المعاني والرسائل التي منحت أبطال مصر وبطلاتها طاقة إيجابية وقوة دفع معنوية كبيرة وهائلة لتحقيق مزيد من الانتصارات والميداليات.

إصرار الرئيس على استقبال أبطال الذهب في غانا وتكريمهم والتواجد معهم وبينهم رغم كل المشاغل والأعباء السياسية والاقتصادية كان له بُعد أكبر وأهم وأشمل لهؤلاء الأبطال وغيرهم من المشاركين في أولمبياد باريس.. بُعد يعكس مدى الحرص على تأصيل روح الانتماء للوطن.. ويقدم معاني ودلالات كثيرة للتكريم والاحتفاء الرئاسى بهؤلاء الأبطال.. ويبعث برسائل تحمل تقدير الرئيس الذى يعرف ويقدّر معنى وأهمية الرياضة.. ويدرك تمامًا المعنى الحقيقى لما يمكن أن تحققه الرياضة في مستقبل وحاضر الشعوب.. وما تمثله كقوة ناعمة لها تأثيرها على العلاقات بين الدول مهما اختلفت الثقافات وتعدّدت اللغات.. لذلك كان حرص الرئيس خلال كلمته معهم التأكيد على المعنى الحقيقى للرياضة والمنافسة الشريفة وأخلاقيات اللعبة والتعبير عن الصورة الحضارية لمصر.. وهو ما كان له بالغ الأثر في نفوس اللاعبين واللاعبات معتبرين كلمات الرئيس بمثابة تكليف لهم ببذل مزيد من الجهد والعطاء من أجل تحقيق أكبر عدد من الميداليات وعزف النشيد الوطنى ورفع علم مصر على منصات التتويج في أكثر من مضمار ولعبة خلال منافسات دورة باريس الأوليمبية.

ساعات وتنطلق منافسات الفرق المصرية في دورة باريس الأوليمبية.. التي تشارك مصر فيها بأكبر بعثة في تاريخ المشاركات المصرية في الدورات الأوليمبية على مدار أكثر من مائة عام كانت فيها الرياضة المصرية حاضرة وممثلة كعادتها منذ مشاركتها الرسمية الأولى عام 1912 بدورة استكهولم الأوليمبية عقب تأسيس اللجنة الأوليمبية المصرية في عام 1910.. وطوال مشاركات مصر في الدورات الأوليمبية التى حققت خلالها ثماني وثلاثين ميدالية ما بين الذهب والفضة والبرونز.. وكان الموعد مع أول أربع منها تحققت خلال المشاركة المصرية الرابعة بدورة أمستردام عام 1928.. التي شهدت تحقيق أول ميداليتين ذهبيتين حققهما السيد نصير في رفع الأثقال وإبراهيم مصطفى في المصارعة.. وميداليتين من الفضة والبرونز حققهما اللاعب فريد سميكة في رياضة الغطس.. بينما كان الإنجاز الأكبر للرياضة المصرية في تاريخ مشاركتها الأولمبية في دورة طوكيو عام 2020.. عندما حصد أبطال مصر وبطلاتها 6 ميداليات ثلاث منها للرجال ومثلها للسيدات.. وشهدت الدورة فوز مصر بأول ميدالية ذهبية للسيدات في تاريخها الأوليمبى.. حققتها البطلة فريال أشرف في رياضة الكاراتيه بعد 52 عامًا من أول مشاركة للرياضة المصرية النسائية في الأوليمبياد بدورة بميونيخ عام 1972.. وإلى جانب فوز فريال أشرف بالذهب حققت جيانا فاروق زميلتها بالفريق الميدالية البرونزية وفازت هداية ملاك ببرونزية التايكوندو.. كما حصد أحمد الجندى فضية الخماسى الحديث ومحمد إبراهيم كيشو برونزية المصارعة وسيف عيسى برونزية التايكوندو.. نتائج البعثة المصرية في دورة ريو دى جانيرو 2016 ودورة طوكيو الأولمبية 2020.. وما تحقق من حصاد 9 ميداليات ما بين الذهب والفضة والبرونز جاء انعكاسًا للقفزة التى تعيشها الرياضة المصرية في السنوات العشر الأخيرة.. عندما حققت البعثة المصرية في دورة ريو دى جانيرو 2016 ثلاث ميداليات برونزية في رفع الأثقال والتايكوندو.

تأتى مشاركة مصر في أوليمبياد باريس للمرة 22 في تاريخها بالأولمبياد العالمي ببعثة هي الأكبر في تاريخها 148 لاعبًا ولاعبة.. 79 من الرجال و52 من السيدات يشاركون في 24 لعبة أولمبية.. أربع منها جماعية هى كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة للصالات والشاطئية.
البعثة المصرية تضم خمسة لاعبين سبق أن حصلوا على ميداليات هم علاء أبوالقاسم وأحمد الجندى وسيف عيسى ومحمد إبراهيم كيشو وسارة سمير التى تم اختيارها لحمل العلم المصرى خلال مراسم حفل الافتتاح.

حجم البعثة المصرية لا يعنى أبدًا أن يحصد أفرادها جميعًا ميداليات سواء في الرياضات الجماعية أو الفردية.. خاصة إذا علمنا أن عدد اللاعبين المشاركين في أولمبياد باريس تخطى الأحد عشر ألف لاعب ولاعبة.. ولكن يعنى أن هناك نقلة وطفرة تعيشها الرياضة المصرية في الإعداد والتأهيل والبنية التحتية.. التى منحت الرياضيين المصريين الفرصة للتدريب على ملاعب عالمية ومعدات حديثة كانت تبهرهم حتى سنوات قريبة عند مشاهدتها في أوروبا.. ويكفى أن في كل يوم للرياضة المصرية يشهد نقلة نوعية في الأسلوب والطريقة العلمية للتعامل مع اختيار اللاعبين وطرق تدريبهم في كل الرياضات.. وهو ما يُسمى بصناعة البطل الأوليمبى.. البعثة المصرية تضم أبطالاً وبطلات على أعلى مستوى من التأهيل والإعداد حققوا أرقامًا تمنحهم الحق في المنافسة على الميداليات والمراكز الأولى في مختلف الألعاب والمنافسات.. ويتبقى فقط التوفيق لحصد ميداليات يعودون بها إلى مصر وينالون بها الأوسمة والتكريم من رئيس الجمهورية.. الذى ظلّ هدفه طوال عشر سنوات منح الشباب المصرى الفرصة والتأهيل للمنافسة على القمة.. والتى من أجلها شُيّدت الملاعب وأقيمت الصالات والمنشآت بما يليق والجمهورية الجديدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة