نستكمل اليوم ما بدأناه في المقال السابق؛ الذي حمل عنوان (جيل مختلف من الآباء! (1-2))؛ ولأن الغرض الأول من الكتابة هو التواصل مع القارئ؛ لذلك أعرض عليكم الرسالة التالية التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني؛ من قارئ عزيز؛ تعليقًا على المقال السابق.
الأستاذ الفاضل/ (.....)
تحية طيبة وبعد،
إن ما ذكرته بمقال حضرتك لشيء في غاية الأهمية وحقيقة تمس المجتمع المصري ثقافيًا وحضاريًا ومستقبليًا، فكيف لأمة أن تتقدم وهي تعامل لغتها الأم بدونية؛ بل وتأكد أن "تحتقرها"، حضرتك وبمنتهى البساطة فإن مسئولية ذلك تقع مباشرة على الحكومة؛ وذلك للأسباب التالية:
١- كيف تسمح الحكومة بالتعامل بالأسماء الأجنبية (الإنجليزية) في مختلف قطاعاتها، فمثلًا، وليس حصرًا، لماذا تترك الحكومة أحد الأندية باسم "بيراميدز" أو "مودرن سبورت"؟ فهل هذا في سبيل العولمة وفتح أسواق جديدة للدوري المصري؟ هراء... فلم يحدث مثل هذا بالدوري السعودي، والذي هو أكثر عالمية من الدوري المصري!
٢ـ يجب أن تنتهي سبوبة المدارس الأجنبية في مصر، حيث إنها في وجهة نظري هي السبب الرئيسي فيما يشهده التعليم المصري من تخبط! وذلك أيضاُ في يد الحكومة، أليس كذلك؟
٣- منع الشركات الأجنبية العاملة على أرض مصر من طلب السيرة الذاتية للمتقدمين للعمل بها أو للعاملين بها أن تكون بأي لغة غير اللغة العربية، إلا في حالة مخاطبة جهات أجنبية ليست قائمة على أرض مصر، ومنعهم من دفع العاملين بهذه الشركات من استخدام أي لغة في التعامل مع المواطنين، أو فيما بينهم غير اللغة العربية، وأعتقد أن ذلك أيضًا في يد الحكومة وقطاع الاستثمار.
٤- دائمًا وأبدًا تمييز واحترام وإعلاء من شأن كل ما هو مصري على أرض مصر، فهذا ما تفعله جميع دول العالم، فالموظف أو العامل المصري يجب أن يكون أكثر أجرًا من نظيره الأجنبي على أرض مصر، كما يجب دفع أجور جميع العاملين الأجانب على أرض مصر بالجنيه المصري، وهذا كذلك في مقدور الحكومة.
٥- الأجور العادلة ورفع الدعم عن الأجور؛ مما سيجعل المواطن غير مضطر للعمل فترات طويلة، أو بعدة أعمال، ومن ثم يتفرغ لتربية الأبناء.
سيدي الفاضل في منظوري البسيط، فإن مفهوم سيادة الدولة على أراضيها بجانب الحدود الدولية فهو يشتمل على العلم، العملة الوطنية، اللغة الأم.
كل ما سبق من شأنه زيادة الانتماء والوطنية للأجيال القادمة.
مع خالص الاحترام والتقدير،
(م.ص)
وأنا أعقب في كلمة موجزة؛ بأن تقدير اللغة جزء لا يتجزأ من تقديرنا لبلدنا؛ وعليه؛ لابد من البحث عن سبل لاستعادة مكانة لغتنا؛ ومن ثم استعادة هويتنا التي تتجه نحو الذوبان في هويات أخرى!
وللحديث بقية نستكملها في مقال قادم بإذن الله.
[email protected]