الإرهاب الإلكتروني هو قيام مجموعة من أفراد العصابات وهم عادة ذوو خبرةٍ في المجال الإلكترونى، باختراق أجهزة الحاسب الآلى، وتتعدد الدوافع التي تدفع بهؤلاء لارتكاب ذلك، فقد يكون الدافع سياسيًا بسرقة معلومات تهم الدولة، أو تدمير مواقع عسكرية، أو قد يكون بدافع اقتصادى.
ويحدث ذلك عن طريق اختراق أجهزة الحاسب الآلى الخاص بالبنوك، وتحويل أموال منها، أو القيام بسرقة بنك دون الحاجة إلى الذهاب إلى البنك وسرقته، وقد يكون بدافع دينى عن طريق إرسال رسائل عبر البريد الإلكترونى وهى عبارة عن رسائل تهديدية؛ مما يؤدى إلى حدوث زعزعة فى الأمن، أو عن طريق تدمير مؤسسة أو التحكم فى الكهرباء عن طريق الحاسب الآلى؛ مما يؤدى إلى إزهاق أرواح الكثير.
وهناك صور عديدة للإرهاب الإلكترونى يستخدمها الإرهابيون منها: فيروسات الكمبيوتر، والتجسس، واختراق المواقع، وسرقة المعلومات، وغسيل الأموال فيمكن سرقة الهويات الشخصية لإخفاء أعمالهم، وإشاعة الأخبار الاقتصادية التي تؤثر على أداء البورصات العالمية، واستخدام أدوات للتأثير على الاقتصاد الكلى ويتخذ الإرهاب الإلكتروني عدة أشكال: كالتهديد الإلكتروني:
ويكون عن طريق تهديدات لشخصيات معينة سواء شخصيات سياسية وغيرها، أو التهديد بتفجير مؤسسات، شركات، ومن أمثلة ذلك: ما قام به شابٌ أمريكيٌ يُدْعَي "جامابرجوبل" حيث قام بتهديد كل من المدير والمدير التنفيذي بنسف شركتيهما إذا لم يتم دفع خمسة ملايين دولار، وقد قامت الشركة بتفتيش منزل المذكور بعد القبض عليه وعثروا على حاسب آلي يحتوي على عدة ملفات رقمية تحتوي على معلومات عن تصنيع القنابل تم إنزالها عبر الإنترنت.
القصف الإلكتروني: وهو أسلوب للهجوم على شبكة المعلومات عن طريق توجيه مئات الآلاف من الرسائل الإلكترونية إلى مواقع هذه الشبكات؛ مما يزيد الضغط على قدرتها على استقبال رسائل من المتعاملين معها والذي يؤدي إلى وقف عمل الشركة، ويؤثر القصف الإلكتروني أيضًا على البنية التحتية الخاصة بأنظمة المعلومات في العالم بأسره، ومثال للقصف الإلكتروني: قصف موقع إحدى الشركات لبيع الكتب على الإنترنت، وأيضاً شركة للأخبار على الإنترنت مما أدى إلى بطء تدفق المعلومات لمدة ساعتين.
تدمير أنظمة المعلومات: ويكون عن طريق اختراق أجهزة الحاسب الآلي وتدمير ما بها من معلومات؛ عن طريق نشر الفيروسات داخل أجهزة الحاسب الآلي؛ مما يسبب ضررًا لأجهزة الكمبيوتر والمعلومات التي تم تخزينها على هذه الأجهزة، ومثال لذلك: تَمَكُّن المنظمات الإرهابية في أستراليا عام 2000م من تدمير شبكة الصرف الصحي في إحدى المدن؛ مما نجم عنه أضرارٌ صحيةٌ واقتصادية فادحة.
-التجسس الإلكتروني: ويكون عن طريق استخدام الحاسب الآلي في التجسس على الأفراد والشركات والمؤسسات والدول أيضًا وسرقة المعلومات، ومن أمثلة التجسس الإلكتروني: ما مارسته الجهات الإرهابية للحصول على المعلومات العسكرية المُخَزَّنَة في ذاكرة الحاسبات الآلية التابعة لوزارة الدفاع بالدول المستهدفة عام 1994م، عندما تمكنت من سرقة معلومات عسكرية تتعلق بالسفن التي تستعملها الجيوش التابعة لدول الأعضاء حلف شمال الأطلنطي من أنظمة الحاسبات الآلية الخاصة بسلاح البحرية الفرنسية.
وهناك ما يسمى بالقرصنة الإلكترونية: فقد استطاع أحد القراصنة تحت اسم "جبان مجهول" باختراق حساب 6 ملايين شخص ومن ضمنهم رئيسة شيلي، وعرض ملفات على الشبكة العنكبوتية إلا أنها قد استطاعت سحبها في أسرع وقت، وتم الدخول أيضًا إلى وزارات مختلفة كوزارة الدفاع والبنوك والمصارف، فتمت السرقة عن طريق اقتحام مجلدات القرص الصلب واقتناصهم ملفات تمكنهم من تحويل مبالغ مالية من حساب مصرفي إلى آخر، وبعد قرصنة المعلومات يقوم بتدمير القرص الصلب وإتلاف محتوياته عن طريق المسح المباشر أو نسخ ملفات تحتوي على فيروسات تقوم بتعطيل الملف وإتلاف ما به من معلومات.
الإرهاب الإلكترونى بكونه جريمةً دوليةً عابرةً للحدود الوطنية باعتبار أنها تخترق أجهزة الحاسب الآلى من عدة دول، ويرتكبها عدة أفراد من مختلف الجنسيات، فإنه من الممكن أن يقوم أفراد العصابات الإجرامية بالتجمع والاتفاق والتنفيذ على جريمة ما من عدة أماكن، وهؤلاء الأفراد يحملون جنسيات من دول مختلفة، لذا فلكي يمكننا التصدى لجريمة الإرهاب الإلكترونى فإنه لابد من تعاون دولى ما بين الدول لمواجهة هذه الجريمة.
وللتصدى للإرهاب الإلكتروني يجب نشر الوعى ما بين المجتمع بخطورة الإرهاب الإلكترونى، ويلعب الإعلام دورًا كبيرًا فى توعية أفراد المجتمع بخطورة الإرهاب الإلكترونى، ويأتى ذلك عن طريق النصائح فعلى سبيل المثال: القيام بتوعية الناس بعدم استقبال أية رسائل إلكترونية مجهولة المصدر، وتحديث الكمبيوتر وتأمين الجهاز ضد الفيروسات.
وبالإضافة إلى دور الإعلام البارز فى نشر التوعية، يأتى دور الدورات التدريبية لتنبيه أفراد المجتمع بخطورة الإرهاب الإلكترونى، وعن طريق هذه الدورات يتم تعليم أفراد المجتمع كيفية حماية الحاسب الآلى من خطر الإرهاب الإلكترونى، وكيفية التعامل ووسائل التصدى والحماية له، وكيفية تحديث البرمجيات بشكل مستمر.
فالإرهاب الإلكترونى يهدد الدولة وكيانها ويتمثل ذلك فى انتشار المواقع عبر الإنترنت، وسهولة تسريب المعلومات، وانتشار الفتنة ما بين أفراد المجتمع، وترويج الأفكار والمعتقدات الخطأ، وخاصةً إذا كانت الدولة فى حالة زعزعة فى الأمن، فالحاسب الآلى والإنترنت جعلا من العالم قريةً صغيرةً.
عضو مجلس النواب