Close ad

الحوار الوطني.. نحو مسار جديد

23-7-2024 | 08:04

أسعدني كغيري من المٌتابعين للشأن العام خبر إخلاء سبيل 79 محبوسًا بناءً على توصيات لجنة أٌمناء الحوار الوطني وهي خطوة مهمة تؤكد نية القيادة السياسية تنفيذ كافة مٌخرجات الحوار الوطني وتطبيقها على أرض الواقع، كما يعكس حرص الإدارة السياسية على إنجاحه، على العكس مما تٌشيع بعض الجهات المأجورة بأنه حوار شكلي الهدف منه تجميل صورة الدولة، دون أن يكون هناك دور حقيقى للقوى السياسية والأحزاب فى مصر.

ومما لا شكل فيه أن مبادرة إطلاق سراح المحبوسين التي تتبناها الدولة والقوى السياسية تٌعد إضافة قوية تدفع الحوار الوطني للأمام خاصة وهي أهم مطالب المٌعارضة والأحزاب السياسية، كما يٌعتبر التزام الدولة بإيجاد حلول إيجابية وواقعية تعكس مدى جديتها ورغبتها  في إنجاح الحوار الوطني والخروج ببعض التوصيات تٌساعد على تحسين الحياة السياسية فى مصر، كما أن مبادرة العفو الرئاسى سوف تٌشجع بشكل كبير الجميع فى المشاركة فى جلسات الحوار والوطنى، وهو الأمر الذى يؤكد مصداقيته ويزيد بشكل كبير من فرص نجاح هذه المبادرة المهمة، وليس فقط الإفراج عن المحبوسين السياسيين، بل كذلك إدماجهم فى الحوار الوطنى يُعتبر خٌطوة مهمة جدًا، وسوف يكون لها تأثير إيجابى كبير، ويعد تأكيد على مصداقية الدولة ورغبتها الكبيرة فى التعاون مع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني لخلق بيئة مناسبة لعودة الحياة السياسية بشكل كامل غير مشروط، كما تٌعتبر مبادرة الإفراج عن المحبوسين الذين لم يتورطوا فى أعمال عنف وتخريب هو تأكيد على ما تشهده الحياة السياسية من انفتاح وتعاون بين القوى السياسية المختلفة، وهى تعكس توافق الدولة والقوى السياسية ورغبتها فى طرح مٌبادرة تٌساهم بشكل كبير فى إحياء الحياة السياسية بمشاركة جميع الأحزاب، يشارك فيها أيضًا بعض النشطاء السياسيين المفرج عنهم والذين ينتمون لبعض القوى السياسية، والذى تم اختيار بعضهم للمشاركة فى الحوار الوطنى.. 

كذلك حرص الدولة على الإفراج عن المحبوسين ضمن خطة زمنية وإعادة دمجهم فى المجتمع، يأتي ضمن حزمة من القرارات اتخذتها الدولة المصرية لتحسين مناخ حقوق الإنسان فى مصر، وعلى رأسها إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لتطوير طريقة التعامل مع ملف الحٌريات وهو ما لاقى صدى دوليًا ممتازًا بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، التى أشادت بمجهودات الدولة المصرية وحرصها على تنفيذ التوصيات التى قُدمت لمصر من الدول الأعضاء من خلال آليات العرض الدوري الشامل فى 2019 وعلى رأس هذه التوصيات الإفراج عن المحبوسين على خلفية سياسية.. 

وهذه بداية مسار جديد للحياة السياسية والحزبية تشهدها مصر بالتزامن مع جهود ضخمة للإصلاح الاقتصادي بدأت ثماره بانخفاض كبير في حجم الدين الخارجي وارتفاع للاحتياطي النقدي.. 

وللحديث بقية ..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: