بدأت فعاليات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري أمس الإثنين في ميلووكي ويسكونسن، بعد يومين من محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب في هجوم صدم المجتمع الأمريكي الذي يعاني أصلا استقطاباً متزايداً وفاقم من غضب المناصرين الأكثر تطرفاً لترامب الذين حمَّلوا الديمقراطيين والرئيس بايدن مسئولية الاعتداء على ترامب ومحاولة اغتياله، على النحو الذي شاهدناه على الهواء مباشرة يوم السبت الماضي.
وفيما أصبح الرئيس السابق ترامب المرشح الرسمي للحزب الجمهوري، بعد تسمية نائب له هو سيناتور أوهايو جي دي فانس، توالت الأنباء السعيدة له، فمع التضامن السياسي والشعبي الواسع معه عقب نجاته بأعجوبة من رصاصة أصابت أذنه اليمنى في تجمع انتخابي بغرب بنسلفانيا، جاءته هدية غير متوقعة أمس بقرار القاضية المكلفة قضية تعامله مع وثائق مصنفة سرية بعد مغادرته البيت الأبيض حفظ الدعوى؛ معتبرة أن تعيين المدعي الخاص جاك سميث كان مخالفاً للقانون.
ويشكل هذا القرار انتصارًا كبيرًا للرئيس السابق، ويستجيب لطلب محاميه.
وتشكل الخطابات في المؤتمر مؤشرًا لطريقة تعامل الحزب الجمهوري مع محاولة الاغتيال بعدما انضم ترامب إلى خصمه الرئيس جو بايدن في الدعوة إلى الوحدة في وقت تواجه البلاد مستوى جديدًا من العنف السياسي، وقام بتعديل خطاب "شديد القسوة" كان سيلقيه يوم الخميس بقبول ترشيحه وينتقد فيه "الإدارة الفاسدة والرهيبة".. لكنه غير رأيه وقام بتعديل الخطاب، وصرح بأنه يريد توحيد البلاد، ولكنه لا يعرف إذا كان ذلك ممكنًا ام لا..
وستركز المواضيع الرئيسية للمؤتمر على القدرة الشرائية والهجرة والجريمة والأمن الذي تضمنه دولة قوية.
أما شعار المؤتمر فهو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" وهو شعار ترامب خلال الحملة الانتخابية لعام 2016، ولكن ذروة هذا الحدث ستكون يوم الخميس المقبل عندما تتم تسمية ترامب رسميًا مرشح الحزب الجمهوري وفي هذه الأثناء، انضم وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركا، وطالما كان هدفًا لسهام الجمهوريين بشأن أمن الحدود، إلى المنتقدين للأمن في تجمع ترامب وقال إنه لم يكن مفترضًا أن يتمكن مسلح من إطلاق النار على ترامب، كما فعل وأن هذا هو بالضبط السبب الذي دفع الرئيس بايدن إلى توجيه إجراء مراجعة مستقلة للحادث.
ولا يزال الدافع وراء محاولة مسلح، يبلغ من العمر 20 عامًا، اغتيال ترامب لغزًا، إذ قُتل المشتبه به بالرصاص، ولم يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" من تحديد الأفكار أو الإيديولوجيا التي ربما دفعت مطلق النار إلى مهاجمة ترامب، وأظهرت التحقيقات أن المسلح يدعى "توماس ماثيو كروكس"، وكان يعمل مساعدًا في دار لرعاية المسنين، تخرج كروكس من المدرسة الثانوية في 2022 وكانت سمعته جيدة، إذ عُرف بذكائه وهدوئه. ووصفه مستشار التوجيه في مدرسته بأنه كان "محترمًا" وقال إنه لم يعرف أبدًا انشغال كروكس بالسياسة، وأكد مكتب الـ"إف بي آي" أن الحسابات الشخصية لكروكس على السوشيال ميديا لا تحتوي على أي لغة تمثل تهديدًا، ولم يجدوا ما يدل على معاناته من مشكلات في الصحة العقلية من قبل، وقالوا إن كروكس تصرف بمفرده ولم يحددوا الدافع بعد، والأيام والأسابيع القادمة ستشهد المزيد من المشاعر السياسية الساخنة، والمزيد كذلك من زلات الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمزيد من خطابات ترامب الحماسيّة، بعد أن زادت أسهمه في الدخول مجددًا إلى المكتب البيضاوي بعد نجاته من محاولة الاغتيال..
وللحديث بقية