الكذب هو سلوك شائع لدى الأطفال، ويمكن أن يكون مصدر قلق للآباء والأمهات وبدلاً من الانتقاد والعقاب، هناك طرق أكثر فعالية لمساعدة الأطفال على التخلص من عادة الكذب والتعبير بصدق.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام"، سنستكشف الاستراتيجيات التربوية البناءة للتعامل مع هذه المشكلة.
وبهذا الصدد، يقول الدكتور علاء الغندور، استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، إن مشكلة الكذب عند الأطفال هي مسألة بالغة الانتشار، وهي ظاهرة يجب أن يتعامل معها الآباء والأمهات بجدية ومسؤولية مباشرة، بدلاً من ترك أبنائهم عرضة لها ولمضارها وأخطارها الاجتماعية. فالكذب إذا ما أصبح جزءًا من سلوك الطفل وعادة متأصلة في أقواله وأفعاله، فإنه يعود عليه بالضرر والخسارة، لذا على الآباء والأمهات أن يتعاملوا مع هذه المشكلة بحكمة وصبر، وأن يعزّزوا قيم الصدق والثقة لدى أطفالهم.
أسباب الكذب
وأوضح الغندور، من المهم فهم الأسباب الجذرية للكذب عند الأطفال، والتي قد تتمثل في البحث عن الانتباه والاهتمام، أو التحكم والسيطرة، أو حماية الذات، أو الخيال والإبداع، أو عدم فهم الحقيقة. وبناءً على ذلك، يمكن اتخاذ التدابير التربوية المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة بطريقة بناءة وفعّالة، مشيرًا إلى أن الأطفال قد يلجئون إلى الكذب لجذب انتباه الوالدين أو لتجنب العقاب، الكذب قد يكون طريقة للحصول على ما يريدونه من الآخرين، كذلك الأطفال يسعون للسيطرة على بيئتهم ومواقفهم، الكذب قد يكون وسيلة للتحكم في النتائج والتفاعلات، بالإضافة إلى أن الأطفال قد يكذبون لحماية أنفسهم من العقاب أو الإحراج، الكذب قد يكون طريقة للتجنب أو الهروب من مواقف صعبة، فضلا عن أنهم غالبًا ما يمزجون الخيال بالواقع في مرحلة النمو، والكذب قد يكون طريقة للتعبير عن مخيلتهم أو للعب، بل وأنهم في بعض الأحيان، قد لا يكون الطفل على دراية بما هو حقيقي وما هو كذب، الكذب قد يكون نتيجة لعدم فهم الطفل للواقع بشكل كامل.
وأضاف، أن فهم هذه الأسباب الأساسية للكذب عند الأطفال يساعد الوالدين على التعامل معها بطريقة بناءة وتربوية. من المهم تعزيز الصدق والثقة مع الأطفال، مع التعامل مع الكذب بحكمة وصبر.
كيف نعالج الكذب عن الأطفال؟
ويشير الغندور، لعدة طرق لعلاج مشكله الكذب عند الأطفال منها، التواصل الإيجابي والبناء على الثقة، وإنشاء بيئة آمنة وداعمة حيث يشعر الطفل بالراحة في التحدث بصراحة، والاستماع الفعال والتعامل مع مشاعر الطفل دون إدانة، تشجيع الصدق وإظهار التقدير عند يكون الطفل صادقًا، مؤكدًا على ضرورة أن يكون الآباء قدوة للطفل في التصرف بصدق وأمانة، عندما يرى الطفل الوالدين يتصرفان بصراحة، فإنه سيكون أكثر ميلاً لفعل الشيء نفسه،مضيفا تعليم الطفل مهارات التواصل الصادق والتعبير عن المشاعر بطريقة مناسبة، ومساعدة الطفل على حل المشكلات دون اللجوء إلى الكذب.
الدكتور علاء الغندور
التركيز على الحلول بدلاً من العقاب
وأستكمل، يجب البحث عن حلول بدلاً من التركيز على الكذب، سؤال الطفل عما يمكنك القيام به لمساعدته في التعبير عن نفسه بصدق، مضيفا أن تغير السلوك يستغرق وقتًا، والاستمرار في تطبيق هذه الاستراتيجيات بانتظام وبصبر، مضيفًا عندما تشك أن الطفل كذب، قم بالتحقيق بهدوء وبدون إدانة. اطرح عليه أسئلة مفتوحة للمساعدة في الوصول إلى الحقيقة، مستكملا أنه عندما يكون الطفل صادقًا، أثن عليه وأظهر له تقديرك لذلك. هذا سوف يعزز السلوك الصادق، و إذا استمر الطفل في الكذب، حدد عواقب واضحة وثابتة، مثل حرمانه من بعض الامتيازات. تأكد من أن الطفل يفهم أسباب هذه العواقب.
موضوعات قد تهمك:
فهم سلوك الانطواء عند المراهقين ظاهرة مقلقة أم سمة طبيعية؟ ..استشاري نفسي يجيب
من التوتر إلى النجاح.. نصائح مهمة لتأهيل أطفالك لـ"إنترفيو المدرسة"
تعليم مهارات الصدق
نوّه استشاري التأهيل النفسي والسلوكي على ضرورة تعليم الطفل مهارات التواصل الصادق والصبر والثقة في النفس، لأن هذا سوف يساعده على التغلب على رغبته في الكذب، و محاولةً فهم ما قد يكون دافعًا للطفل للكذب، مثل الخوف من العقاب أو الرغبة في إرضاء الآخرين، تناول هذه المشاكل بحنان، مؤكدا أن الهدف هو المساعدة في بناء ثقة الطفل وتعزيز القيم السلوكية الإيجابية بدلاً من مجرد معاقبة الكذب. مع الوقت والجهد، يمكن للطفل أن يتخلص من هذه العادة.