أكد الدكتور وائل بدوي رئيس قسم البيانات فى الجامعة المصرية الروسية بمدينة بدر، خلال ندوة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني التى نظمتها "بوابة الأهرام" و"الأهرام المسائي"، أن مصر تمتلك الريادة فى مجال حفظ البيانات وسريتها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بدأ فى عهد الوالي محمد على عام 1828م، عندما أنشأ الدفتر خانة لتسجيل البيانات، والكتب خانة وغيرها، وعندما جاءت ثورة 1952 تم إصدار قانون 356 لسنة 54 لإنشاء دار الوثائق والمحفوظات، فمصر فى طليعة الدول التى عرفت قيمة البيانات والمعلومات وسريتها، وحتى فى نظام الجمهورية، تصدر القرارات، ثم توضع فى مكتبة وتؤرشف.
موضوعات مقترحة
وأضاف الدكتور وائل بدوي، أما بالنسبة لمسألة سن القوانين لحماية البيانات، فإن القوانين تأتي فى مرحلة لاحقة من الممارسات الخاطئة وليس العكس، مشيرًا إلى أن أمريكا والدول الأوروبية وغيرها تشاهد فى البداية الممارسة ويرى تأثيرها السلبي على المجتمع، أم لا، فإن لم يكن لها تأثير سلبي يقوم بحمايتها، فمثلا السجائر والقهوة ليس لها تأثي سلبي على المجتمع، فالبتالي مسموح بها بعكس المارجوانا.. فمشرع القوانين لا يستطيع تشريع قانون لم يرَ له أضرار سلبية على المجتمع، من هنا القانون يأتى فى وقت لاحق من الممارسات؛ لذلك نحن فى الجامعة نتبنى فكرة الأخلاقيات بشكل خاص، فجانب الأخلاقيات هو من يعطينا الممارسات التى يمكن أن نفعلها فى الأماكن المختلفة، مثل البحث العلمي وجمع المعلومات ونشر المقالات.
وقال الدكتور وائل بدوي، النقطة الرئيسية التى أراها ـ من وجهة نظري الخاصة وليس الجامعة ـ هى أن الضغط الاقتصادي على الشعب المصري قلل نسبة الوعي والإدراك خارج احتياجات الأكل اليومي، لذلك نرى ممارسات غريبة، كمثال عندما تذهب لتجديد الرخصة يطلب منك بطاقة الدفع والرقم السري، فتقول الرقم السري فيسمعه الواقف في أول الطابور، كذلك تجد أمام ماكينات الـEYM الرجل يعطي الكارت الخاص به لشاب صغير لا يعرفه ويعطيه الرقم السري ويطلب منه الاستعلام عن رصيده، وهذا خطأ كبير.
وأكد الدكتور وائل، دورنا الأول كجامعة أو منبر إعلامي مثل الأهرام رفع الوعي الثقافي فى المجتمع، تحت رعاية فخامة الرئيس السيسي الذي ضرب أروع الأمثلة عندما ذهب ليفتتح مركز البيانات الحكومية، ووقف ليعلم المواطن العادي يعني إيه تكنولوجيا وبيانات معلومات وأمن سيبراني.
اليوم بأتى إلينا فى الكلية مواطنون يسألون كيف نلتحق بالكلية ليتعلموا التكنولوجيا، وكيف يلحقون أبناءهم، حتى الأطفال ست سنوات يسألون كيفية تعليمهم ماذا يعنى أمن سيبراني، وذكاء اصطناعي، وهذا حراك محمود من الحكومة، أحدثه فخامة الرئيس.
فمصر حقًا لها الريادة فى هذا الأمر، فنحن فى مصر ثالث أو رابع دولة على مستوى الدول العربية وإفريقيا بعد المغرب وتنزانيا فى هذا المجال.
بل نحن نمتلك كل الخطوط البحرية، ببيانات محملة، لأن مصر هى المعبر، ومصر من بين الدول العربية والإفريقية أول دولة تمتلك أول كلية ذكاء اصطناعي بجامعة كفر السيخ 2019، فنحن تحسب لنا هذه الريادة، نحن فى الجامعة نحاول أن نفعّل فكرة الثقافة، لأن الذكاء الاصطناعي فى النهاية ثقافة، لذلك نحن نتعاون مع الشركات فى ذلك الأمر، وهذا دورنا تدريب الشباب على هذا الأمر.
وأضاف: القانون وحده لا يستطيع تقديم الحماية الكاملة، فالهجوم السيبراني قوى، وخطورة الأمن السيبراني أنه جريمة دولية.
ولشرح هذا الأمر نحن اليوم نأخذ الذكاء الاصطناعي ونعلمه على الكلود على جوجل الموجود أصلا فى ألمانيا، أو إحدى الدول المجاورة، فأنت اليوم كل بياناتك فى الخارج. فأنت ترفع الديتا حتى تعلمه ولما تسأله تعرف تستكشف فيه أمن سيراني أو هجوم سيبراني أم لا، فى حين الآخر على الجنب الآخر غير محتاج هذا فهو لديه المتعلم الجاهز.
فخطورة الذكاء الاصطناعي هو لابد أن يكون ليك منظومة كلود تعيش بالداخل فى إطار القانون التنظيمي للمحاكم المصرية، بحيث تكون بياناتك فى بلادنا والتعلم فى بلادنا.
فالذي نريد أن نعلمه للناس إننا لا نمتلك بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، فهي موجودة في شركة واحدة اسمها انفيديا تصنع فى شركة أوروبية، وهم يستطيعون مراقبة كل مكون أين يتجه، فنحن كدولة تسعى للنمو والرقي قد لا يكون لنا حق ملكية هذه الأجهزة، لذلك لابد أن تضغط الدولة حتى يكون لدينا تقنية فى الهاردوير ونبدأ نطوره.
والجدير بالذكر أن وزارة لديهم منظومة كلود فى القرية الذكية، ويحاولون بناء منظومة كلود كبيرة فى العاصمة الإدارية، والعاصمة الإدارية نفسها فصلوا كل الأنظمة التشغيلية والنت، وعندهم إيربابل، وهذا يمكن فعله فى المدن الجديدة، وهذا أساسي فى هذه المدن لأنى أبني على قواعد بيانات سيبرانية صحيحة.
وحتى يعرف المواطنون، فخطورة الذكاء الاصطناعي ليس أنه سوف يستولى على وظائفنا أو يحل بديلا للبشر، وإنما خطورته أنه ممكن أن يصنف هجومًا سيبرانيا يسير أسرع بكثير من العق البشري الذي نتلكه، فهو لا يأخذ الوظائف وإنما يأخذ أموالنا ومعلوماتنا ثم يغلقها علينا.
أدار الندوة الأستاذ محمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير الأهرام المسائي وبوابة الأهرام
وشارك فيها كل من المهندس محمد هارون خبير أمن المعلومات ورئيس تنفيذى لشركة جيت لوك
الاستاذ مصطفى ابو العزم العضو المنتدب للجمعيه المصرية للتأمين التعاوني.
والدكتور أشرف الغرابلي مستشار itفي الجمعية المصرية للتأمين التعاوني.
المستشار رامي السجيني رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار القانون جروب DQG
الدكتور وائل بدوي استاذ الذكاء الاصطناعي
جانب من الندوة بحضور رئيس التحريروائل بدوي: مصر تحتل مركزًا رياديًا فى مجالات الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى والكابلات البحرية