نشرت صحيفة (نيويورك تايمز)، قائمة بأفضل 100 كتاب في القرن الـ 21..
الصحيفة طلبت من نحو 503 وهم من أهم الشخصيات الأدبية فمنهم مؤلفون ومحررون، ولم تنس أن يكون داخل الاختيارات.. أمناء مكتبات ونقاد؛ لتجعلهم يختارون أفضل 10 كتب نُشرت في الولايات المتحدة منذ بداية عام 2000، وتم تجميع هذه الترشيحات في القائمة النهائية.. لتقول الصحيفة إنها تضع بذرة للأهم والأفضل في ربع القرن مع قرب نهاية السنة قبل الأخيرة لـ 2025.
الصحيفة لم تنس أن يتشارك القارئ مع كل هؤلاء الأدباء والمحررين والنقاد، في اختيار الكتب التي أعجبته.. فوضعت له (رابطًا) يمكن بالضغط عليه أن يختار 10 كتب قد أعجبته.
أعتقد أن الصحيفة ستنشر فيما بعد رأي القراء في خبر منفصل.. لتفرق بين رأي المتخصصين والعاملين في المجال وبين رأي القراء.
الفكرة أراها مهمة وتدفع كثيرين حول العالم لقراءة بعضٍ من هذه الكتب المئة بعد أن تقع عيناك على إحداها.. أو على الأقل، تقرأ لائحة الكتب المختارة.. فتعرف قليلا عما يدور من حولك في مجال النشر والطبع والروايات.
وظهرت رواية "العودة: آباء وأبناء والأرض الوسطى" للكاتب الليبي المولود بأمريكا هشام مطر، ضمن القائمة.
وهي الرواية التي حصل مطر من خلالها على جائزة "بوليتزر" عن فئة السيرة الذاتية، ورغم أنها ضمن فئة السيرة الذاتية، إلا أنه يمكن تصنيفها أيضًا كقصة مغامرات بوليسية أو وصف للجغرافيا.. بجانب الأسلوب المميز في السرد والحكي.. فالرواية يتحدث هشام فيها عن والده الذي فقده في عملية اختطاف عام 1990.. ونقل إلى سجن في ليبيا.. ولذلك يعود الكاتب إلى ليبيا عام 2012؛ ليبدأ عملية طويلة وشاقة للبحث عن حقيقة اختفاء والده.
بعد صدور الكتاب بست سنوات أي في عام 2018، أطلق الرئيس باراك أوباما قنبلة الانتشار للرواية حين أوصى بضرورة قراءة كتاب "العودة"، وقال إنها "مذكرات مصاغة بشكل جميل وتعكس بمهارة تاريخ ليبيا الحديث، مع سعي المؤلف الحثيث للبحث عن والده الذي اختفى في سجون القذافي".
وربما كان أوباما يشير أو يرغب في إلقاء الضوء على السجون في عهد الرئيس معمر القذافي.. ولكن هذه الإشارة جاءت لمصلحة الأدب أولًا، ومن ثم الكاتب هشام مطر.
لكن لا يمكن التعويل على أوباما وحده، ففي النهاية جاء اختيار أكثر من 500 شخصية أدبية أمريكية للرواية؛ لتكون ضمن المئة الأفضل، وهو أمر يحسب لهشام ولا يحسب لأوباما.
وإذا عرفنا أن رواية العودة جاءت في المركز الـ89.. فما هي الروايات الـ10 الأولى التي وقع عليها الاختيار؟!
جاء في المركز الأول رواية "صديقتي المذهلة" لإلينا فيرانتي، الصادرة عام 2012.. ثم رواية "جيلياد" لمارلين روبنسون، الصادرة عام 2004.. ثم رواية "لا تدعني أذهب أبدًا" لكازوو إيشيجورو، الصادرة عام 2005.. ثم رواية "أوسترليتز" لو. ج. سيبالد، الصادرة عام 2001.. ثم رواية "السكة الحديد تحت الأرض" لكولسون وايتهيد، الصادرة عام 2016.. ثم رواية "2666" لروبرتو بولانيو، الصادرة عام 2008.. ثم رواية "التصحيحات" لجوناثان فرانزن، الصادرة عام 2001.. ثم رواية "العالم المعروف" لإدوارد ب. جونز، الصادرة عام 2003، ثم رواية "وولف هول" لهيلاري مانتل، الصادرة عام 2009، ثم في المركز العاشر جاء كتاب "دفء شموس أخرى" لإيزابيل ويلكرسون، الصادر عام 2010.
للحقيقة ما أروع فكرة "نيويورك تايمز".. وهى الفكرة التي أرغب أن تتبناها مؤسسة إعلامية عربية لاختيار أفضل 100 كتاب عربي قبل انقضاء ربع القرن الـ21.. لنرى ونلقى الضوء ثم نخبر القارئ العربي عن أهم وأجمل الروايات باللغة العربية بداية من عام 2000.
لعلنا نفتح أمامه شعاع ضوء لاقتناء هذه الروايات المئة.. فتنتعش القراءة وتنتعش جيوب أصحاب دور النشر، وتبدأ عجلة الثقافة في الدوران أكثر.
وأهم شيء ألا تنسى تلك المؤسسة الإعلامية الراعية للاختيار أن تضع رابطًا (لينكًا) ليكون نافذة للقارئ ليشارك مع النخبة في اختيار الكتب المفضلة لديه.. فهو المستهدف الأول لكل تلك الاختيارات والأخبار.
[email protected]