كيف تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاجية الزراعية؟.. خبراء يجيبون

11-7-2024 | 13:42
كيف تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاجية الزراعية؟ خبراء يجيبونالتغيرات المناخية آثارها على المحاصيل الزراعية
إيمان محمد عباس

تمثل التغيرات المناخية تحديًا كبيرًا أمام العديد من القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها القطاع الزراعي، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن الغذائي العالمي ومحليًا الأمن الغذائي المصري، نظرًا للأثر السلبي لارتفاع الكبير في درجات الحرارة على نمو النباتات وعمليات التزهير، وبالتالي انخفاض كبير في معدلات الإنتاج لمحاصيل الخضر والفواكه أو محاصيل الحبوب بشكل عام.

موضوعات مقترحة

"بوابة الأهرام" ترصد التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على القطاع الزراعي في مصر، والإجراءات المتخذة من قبل وزارة الحكومة للتصدي لآثار هذه التغيرات حفاظًا على الرقعة المزروعة ومعدلات الإنتاج والثروة الحيوانية في مصر، تعزيزًا للأمن القومي المصري.

 

تغيرات مناخية حادة

 وبهذا الصدد، يقول الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، بمركز البحوث الزراعية، إن الفترة الأخيرة شهدت تغيرات مناخية حادة، وارتفاع كبير في درجات الحرارة وصلت إلى حد الأعاصير والسيول في بعض الدول ومنها باكستان وأدت إلى هجرة 32 مليون شخص وخسائر قدّرت بـ 35 مليون دولار. كما تسببت التغيرات المناخية الحادة في جفاف عدد كبير من الأنهار في أوروبا ومنها نهر الراين ونهر السين ونهر الرور إضافة إلى نهر المسيسبي في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد كبير من البحيرات.

مصر من الدول المتأثرة بشدة من التغيرات المناخية

وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن أفريقيا لم تكن بعيدة عن تلك التغيرات خاصة في ظل ندرة المياه والجفاف الذي أصاب أجزاء كبيرة من القارة، ومصر من الدول المتأثرة بشدة من التغيرات المناخية لأنها تؤدي إلى آثار مباشرة على عقد الثمار والتزهير ومن ثم على إنتاج المحاصيل، ومن المتوقع انخفاض إنتاجية محاصيل الحبوب نتيجة ذلك مع زيادة إنتاجية القطن، وهو المحصول الذي يستفيد من هذه التغيرات نظرًا لاحتياجاته الحرارية المرتفعة.


الدكتور أشرف كمال

إجراءات احترازية

ولفت الدكتور أشرف كمال، إلى أن الدولة المصرية كانت متوخية لهذا الأمر بشكل كبير؛ حيث تم منذ سنوات إنشاء المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، وهو يقوم برصد درجات الحرارة والتقلبات الجوية وإرشاد المزارعين إلى أفضل الوسائل لمواجهة تلك التغيرات وإبلاغهم أولاً بأول. كما يقوم مركز البحوث الزراعية بإنتاج الأصناف المتكيفة مع تلك التغيرات بحيث يتم التأقلم معها وهي الأصناف عالية الإنتاجية وقليلة المكث في التربة وقليلة الاستهلاك للموارد المائية وعالية الإنتاجية ومتحملة للإجهاد البيئي ودرجات الحرارة المرتفعة، ويتم نشر هذه الأصناف على المزارعين في مختلف المحافظات.

التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية

ومن جانبه أكد الدكتور عبد الفتاح صديق، أستاذ الاستشعار عن بُعد بجامعة عين شمس، أن للتغيرات المناخية آثار سلبية كبيرة على المحاصيل الزراعية، تتعلق بقدرة النباتات على النمو وإنتاج الثمار. كما تتسبب درجات الحرارة العالية جفاف النباتات وعد قدرتها على التزهير وخاصة محاصيل الخضر والفواكه، وأيضا تؤثر درجات الحرارة العالية على محاصيل الحبوب؛ حيث تتسبب في النضج المبكر لها قبل إتمام عملية النمو وبالتالي تنخفض معدلات الإنتاج.

آثار عامة وغير مباشرة للتغيرات المناخية على القطاع الزراعي

وأشار الدكتور عبد الفتاح صديق، إلى أنه بجانب الآثار المباشرة على المحاصيل الزراعية، هناك آثار عامة وغير مباشرة على القطاع الزراعي؛ حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تصحر الأراضي الزراعية وجفاف ينابيع المياه وزيادة البخر في الأنهار في ظل المعاناة من ندرة الموارد المائية، وبالتالي تتأثر الرقعة الزراعية بشكل كبير مما يترتب عليه الانخفاض الكبير في الإنتاج الزراعي سواء محليًا أو عالميًا.

موضوعات قد تهمك:

مصر بدأت في إنتاجه.. "الهيدروجين الأخضر" مستقبل الطاقة النظيفة والمستدامة على مستوى العالم

كيف تحوّل نفاياتك الإلكترونية إلى كنز؟.. خبير بيئي يوضح

التغيرات المناخية أهم العوامل المؤثرة على توزيع المحاصيل

وأوضح أستاذ الاستشعار عن بُعد، أن التغيرات المناخية تعد من أهم العوامل الطبيعية المؤثرة على توزيع المحاصيل الزراعية وإنتاجها في مصر، وتؤثر الظروف المناخية على النباتات من خلال الاحتياجات المائية للمحاصيل من حيث العجز أو الفائض، ونوعية المحاصيل التي تتم زراعتها، وإنتاجية كل محصول وطرق إدارة المزارع طبقًا لكمية المطر المتساقطة وموقعها، وإلى جانب تأثير المناخ على نوعية التربة واختلاف توزيعها سواء بشكل مباشر من خلال عمليات التعرية أو من خلال تطور أنواع الترب.

أهمية عناصر المناخ تختلف من محصول لآخر

وأشار الدكتور عبد الفتاح صديق، إلى أن أهمية عناصر المناخ تختلف من محصول لآخر، فقد تكون كمية المطر هي أهم العناصر بالنسبة لغلّة ما، وقد تكون درجات الحرارة أو كمية الرطوبة أو الرياح أقوي أثرًا ما دام يمكن توفير المياه صناعيًا، وقد يكون طول الفصل الخالي من الصقيع هو العامل الرئيسي، بل إن قيمة هذه العناصر المناخية تختلف من غلّة لأخرى فبعضها يقاوم الجفاف وبعضها يلائمه طول الفترات الشمسية وبعضها يضربه الصقيع محدثًا ضررًا بالغًا وبعضها يحتاج لغطاء من السحب في بدء نموه، وتحدد درجات الحرارة نمو النبات عن طريق تحديدها لفصل الإنبات، لافتًا وكلما زادت قدرة النبات علي تحمل درجات الحرارة المتفاوتة كلما كان مدى زراعته أوسع انتشارًا، فالشعير مثلاً يمكن زراعته في الأقاليم شبه المدارية كما يمكن زراعته أيضًا في الأقاليم الباردة وقريبًا من الدائرة القطبية حيث يعوّض طول النهار من قصر فصل الصيف، وهذا العامل "الحرارة" له أهمية كبرى في تحديد إنتاج بعض الغلّات والحصول علي أقصي منفعة اقتصادية منها، وأدى هذا إلي ظاهرة التخصص الزراعي وارتباط المحاصيل ارتباطًا وثيقا بدرجات الحرارة.          

   

التغيرات المناخية وآثارها على المحاصيل الزراعية
    

واستطرد الدكتور عبد الفتاح صديق قائلاً؛ إن لكل مرحلة من مراحل نمو النبات درجة حرارة معينة تلائمها، وإن درجة الحرارة يجب ألا ينظر إليها وحدها بل يجب أن يدخل في الاعتبار أيضًا علاقتها بالعوامل المناخية الأخرى كنظام سقوط المطر، وعلى ذلك نجد أن المناخ كان له أثرًا على النبات الطبيعي والمحاصيل الزراعية، وبالتالي لابد أن يكون هناك إجراءات عاجلة للتكيف مع التغيرات المناخية في القطاع الزراعي حفاظً على الأمن الغذائي المصري وتلبية احتياجات المواطنين من السلع والمنتجات الغذائية الزراعية وذات الأصل الزراعي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: