14-7-2024 | 13:06
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

أحمد رفعت لم يكن مجرد لاعب كرة خذله قلبه فمات.. إنما كان لاعبًا انكسر قلبه فلم يتحمل.. وكان مشهده وهو يحكى عن معاناته وعذابه مؤلمًا له ولكثيرين جدًا لم يقبلوا ما جرى.. وعلى سبيل المثال حين سقط نجم الأهلى محمد عبدالوهاب ومات.. كان الحزن الجماعى على شاب موهوب فقد حياته فجأة.. لكن مع أحمد رفعت لم يكن الأمر مجرد حزن لغياب ورحيل لاعب شاب، لكنه وجع أشد مرارة من الحزن.. مرارة زادت مساحتها حين رأى الناس أحمد رفعت وبساطته وبراءته.

فقد كان أحمد رفعت إلى جانب موهبته كلاعب كرة إنسانًا بريئًا طيبًا وصافي النوايا وكان مهذبًا لا يخطئ فى حق أحد.. فقد كان هادئًا بطبعه رصينًا فى أفعاله وتصرفاته حكيمًا فى كلماته واختياره لعباراته حتى وصفه زملاؤه وأصدقاؤه بالفيلسوف.

11عامًا قضاها أحمد رفعت فى الملاعب خاض خلالها العديد من التجارب سواء مع منتخبات الناشئين أو المنتخب الأول وعدد من أندية الدورى الممتاز.. التى لعب لها وخاض تجربة احتراف قصيرة لفترة ثلاثة أشهر بنادى الوحدة الإماراتى.. لم يكن يومًا خلال تلك الرحلة القصيرة مع الكرة مثيرًا للأزمات أو مفتعلاً للمشكلات بل بالعكس.. كان هادئًا ومثالاً للالتزام داخل الملعب وخارجه.. وانعكس هذا على علاقته بزملائه التى كانت على أفضل ما يكون.. ومع الجمهور الذى تغنى به وتابعه لحظة بلحظة خلال رحلة علاجه من أزمته وفترة التعافى.. التى استمرت ثلاثة أشهر عقب سقوطه على ملعب استاد الإسكندرية فى مباراة فريقه فيوتشر أمام فريق الاتحاد فى مشهد مفزع ومؤلم تابعه الكثيرون وشاهدوه فى المدرجات وأمام الشاشات قبل صدمتهم الكبيرة بخبر وفاته الذى كان بمثابة صدمة للجميع.. خاصة أن الكل كان يتأهب لسماع خبر تعافيه الكامل والعودة للملاعب مرة أخرى من جديد.

خبر وفاة أحمد رفعت المفاجئ مثلما أحزن الجميع فى العالم كله وليس فى مصر وحدها أغضبهم كذلك.. خاصة أنهم شعروا بعدم الاهتمام أو الرعاية الكاملة.. فهناك لاعبون كثيرون يصابون بإصابات بدنية وعضلية ويتلقون العلاج فى أفضل وأهم المراكز العلاجية فى دول أوروبا.. بينما لم يهتم مسئولو نادى فيوتشر بعرض رفعت على أحد المراكز الطبية المتخصصة خارج مصر.

ملف الطب الرياضى فى مصر يعانى من إهمال شديد وفقر فى البيانات لكل لاعب داخل المنظومة.. فصعب جدًا أن تجد لأحمد رفعت مثلاً ملفًا علاجيًا يشرح حالته منذ أن كان فى مراحل الناشئين سواء مع المنتخبات أو الأندية.. ومستحيل أن تجد له أو غيره من اللاعبين قياسات بدنية متقدمة تحلّل الجينات الوراثية للأمراض.. إهمال شديد وضعف فى المتابعة على عكس ما يحدث فى أندية أوروبا.. التى تُخضع لاعبيها بشكل سنوى لفحص طبى كامل بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية للوقوف على أى مشكلة يتعرض لها الرياضيون سواء فى كرة القدم أو باقى اللعبات الأخرى.

سيناريو مكرر وقرارات لا تُنفذ تحدث فى كل مرة منذ وفاة محمد عبدالوهاب فى عام ٢٠٠٨.. عن فتح ملف قضية الطب الرياضى دون تحقيق أى نتائج أو طفرات فى هذا الملف الضرورى والمهم لمستقبل الرياضة المصرية فى مختلف اللعبات.. موت أحمد رفعت سيمر وتتلاشى تبعاته فى كل الملفات ويتبعها بعض الإجراءات حتى تهدأ الأصوات وتضعف وتسكت حتى نستيقظ بعدها بسنوات بخبر مؤلم آخر يفزعنا بسقوط لاعب آخر جديد لأحد أبناء مصر من الرياضيين.

قضية أحمد رفعت بكل أحداثها وتفاصيلها يجب أن تبقى مفتوحة والمتابعة واجبة.. وإذا كان هناك نواب فى البرلمان يقدمون عند أى إخفاق فى بطولة أو هزيمة استجوابات لمسئولى الرياضة والاتحادات.. فعليهم الآن فتح ملف الطب الرياضى والكشف عن السلبيات لعلاجها.. وألا ينتهى الأمر عند إجراء بعض الكشوفات وتصوير اللاعبين فى المستشفيات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: