الاختيار الصحيح لشريك الحياة خطوة هامة لأنها تعني المزيد من تحقيق الاستقرار للطرفين وللأسرة، خاصة في ظل انتشار ظاهرة الطلاق بين كافة الطبقات في المجتمع، حيث يعتمد البعض في الاختيار على مزيد من المظاهر والشكليات التي لا تصلح في تحقيق اختيار ناجح لشريك الحياة .
يوضح الدكتور إبراهيم عز الدين أستاذ علم الاجتماع أن أولى خطوات الاختيار هو التأكد من وجود المودة والرحمة بين الطرفين بعيدا عن التصنع، مع مراقبة المواقف والأفعال وليس الاعتماد على العبارات والكلمات الرنانة، فالأفضل أن يتعامل كل شخص بطبيعته حتى تحدث ألفة حقيقية بين الطرفين، مع التأكد معرفة مدى استعداد كل طرف على تحمل مسؤولية الزواج، مع ضرورة معرفة الصفات التي لا يمكن التعايش معها ولا يمكن تحملها في شريك الحياة .
وخلال السطور التالية نوضح ما يجب اتباعه حتى نستطيع اختيار شريك الحياة منذ الخطوبة.
فترة الخطوبة
في أغلب الأحيان لا يكون تركيز الطرفان في فترة الخطوبة في اختيار شريك الحياة المناسب ومحاولة معرفة صفاته السلبية الّتي من شأنها أن تحول بينهم وبين نجاح علاقتهما وزواجهما، هنا يختار كلّ منهما الشريك الخطأ ممّا يفضي بهما للنّدم، لهذا لا بدّ لنا من معرفة فن اختيار شريك الحياة، لأنه المدخل لتكوين أسرة صالحة في المجتمع.
كما أن بعض التصرفات والصفات غير المقبولة قد تكون واضحة من البداية، وكان أحد الشريكان مدركًا أن الطرف الآخر لم يكن الشريك المناسب له ، لكنه استكمل مشواره، رغم ظهور صفات سلبية في شريك الحياة والتي لا يستطيع الطرف الآخر التعايش معها وتقبلها، أو اكتشافه أن الطرف الأخر لايتحمل المسؤولية ومستهتر ويتكل كثيرا على غيره، وهل يقبل المال الحرام أو غيرها من الأخلاق السيئة التي لا تنطبق على الزّوج الصالح، كم يفضل وضع الشريك في عده اختبارات لكي تؤكد على قدرته على حسن العشرة، من خلال علاقته مع أهله ومعارفه وأصدقائه، إضافةً إلى معيار القبول والذي بدوره ينقسم لعدة أقسام من حيث الجمال والقبول القلبي ، فإن وجد القبول تمكن الطرفان من المضي في المعايير الأخرى.
التكافوء بين الطرفين
التكافؤ في مستوى التعليم والمكانة الاجتماعية مهم جدا، حتى ولو كان ارتباطهما عن حب لأن ليس كل حبيب يصلح أن يصبح زوجا ، فمثلا التقارب العلمي بين الزوجين يوسع المدارك ويعطي أفاق جديدة لكلا الشريكين، إلا إن كان هذا الأمر لا يشكل حاجزا أمام الشخص المتعلم وبمقدوره تقبل الأمر والتعايش معه بشكل طبيعي.
صفات تمنع الإرتباط
فترة الخطوبة مرحلة مهمة يتم من خلالها التعرف على شخصية الشريك، ويجب معرفة بعض الصفات في الشخصية التي تمنع الارتباط مثل:
1- أن يكون الطرف الأخر مستبد ومتعالي، الأنانية، السلبية.
2- معرفة عيوب بعضهما البعض عند الشجار قبل الزّواج، فالشجار يجعل أسوأ ما في الطرفين يظهر، فمن خلال الشّجار ستتعرف إن كُنت قادرا على تحمل عيوب الطرف الآخر أم لا.
"اقترب عندما تطمئن لا عندما تنبهر"
علينا أن نتبع قاعدة الاقتراب المرتبط بالإطمئنان وليس الانبهار بالشخصية وذلك من خلال:
1- التأكيد على أهمية وجود قدرة على النقاش والتفاوض مما يساعد على حل الخلافات وإدارة المشكلات.
2- أهمية وجود إحساسس عام بالأمان لدى الطرفين تجاه بعضهما بعضا والشعور بالأريحية.
3- ضرورة تغليب صفة الصداقة بين الطرفين، والتي تسمح بوجود ثقة متبادلة لأنها تسمح بوجود حس فكاهة مشترك بين الطرفين.
4- التنويه إلى أن التشابه في الطبقة الاجتماعية والوضع المادي يؤدي دورا في زيادة نسب نجاح الإرتباط والزواج .
5- الانتباه إلى أن مؤشرات نجاح العلاقات طويلة الأمد تعتمد على عوامل تحتاج شيئًا من الوقت لكي تظهر، ولذلك من الجيد التريث والتفكير جيدًا وبتأنٍّ قبل اتخاذ القرارات المصيرية، وإعطاء مرحلة التعارف حقّها.