يطل علينا شهر محرم كل عام حاملاً معه فرصة عظيمة لنيل المغفرة والرحمة من الله عز وجل، وهي صيام يوم عاشوراء، فصيامه سنة عن النبي محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ وهو يوم مبارك حافل بالفضائل والخيرات.
موضوعات مقترحة
فعن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء، أخرجه مسلم في "صحيحه".
يوم عاشوراء
هو يومٌ عظيمٌ من أيام الله نصر الله فيه سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ وأغرق فيه فرعون وقومه، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ". صحيح البخاري.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
سبب تسمية يوم عاشوراء
عاشوراء هو اليوم العاشر من الشهر الحرام المحرم، وصيامه سنة فعلية وقولية عن النبي ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب سنة قبله كما مر من الأحاديث.
موضوعات قد تهمك:
من السنة النبوية.. أدعية التحصين لحمايتك من الشرور والأسقام
موعد صيام يوم عاشوراء
يوم عاشوراء لعام 2024 هو الموافق ليوم الثلاثاء 16 يوليو 2024، العاشر من محرم 1446، وصومُ يومِ عاشوراء فهو سُنَّة، حثَّنا النبيُّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على صيامِهِ، وبيَّنَ فضلَه بأَنَّهُ يُكفِّر ذنوبَ سنةٍ مَضَت؛ فعن أبي قَتَادَة رضي الله عنه، أَنَّ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
يوم عاشوراء
فضل صيام يوم عاشوراء
ومن فضائل صيام يوم عاشوراء أنه يكفر ذنوب السنة التي قبله، فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:(صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ). سنن الترمذي (2/ 118).
وكان صوم يوم عاشوراء مشروعًا قبل أن يُفرَض صيامُ رمضان، فلما فُرِض رمضان صار صيام يوم عاشوراء سنةً مؤكدة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فعن عروة بن الزبير، فعن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ ، قَالَتْ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَمَرَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ) صحيح البخاري .
التوسعة علي الأهل يوم عاشوراء
يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ حيث ثبت عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، قال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا.
الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن من الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء الصيام لمن يستطيع ومن كان غير قادر على الصيام وقام بالتوسعة على الأسرة، فهو بذلك قد قام بسنة التوسعة.
وأوضح مفتي الديار المصرية الأسبق من خلال فيديو له عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك "أنه من أهم الأعمال المستحبة يوم عاشوراء هو اجتماع الأسرة ولقاء العائلة، فمثل تلك المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام، مشيرا إلى أن مثل تلك المناسبات تحافظ على هُوِية الإسلام وتجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية.
وأضاف عضو هيئة كبار علماء الأزهر ان من الأعمال المستحبة أيضا يوم عاشوراء هو الذكر والدعاء وقراءة القرآن أو الاستماع له وفعل الكثير من الخيرات والصدقات.
صيام يوم عاشوراء فرضا أم سُنّة
كشف مفتي الديار المصرية الأسبق أن صيام يوم عاشوراء كان فرضا، فعندما دخل النبي ، صلي الله علي وسلم ـ المدينة ووجد يهودا يصومون ذاك اليوم فسأل ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى، فقال: نحن أولى بموسى منهم، فصامه وأمر أصحابه بصيامه، وظل عاشوراء فرضًا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»، حتى قال: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فأصبح هذا ناسخًا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ : «لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء» ولكن النبي محمد صلي الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.