30 يونيو.. ووطن صلب في محيط مضطرب

11-7-2024 | 15:06
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

كُن ساكِناً فى ذا الزَمانِ بِسَيرِهِ
وَعَنِ الوَرى كُن راهِباً فى دَيرِهِ
وَاِغسِل يَدَيكَ مِنَ الزَمانِ وَأَهلِهِ
وَاِحذَر مَوَدَّتَهُم تَنَل مِن خَيرِهِ  
 الإمام الشافعى 
احتفلنا واحتفل الشعب المصرى بذكرى ثورة 30 يونيو، هذه الثورة التى أنقذت مصر من بين براثن تنظيم إرهابى كان فى طريقه إلى أن يقود البلاد إلى هاوية لا يعلم عمقها إلا الله، انكشف هذا التنظيم الإرهابى الذى عاش منذ بدء نشأته عام 1928 على ادعاء المظلومية والاضطهاد وعندما أتاحت له الظروف السلطة شاهد الشعب المصرى عاماً لم يشهد له مثيلاً من الفشل والمحسوبية، بل وبيع الوطن ومقدراته واتضح منهج هذا التنظيم فى إرهاب وترهيب الشعب المصرى بالقتل والحرق والإرهاب الأسود.. ومع سقوط التنظيم انكشف الوجه القبيح له من استدعاء القوى الدولية والعالم على مصر وشعبها، ومحاولة حصار مصر فى مختلف الاتجاهات على المستوى الإقليمى وعلى المستوى الدولى وفى الداخل انتشرت عناصر التنظيم بالعمليات الإرهابية التى لم تستثنِ أحداً من أفراد الشعب المصرى استهدفوا الكنائس والمساجد استهدفوا الجامعات والمستشفيات جنباً إلى جنب مع استهدافهم للشرطة والجيش.. 
30 يونيو كانت ومازالت وستظل علامة فارقة فى تاريخ الشعب المصرى، ولمَ لا؟ وهى المرتكز الذى نشأت عليه جمهوريتنا الجديدة؛ مرتكز للرباط وللوحدة ولمنع التميز بين أبناء الوطن الواحد، مرتكز لعودة مؤسسات الدولة المصرية إلى دورها الفاعل فى خدمة أبناء مصر، المرتكز لعودة العلاقات الطيبة التى تربط الدولة المصرية بمختلف دول العالم على أساس من الاحترام المتبادل والمنفعة والمصلحة المتبادلة. 
 وفى كلمته أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة وبين محاولات هدمها أو خطفها لصالح قوى غير وطنية، اليوم الذى قال فيه المصريون كلمتهم فحفظوا بها وطنهم واستردوا مقدرات دولتهم وأنهــوا فتــرة عصـيبة مــن الفوضى والدمار وساروا بعدها على طريق الخير والنماء والتقدم رغم كل الصعاب والتحديات بعد أن أعادوا اكتشاف قوة وصلابة الإنسان المصرى وعبروا بجلاء تام عن حقيقة معدنه الأصيل حيث معانى الشرف والفخر والمجد والبطولة ومنذ عام 2013 وحتى الآن.
وأشار الرئيس إلى أننا انتقلنا من حال إلى حال، ساد الاستقرار بلادنا بعد فترة من الفوضى وعرف الأمان طريقه لقلوبنا بعد سنوات من الخوف والقلق على مصير البلاد واستقرت مؤسسات الدولة بعد أن كادت تعصف بها الرياح.
خلال تلك السنوات قضينا على الإرهاب رغم صعوبة الأمر وجسامة التضحيات وبنينا أساساً تنموياً بجهود هائلة من سواعد أبناء مصر الأشداء لم نترك قطاعاً، إلا واقتحمنا مشكلاته المعقدة وأزماته المتراكمة لم نهَب المسئولية ولم نتجنبها مدركين قدر وإمكانات شعبنا العظيم.
وأكد الرئيس أننا اليوم نقف على أرض صلبة؛ دولة، مؤسساتها راسخة يعم فيها الأمن والاستقرار فى محيط إقليمى مضطرب، ذات بنية تحتية متطورة فى جميع القطاعات.. دولة، تعمل بكل طاقاتها ليل نهار لبناء المصانع وتحديثها واستصلاح الصحراء بملايين الأفدنة وتحسين الصحة والتعليم إلى ما يليق بقدر الإنسان المصرى وتشييد المدن والطرق، وشبكات الطاقة، والمياه والرى وإنشاء وتطوير شبكة استراتيجية من الموانئ، والربط بين جميع أنحاء الدولة بخطوط مواصلات متنوعة سريعة وحديثة.
ولفت إلى التحديات التى تواجه مصر ودول المنطقة فقال: لا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من تغيرات خطيرة خلال الفترة الأخيرة، فما بين الحرب الإسرائيلية الغاشمة فى قطاع غزة التى غاب فيها ضمير الإنسانية وصمت عنها المجتمع الدولى وأدار وجهه عن عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء والمشردين والمنكوبين، وما بين محاولات خبيثة، لفرض التهجيـر القسرى نحـو أراضى مصر.
وأوضح موقف مصر فقال: كان موقف مصر، نبيلاً وشريفاً ووطنياً لم تصمت مصر – بالفعل قبل القول – عن إغاثة الأشقاء الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وكذلك صمدت بعزة وكرامة أمام مساعى التهجير وأسمعت صوتها واضحاً جلياً حمايةً لأمنها القومى ومنعاً لتصفية الحق الفلسطينى.
وزاد فى التأكيد: إن مصر - رغم التحديات - تمضى على طريق التنمية والنهضة وبإذن الله العلى القدير لا رجعة عن هذا المسار وعن تحقيق الحلم المصرى فى التقدم والحياة الكريمة لجميع المواطنين. وهنا، أتوجه بالحديث إلى كل المصريين إلى كل رجل مصرى وسيدة مصرية يتحملون مشاق الحياة وارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة مـــن أجــــل توفيـــر الحيـــاة الطيبـــة لأبنائهـــم.
 وتوجه الرئيس بالحديث إلى المكافحين الشرفاء من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن قائلاً: إننى أعلم بشكل كامل حجم المعاناة وأؤكد لكم أن شغلى الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة وإيجاد مزيد من فرص العمل وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر الكرام.
 وفى ختام كلمته قال الرئيس: أتقدم بتحية إجلال واحترام لجميع شهداء الوطن من أبنائنا الذين قدموا حياتهم ثمناً لبقاء الوطن وحمايته نشد على أيادى أسرهم،  ونقول لهم: إن شعب مصر أصيل لا ينسى من ضحوا لأجله وسنعمل جميعاً على بناء وطن قوى كريم يليق بحجم التضحية التى ستظل تاجاً فوق رؤوسنا ينير لنا الطريق نحو المستقبل الذى نتطلع إليه.
نعم إن شعب مصر الأصيل لا ينسى من ضحوا لأجله وشعب مصر الأصيل على العهد والوعد للحفاظ على مستقبل هذا الوطن وسلامته وسلامة أبنائه وحماية ما تحقق من إنجازات والبناء عليها.. 
فكل الشكر لكل من حمى الوطن وكل الشكر لكل من يبنى ويعمل من أجل الحفاظ عليه..
وكل عام ومصر وشعبها وجيشها وقائدها بكل الخير 
وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.
حَفِظَ اللهُ مِصْرَ وَحَفِظَ شَعْبَهَا وَجَيْشَهَا وَقَائِدَهَا..
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة