"معاً لوقف الحرب في السودان".. الآن

7-7-2024 | 13:55

في تحرك وطني مسئول لا يأتي إلا من دولة كبرى مثل مصر تقدر حقوق الجوار، وتعلي قيم الأخوة مع الأشقاء  في السودان جاءت دعوة القاهرة لعقد مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية الذي استضافته القاهرة أمس السبت من أجل وقف الحرب الكارثية التي تعصف بهذا البلد الشقيق منذ أكثر من عام راح ضحيتها آلاف المدنيين ودفعت نحو 10 ملايين سوداني للفرار داخليا وخارجيا إلى دول الجوار حسب تقديرات الأمم المتحدة، مما يكشف عن مخاطر جسيمة وتداعيات خطيرة تهدد هذا البلد الشقيق الذي تربطه بمصر علاقات ممتدة وروابط تاريخية قلما تجدها بين شعبين.

ومن منطلق هذه الثوابت  لم تدخر مصر جهدًا منذ اندلاع هذا الصراع  للعمل مع الأشقاء السودانيين من أجل إيجاد حل سياسي شامل يعيد الاستقرار للسودان، ويفتح أبواب الأمل أمام الشعب السوداني في بناء مستقبل مزدهر يحقق الرخاء للأجيال الجديدة.

ومن هنا جاءت دعوة القاهرة لهذا المؤتمر في توقيت بالغ الحساسية، وظروف شديدة التعقيد، من أجل إيجاد فرصة جديدة أمام جميع القوى السودانية للتوصل إلى حلول ناجزة وعاجلة عبر عنها وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بدر عبدالعاطي، في افتتاح المؤتمر بقوله: "إن الوضع الكارثي في السودان يتطلب الوقف الفوري والمستدام للحرب، وتسهيل عمليات الاستجابة الإنسانية الجادة والسريعة من أطراف المجتمع الدولي كافة؛ لتخفيف معاناة السودانيين، والتوصل لحل سياسي شامل.

المؤكد أن استمرار الحرب في السودان لن يجلب سوى المزيد من الدمار والخراب وتشريد المواطنين، ويعيد هذا البلد الطيب إلى الوراء  لقرون.

ومن هنا واستشعارًا من مصر بهذا الخطر المحدق  جاء مؤتمر القاهرة ليدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان في دعوة مخلصة من شقيق مخلص.

وكان وزير الخارجية المصري واضحًا في كلمته حين أكد ثوابت مصر تجاه هذه الأزمة بقوله إن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية، وأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل الأطراف الوطنية الفاعلة كافة بالسودان، وفي إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية.

أهمية مؤتمر القاهرة وما تمخض عنه من مخرجات تمثل في مجملها خارطة طريق أمام القوى السياسية السودانية أنه جمع أقطاب العملية السياسية والقوى الحزبية - لأول مرة – وهو ما يوفر ضمانة لاستمرار التشاور البناء من أجل التوصل إلى حل ناجز يوقف الحرب وينقذ السودان من أزمة وجودية، كما أنه يحظى بدعم من كافة الأطراف الدولية؛ حيث شارك فيه ممثلون لمنظمات إقليمية ودولية، في مقدمتها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي  والجامعة العربية ودبلوماسيون من دول إفريقية وعربية وأوروبية وأمريكا، ومن ثم فإنه يعد بمثابة خطوة مهمة  مدعومة دوليًا وإقليميًا تؤسس لسلام شامل ودائم وعاجل في السودان ينهي الصراع ويوقف الحرب ويفتح الطريق أمام بناء الدولة. 

"معاً لوقف الحرب فى السودان" ليس مجرد شعار اتخذه مؤتمر القاهرة؛ بل هو نداء مخلص من دولة شقيقة تسعى بكل السبل لوقف الحرب في السودان واستعادة الأمن والسلام والاستقرار لهذا البلد الشقيق، ويقينًا أن القوى التي شاركت في هذا المؤتمر باتت تحمل أمانة  المسئولية الوطنية والأخلاقية أمام الله في تحويل توصيات ومخرجات هذا المؤتمر إلى خطة عمل على الأرض؛ لوقف هذه الحرب المدمرة الآن وليس غدًا.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة