رشوان وسعدة والشوربجي في مهمة وطنية!

5-7-2024 | 21:05

لم تكن مصر قبل ثورة 1952 تعرف ما يسمى حاليًا منظومة إعلامية متكاملة بها الإذاعة والتليفزيون والصحف ووسائل الاتصال الأخرى، كانت هناك إذاعة، وبعد الثورة تم إنشاء وزارة خاصة بالإعلام وهي الإرشاد القومى، ومن هنا بدأت في مصر كيانات تهتم بالإعلام، تغيرت مسمياتها وملامحها، حتى أنشىئ المجلس الأعلى للإعلام طبقاً للقانون رقم 92 لسنة 2016 ليتولى تنظيم شئون الإعلام المسموع والمرئي والرقمي بالصحافة المطبوعة والرقمية وغيرها، ويتمتع بالاستقلال الفني والمالي والإداري ولا يجوز التدخل في شئونه. 

ويتشكل المجلس بقرار من رئيس الجمهورية. وهو الجهة البديلة التي انتقلت إليها مسئوليات وزارة الإعلام وقبلها وزارة الإرشاد القومي.

ولأن تلك المنظومة لها أهميتها القصوى لابد لمن يتولى شئونها أن تكون لديه الخبرة والكياسة بكل صغيرة وكبيرة كون أن الإعلام بصورته العامة فى مصر أصبح كغيره من دول العالم مؤثرًا كبيرًا فى المجتمع ودوره أخطر بكثير لمواجهة ومجابهة كل ما من شأنه المحاولة الإضرار بالبلاد، وقد تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية أخبار عن إسناد مهمة المجلس الأعلى للإعلام لثلاثة من الشخصيات الموثوق بهم لدى الجماهير وهم الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ونقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ طارق سعدة، رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام. بينما تتضمن القرارات استمرار المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة.

وقد شعر كثيرون بحالة ارتياح لتولى رشوان والتجديد للمهندس عبدالصادق الشوربجي.

وفي الواقع أن ما قام به ضياء رشوان خلال مسيرته في العمل الإعلامى يؤكد أنه قرأ خريطة الوعي بأهمية دور الإعلام وخطورته منذ بداية عمله كصحفى، فهو حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1981 وماجستير في التاريخ السياسي من جامعة السوربون في باريس في 1985 وباحث وخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية منذ 1981، كما أنه باحث زائر بالعديد من المعاهد الأكاديمية في بلدان أجنبية مثل اليابان وفرنسا خلال التسعينيات. 

عين نائبًا لمدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عام 2009، ثم مديرًا له في سبتمبر 2011، ونقيبًا للصحفيين، وعضوًا لمجلس الشعب، واختير عضوًا بلجنة الخمسين التي وضعت دستور مصر 2014، وعضوًا بالمجلس الأعلى للصحافة بين عامي 2013 و2015 ممثلاً لنقابة الصحفيين، تم اختياره في أبريل 2017 عضوًا بالهيئة الوطنية للصحافة التي تدير وتشرف على الصحف القومية بمصر، كما عين رئيسًا للهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية في يونيو 2017، وفي يوليو من نفس العام عضوًا من الشخصيات العامة بالمجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف الذي يضم ثلاثين عضوًا من المسئولين والشخصيات العامة ويرأسه رئيس الجمهورية.

وفي كل تلك المراحل أكد رشوان أن حب الوطن ليس شعارات ولا مصالح خاصة بل وعي وإدراك لقيمته، وهو ما أهله لن يتولى منصبًا كرئيس للمجلس الأعلى للإعلام، وهو قادر على أن يفك طلاسم كثيرة ومواجهة تحديات المهنة والإعلام بوجه عام كونه عاش مراحل تغيرت خلالها خريطة الإعلام في العالم كله وليس مصر.

وفي مهنة الصحافة يمكن القول إن ما قام به المهندس عبد الصادق الشوربجي خلال توليه الهيئة الوطنية للصحافة خير شاهد على فهمه العميق لما تواجهه تلك المهنة من تحديات جسيمة، ولا أبالغ إن قلت إنه نجح في كل مواجهاته برغم صعوبة الوضع وبخاصة في الصحافة الورقية، وتبقى مهمة تطوير بعض الكيانات كمواقع نحتاجها أكثر تاثيرًا ومواقع تحتاج إلى تطوير وهو أمر يحتاج إلى شروحات وتفسيرات وبخاصة في الصحافة الأيكترونية، وهو أكثر من تفهم للفروقات الشاسعة بين ما يجب أن ينشر وما يخدم الوطن وما يضر، بل كان خير مراقب لكل الاشتباكات التى أسهمت خلال سنوات المهنة في تعثرها وحاول حلها، ويعمل في صالح الصحفي قبل الكيانات، وقد شعر الجميع بذلك.

ومهنة عبدالصادق الشوربجي صعبة جدًا، فالعمل الصحفي والمؤسسات القومية وغير القومية تواجه أزمات كثيرة فرضتها طبيعة الحالة الاقتصادية العالمية التي أثرت بشكل كبير في كل مناحي الحياة بالعالم كله، هناك مشكلات ورق وأحبار ومرتبات ونشر وتوزيع، وغيرها من المشكلات التي نجح هو خلال مهمته في محاولة حلها.

أما اختيار نقيب الإعلاميين طارق سعدة لمهمة أجدها شائكة جدًا وهي الهيئة الوطنية للإعلام فيمكن القول إن التحدي الأكبر أمامه هو إعادة هيكلة الإعلام المرئي والمسموع وحل مشكلات تناثرت أخبارها كثيرًا في مبنى ماسبيرو وهو كعقل مفكر وعمل في المجال لسنوات وكنقيب للإعلاميين قادر على وضع حلول لكل ما من شأنه يهدئ من سخونة الموقف بالمبنى؛ حيث حالة من التوتر كانت قد انتابت البعض خلال السنوات القليلة الماضية وأظن "سعدة" بوعيه الإعلامي والوطني وحب الناس له قادر على احتواء كل الأزمات وأن يلتف الجميع حوله للنهوض بالإعلام وبخاصة التليفزيون والإذاعة في فترة وجيزة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: