أفكار عملية للحكومة الجديدة

4-7-2024 | 21:30

كل حكومة في العالم "مسئولة" عن تحسين حياة شعبها بكل تفاصيل الحياة اليومية وجعلهم يتمتعون بحاضر جيد يمهد لهم الفوز بمستقبل أفضل..

نقدم في السطور التالية أفكارًا "واقعية" وعملية مستمدة من تجارب لبلاد مرت "بأزمات" واستطاعت تجاوزها والانتصار عليها..
من أهم المشاكل الاقتصادية تزايد نسبة ما نستورده قياسًا بما نقوم بتصديره؛ وما يترتب عليه زيادة في ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، وبالإمكان تقليل حدتها تمهيدًا للتغلب على هذه المشكلة..

لتنجح الزراعة في أي بلد لابد من تشجيع صغار المزارعين؛ فهم يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان وهم "الركيزة" الأساسية لنجاح الزراعة ولزيادة الصادرات منها وتحسين الدخل القومي وزيادة القوة الشرائية للمزارعين؛ مما يحسن أيضًا من بيع المنتجات المحلية وازدهارها.

نتمنى تيسير حصولهم على المعدات اللازمة لتحسين الزراعة والاستفادة من الأرض بأفضل ما يمكن مع توجيههم بالإرشادات العلمية دائمًا لاستخراج أفضل ما يمكن من الأرض في أقصر وقت ممكن.

يقول الباحثان لابي وكولينز وروست: "المحاصيل التي تخضع للأساليب الحديثة تنتج أكثر من القديمة؛ لأنها تستجيب أكثر للري المتحكم به والأسمدة البترو كيماوية".

نود إعفاء مصانع الأسمدة المستخدمة في الزراعة من الضرائب لخمس سنوات للمساعدة في خفض أسعارها فلا تشكل عبئًا على المزارعين؛ فتتحسن جودة الإنتاج وتتزايد، وتقل تعرضه للأمراض، مع "تشديد" الرقابة" على الجودة لصالح المستهلك المحلي، وأيضًا لمضاعفة التصدير للخارج.
 
ننتظر منح تيسيرات للحصول على الأراضي الزراعية للراغبين في زراعتها، ومنع "تجريفها" وتحويلها لأراضي مباني وتشجيع القطاع الخاص  الراغب في استصلاح الأراضي وتحويلها لأرض زراعية، والاستفادة من تقنيات الذكاء الصناعي لتحسين زراعة المحاصيل وتحديد الأمراض في بدايتها وعلاجها، وتحسين التخزين والنقل وتقليل خسائر ما بعد الحصاد.

من حسن الحظ أن مشكلة الكهرباء يمكن إنهاؤها بحلول غير تقليدية كاستغلال الطاقة الشمسية وزيادة فرص الحصول على الكهرباء لتلبية احتياجات المواطنين والمصانع..

تساعد الطاقة الشمسية على معالجة فقر الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة لتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي وتصديره أو الاستفادة منه صناعيًا.

شهدت البلاد التي "أحسنت" استغلالها تحولًا كبيرًا في كل الأصعدة؛ لزيادة إمكانية الحصول على الكهرباء فتحسن التعليم والرعاية الصحية وتضاعفت الفرص للنمو الاقتصادي، وساهم القطاع الخاص مع الحكومات في مشاريع الطاقة الشمسية، وزادت فرص العمل وتحسنت الحياة الاجتماعية التي تتأثر سلبًا بالفقر وتتحسن بزيادة دخل الأسر.

يمكن للحكومة الاستفادة من تجربة الهند التي تعتبر رائدة عالميًا في الاستفادة من الطاقة الشمسية، وكذلك تفوقت بنجلاديش في أنظمة الطاقة الشمسية وإيصال الكهرباء للريف وتقليل الفقر، واشتركت بنجلاديش مع المنظمات الدولية، وقدمت الطاقة الشمسية لملايين الأسر.

ويتم دمج الطاقة الشمسية في البلاد النامية في شبكات صغيرة، وظهرت أنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية.

ولتوفير الأمن الغذائي نود اهتمام الحكومة الجديدة بزيادة الثروة السمكية ودعم الصيادين الصغار ومنحهم قروضًا "ميسرة" أو منح لتحسين أعمالهم؛ وسيعود بالخير عليهم وعلى الوطن أيضًا فالنمو الاقتصادي هدف لا يجب تجاهله في كل المجالات وتقليل استيراد الأسماك وتوفير العملة الأجنبية.

وقد تمكنت السنغال من جعل مصايد الأسماك من أهم قطاعات الاقتصاد الوطني، ويمكن الاستفادة من تجربتهم، وبتحسن أحوال الصيادين والمزارعين وغيرهم سيستخدمون أرباحهم في شراء ما يلزم أسرهم وستنشط حركة البيع والشراء وينمو الاقتصاد والعكس صحيح.

ونود زيادة مساهمة القطاع الخاص في مختلف المشاريع وحل مشاكل المصانع المتعثرة لتقليل البطالة وما يتبعها من مشاكل مادية وأسرية، وعمل دراسة لأهم ما نستورده من أجهزة تكلف الدولة الكثير من العملات الأجنبية ودراسة ما يمكننا صناعته محليًا مع الاهتمام بالجودة، وسيساعد ذلك بالإضافة لتوفير العملة الأجنبية في تشغيل الكثيرين وسيربح أصحاب المصانع أيضًا.

تساعد الثروة الحيوانية في تحسين جزء مهم من الشعب يسكن في الريف وتنمي الاقتصاد وتوفر فرصًا للعمل، ولها دور بارز في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الفقر والتنمية الزراعية ونود الاهتمام بها..

تساعد الحيوانات كحيوانات جر في الأماكن التي توجد بها معدات لذلك ويستفيد الملايين من رعي الماشية في العالم لتوفير الغذاء وزيادة الدخل القومي وللتصدير أيضًا وتعد مصدرًا طبيعيًا للسماد مما يقلل الاحتياج للسماد المصنع..

ويُقال إن الثروة الحيوانية الطريق الوحيد لتحويل الموارد الطبيعية إلى غذاء وألياف وقوة عمل للمجتمعات الحيوانية، ونود الاهتمام بها وتقديم المساعدات الطبية والمادية لدعمها وزيادة كفاءتها..

في أورجواي قامت البنوك بدعم جهود الحكومة لتشجيع المزارعين على تبني مشاريع  لاستثمار الثروة الحيوانية وتحسين سلالات الحيوانات، وزيادة كفاءة توريد لحوم البقر والألبان وتقليل النفايات وجمعها وتعزيز إدارة التربة المستدامة والعضوية وتقليل استخدام الأسمدة والحفاظ على المياه.  

وفي فيتنام استفاد 151 ألف مربي ماشية من مشروع يدعمه البنك الدولي وتلقى معظمهم تقنيات للحد من التأثيرات البيئية السلبية وأقاموا مئات المصانع لتجهيز اللحوم.

وفي كولومبيا استطاعوا بعد مشاريع زيادة إنتاج الحليب بنسبة 17% وتخفيض تكاليف الإنتاج بنسبة 18.5% وزيادة بنسبة 23% في متوسط عدد الأبقار لكل هكتار بين عامي 2022و2018
أخيرًا على الحكومة تشجيع الإعلام على القيام بدوره وألا يتجاهل شكاوى الناس، ويسلط عليها الضوء ويناقشها بشفافية مع المسئولين للبحث عن الحلول العملية والواقعية ليتكاتف الشعب مع الحكومة لتقدم الوطن.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: