مع هبوب رياح التغيير الوزاري الجديد في حكومة د.مصطفى مدبولي لا يسعنا إلا أن نزجي التهنئة للقادمين الجدد من حملة الحقائب الوزارية على تقلد منصبهم الجديد، وفي الوقت ذاته نصحب تهانينا بسيل من الأمنيات والتمنيات فهي ليست تهاني مجردة أو بريئة بل يكسوها الطمع في أن يكون في هذا التغيير ما يحقق بغيتنا كمواطنين في غد أفضل، يحمل في طياته الخير الوفير ويحقق حياة كريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فلا ننكر أن انتظارنا كمواطنين لحدوث ذلك التغيير الوزاري قد طال، وصار مفرخا للشائعات والتكهنات والتشكيلات المفبركة من البعض لإرضاء جمهور يحذوه الأمل في قادمين جدد يغيرون من طبيعة وشكل الحياة، إذن فالانتظار لم يكن متأنيا بل فيه تعجل ولهفة لمعرفة الشخصيات التي سيقع عليها الاختيار طمعا في أداء نهضوي جديد يأتي وفي جعبته الحلول لمشكلات نعانيها ومازالت تحت قيد الحل.
والمتأمل في المشهد والمترقب أيضا يجد ببساطة أن الحلول موجودة لكثير من المستعصيات المجتمعية التي تؤرق المجتمع فمائدة الحوار الوطني التي ماجت بها المنصات على مستوى الدولة المصرية تعج بتوصيات وأطواق نجاة من خلال ماتم طرحه من المشاركين فيه من خيرة عقول مصر من التخصصات كافة.
لذلك أرى أنه يجب على الحكومة الجديدة عدم إغفالها لتلك الأطروحات النقاشية التي ملأت السمع والبصر وصرح أصحابها بصوت عال برؤاهم المستقبلية لمصر، وراحوا يتناولون الكثير من المشكلات بل المعضلات أيضاً بشكل مكثف يدمج ويضفر مقترحات حلول لقى الكثير منها استحسانا عظيما من متابعي فعاليات الحوار الوطني الذي شهدنا حراكا كبير يغطيه إعلاميا بغية اطلاع الجماهير على مجرياته؛ للوقوف على أهميته وجدواه، وها قد جاء الوقت المثالي لتلقف الأفكار النيرة التي تركها أصحابها كعطية وعصارة عصف ذهني جاد يعنى كل العناية بما يجب عمله واتخاذه من قرارات حتمية تحقق النجاة من كثير من المآزق الحياتية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. إلخ، من أجل هذا أجد لزاما على حكومة د.مدبولي الجديدة ألا تضيع هذه الجهود التي بذلها الحوار الوطني وتفتق عنها سدى وتلقي بها أدراج الرياح، بل ينبغي على الحكومة النظر إليها بعين المنقذ والإسراع في فرزها واختيار المخرجات الثمينة من بينها، التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع دون هدر للوقت والجهد، فلا يخفى على الحكومة ورجالاتها ما يعتري المصريين مؤخرًا من نفاد صبر على مسائل بعينها، فالانطلاق نحوها للعمل على محوها سيجلب رياح الرضا لتتجاوب مع رياح التغيير فيصبح التغيير حينها مزية تأخرت لكنها جاءت بالخير فاستحقت معاناة الترقب والانتظار.
ولكوني من المؤمنين بثقافة الأمل أجد أن زرع الأمل في نفس كل مصري على أرض المحروسة أصبح أحد أهم أدوار الوزراء الجدد، للقضاء على حالة إحباط عامة خيمت بظلالها على المجتمع من جراء تخفيف الأحمال هنا وهناك، وأن يضعوا نصب أعينهم في مخططاتهم الجديدة المواطن كأولوية في كسب استحسانه ورضاه في المرحلة الحالية والقادمة، لشحن الهمم وسحب اليأس من القلوب وغرس نبتة التفاؤل في تحسين الأوضاع، فالدماء الجديدة دوما تحمل في جوفها نور يسطع ويشع بالوعود البراقة لهذا نصبو إلى حديث يخرجنا من حالة الصمت الحكومي المستعرة التي تدفع بمساحة لمختلقي الشائعات والتسبب في البلبلة وإرباك المجتمع والناس، فماذا يضير المسئولين وزراء أكانوا أم غير وزراء لو أقاموا حوارا من آن لآخر مع المواطنين؟! سيعمل هذا حتما على تقييد الشائعات والاقتراب من الشعب ومحو الحاجز النفسي بينه وبين الوزير ووزارته حتى يكون هناك تمهيد لكل خطوة يخطوها مسئول وهو يعلم نبض الناس ويباركون أداءه فيقل الصخب و(الهري) في كل صغيرة وكبيرة؛ مما يهدر الوقت والجهد ويعلي من نبرة السخط غير المفهومة في احايين كثيرة ويعطي الفرصة للصائدين في الماء العكر استهدافا لمصر وأمنها وأمانها..
إذن نريدها رياح تغيير حقيقية تنطوي على أداء غير نمطي على وتيرة سبق الحكم عليها بالفشل برغم المجهودات المبذولة، مما أضر بتقييم مشاريع عملاقة تقام على مدار سنوات بشق الأنفس ولهاث يسابق الزمن ليصل بمصر إلى مصاف الدول الكبرى، فأرجوكم لاتهملوا المواطن
ولاتستهينوا بمطالبه البسيطة وأمامكم من الحلول ما يكفي فقط فكروا وقرروا.. واجعلونا نقول بكل الرضا: أهلا برياح جاءت بكم
..والله ولي التوفيق.. حفظ الله محروستنا الحبيبة.