الهوية المصرية بين الاجتياح الثقافي وحتمية ترسيخ الجذور

3-7-2024 | 14:58

من المسلم به أن الهوية المصرية هي هوية موغلة في جذور التاريخ ترتبط ارتباطا وثيقا بالأرض وبالإنسان.

فمنذ آلاف السنين نشأت على أرض مصر حضارة عظيمة تميزت بعمق خصائصها، حضارة كانت العقيدة فيها من أهم العناصر المؤثرة في تحديد ملامحها فشكلت تلك الهوية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كيان الإنسان المصري،  تعكس عمق أصوله الضاربة في جذور التاريخ، وتصقل قدراته على مواجهة كل متقلبات الحياة وتمكنه من تحقيق التوازن بكافة صوره.

لكن على مر السنين واجهت تلك الهوية غزوًا ثقافيًا وافدًا استهدف من خلال أبعاد غير مرئية تذويبها وتغييرها؛ من أجل تحقيق أهداف دنيئة.

وقد زاد تأثير هذا الغزو مع تعاظم استخدام وسائل الاتصال غير المحدودة وتعدد قنوات البث الفضائية التلفزيونية وأصبح من الصعب السيطرة على تداول المواد الثقافية المتاحة وهو ما. يعتبر أمر في منتهى الخطورة حيث إن هناك من لايملك الوعي الكافي للتعامل معها سواء بالفرز أو التجنيب لكل ماهو ضار أو متدني؛ لذلك أصبح من الضروري رصد كل محاولات استهداف الهوية وتقييم دوافع تلك المحاولات وآثارها الخطيرة والعمل على إجهاضها مبكرا وذلك من خلال البحث عن عناصر القوة التي يجب أن نرتكن إليها ونتمسك بها ونقوي دعائمها.

ولعل أهم تلك العناصر الفاعلة والتي يمكن الاستعانة بها في هذا الشأن هي أن نحتمي بتراثنا الحضاري الراسخ والموغل في القدم وأن نظهر للآخرين عمق ارتباطنا به.

لذلك يجب إعادة النظر في كل ما يخص التراث بدءا من الحفاظ عليه ومرورا بالتفاعل معه بالتحليل ووصولا إلى إعلاء قيمه

ولتحقيق ذلك يجب أن يكون المناخ الثقافي مناخا صحيا يتأجج فيه الوعي بقيمة ما نملك حتى تدرك الأجيال المتعاقبة خطورة سلوكيات الانزلاق بعيدا عن الأصول ومن ثم تقاومها وتقهرها بكل قوة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة