خواطر في الصحافة المصرية

1-7-2024 | 21:16

 

تعتبر المؤسسات الصحفية بجميع أنواعها منارات للفكر والثقافة، تضيء سماء مصر بالمعرفة، وتنشر الوعي بين ربوعها، كما توثق وتؤرخ للأحداث الهامة التي تمر بها مصر، وعلى الجانب الآخر تقدم الصحف وجبة ممتعة لقرائها من الأخبار والتحليل والمقالات.

وللصحف القومية، تحديدًا، تاريخ طويل في التنوير ودور راسخ في الخدمة العامة، وأعتقد أن الدولة المصرية لا تزال تنظر إلي الصحف القومية من هذا المنطلق، وليس أدل على ذلك من الدعم المالي الذي تقدمه الهيئة الوطنية للصحافة إلي الصحف القومية، ومصدر ذلك الدعم هو الموازنة العامة للدولة.

تواجه الصحف بشكل عام والصحف القومية بشكل خاص تحديًا اقتصاديًا كبيرًا، يتمثل أساسًا في الفارق الكبير بين تكلفة طباعة الجرائد الورقية وسعر بيعها للجمهور، ويرجع ذلك بالأساس إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الورق والأحبار التي يتم استيرادها من الخارج، ناهيك عن الزيادة الكبيرة في سعر الصرف مقارنة بالماضي، من ناحية أخرى تتبنى الهيئة الوطنية للصحافة توجهًا يحافظ علي حقوق العاملين بالصحف القومية، ولا يتعرض من قريب أو بعيد لمستحقاتهم المادية. 

كمحاولة لحل هذه المعضلة لجأت الهيئة الوطنية للصحافة إلى إغلاق الإصدارات الورقية المسائية؛ وهي المساء والأخبار المسائي والأهرام المسائي، كما تقوم بالتوسع في البوابات الإلكترونية لمجاراة التحول في وسائل متابعة الصحف لدى القراء، من ناحية أخري تحاول الصحف القومية أن تستغل أصولها الضخمة الاستغلال الأمثل وتعمل على إقامة مشاريع استثمارية في مجالات التعليم والعقارات وغيرها لضخ الإيرادات في شرايين هذه الصحف بهدف الوصول إلي نقطة التوازن المالي.

السؤال الأهم هنا هو كيف ومتى تصل الصحف القومية إلي حالة الاستقرار المالي والتحول إلى الربحية، حتى تستطيع أن تؤدي دورها القومي على أكمل وجه.

إذا تطرقنا إلى مستوى المحتوى في الصحافة المصرية بشكل عام، فأعتقد أننا بحاجة إلى دفعة إلى الأمام، نحن نتطلع إلى مستوى أفضل فيما يخص تحليل الخبر والصحافة الاستقصائية والقدرة على تحقيق السبق الصحفي، نأمل في استعادة أمجاد الصحافة القومية وخلق جيل قادر على إدارة الدفة في المستقبل.

لا يفوتني أن أعرج على مرور 20 عام على انطلاق جريدة المصري اليوم، والتي كان لها دور بارز في عالم الصحافة في مصر منذ تدشينها، فمن منا ينسى مانشيت "إنذار" يوم 26 يناير 2011، ومن منا ينسى أول حوار صحفي قام به المرحوم ياسر رزق مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي في 7 أكتوبر 2013، وقت أن كان قائدًا عامًا للقوات المسلحة، نتمنى أن تواصل المصري اليوم دورها البارز في التوعية والتثقيف.

للصحافة بريق خاص وللصحفيين مكانة رفيعة في المجتمع، فهم يحملون مشاعل تنير طريق الأمة المصرية وتعضد قوتها الناعمة وتصد مؤامرات تغييب الوعي وتزييف التاريخ.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: