منذ أن تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية رئاسة جمهورية مصر العربية لم يدخر جهدًا من أجل النهوض بهذا البلد الطيب أهله الذي يستحق الكثير والكثير من الخيرات، لماذا؟! لأنه شعب صبور تحمل الكثير من الصعاب من أجل بلده الحبيب مصر، ولم يعطِ أذنه لهؤلاء الخونة؛ سواء في الداخل أو الخارج الذين استزلتهم الشياطين وأعمت قلوبهم قبل أعينهم عن الحقيقة ألا وهي مصر فوق الجميع، مصر فوق العنصرية والطائفية والحزبية والشللية والمصالح الشخصية.
نعم منذ أن تولى الرئيس إدارة شئون البلاد وأخذ على عاتقه، مدفوعًا بحب هذا الوطن، النهوض بهذا البلد وتحقيق التنمية المستدامة، فلا يمكن بحال من الأحوال لدولة بحجم مصر العروبة رمانة ميزان الأمة العربية، رائدة قاطرة التعمير والتنمية أن تنعزل عن ركب المواكبة والمعاصرة والحداثة والتقدم والتقنية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وثورة المعلوماتية والسنوات المفتوحة، لا يمكن أن تغلق عليها بابها فتكون في وادٍ والعالم في وادٍ آخر.
وهنا تكمن الكارثة العظمى ألا وهي لن يحدث ما نصبوا إليه من تنمية مستدامة إذا ما أغلقنا علينا أبوابنا، إذا لم يحدث انفتاح على الآخر، نستورد منه خبراته في كل المجالات ونصدر له خبراتنا، فلدينا علماء أجلاء في كل المجالات.
ومن هذا المنطق كان حرص الرئيس على الإنصات والاستماع، بل وحضور منتديات ومؤتمرات الحوار الوطني، الذي ضم كل أطياف المجتمع مع التركيز على مستقبل الوطن وثرواته القومية الحقيقية وهم الشباب الذين هم ملح البلد، بل ورأينا الرئيس يجالس هؤلاء ويستمع لهم ولرؤاهم المستقبلية وما يقترحونه من أجندات تحمل أفكارًا ذات معزى ومعنى، وإذا ما استغلت استغلالا حقيقيًا ووضعت حيز التنفيذ؛ فإنه بالضرورة سيحدث ما نصبوا إليه.
نعم المطلوب من الحكومة الجديدة الاعتماد على الشباب صاحب الفكر التنموي الجديد والتطلعات المستقبلية والطموحات التي تضعنا في مصاف الدول المتقدمة، لكن شريطة ألا ننسى خبرات شيوخنا الكبار الذين بقوا وتبحروا في العلوم والفنون والآداب، فبذلك نكون جمعنا بين الحسنيين خبرات الكبار وروح وحماس الشباب الذين هم عصب الوطن.
ومن ثم بات الأمر ملحًا أن ينصت لهم الجميع، فكما أنصت لهم فخامة الرئيس فعلى كل مسئول في دولتنا الحبيبة الغالية أن ينصت لهم، فلدينا شباب بارعون في السياسة لهم رؤى سياسية متفتحة يحكمها المواطن وروحها حب الوطن، فلماذا لا نبحث عن هؤلاء وندمجهم في أحزاب سياسية تثري الحياة السياسية في مصرنا، وتحدث نوعًا من التوعية السياسية، لماذا لا نضعهم في الحسبان ليتولوا مناصب سياسية قيادية مع التركيز على اعطائهم دورات في العلوم السياسية من خلال خبراء في السياسة وإحاطتهم علمًا بمفهوم السياسة الداخلية والسياسة الخارجية.
أيضًا لدينا شباب صاعدون واعدون أفرزتهم مؤتمرات الشباب في مجال الخدمة العامة وفي الاقتصاد والثقافة والاجتماع والتعليم، وتلك أمور تمثل مفاصل الدولة، لماذا لا نتبنى مقترحاتهم في النهوض بالتعليم والثقافة والاقتصاد والمجتمع.
وهذا دور الحكومة الجديدة، فليس بالضرورة أن يتم ترشيح وزير كبير في السن، وإن كنا نحترم الكبار ونجلهم ونقدر خبراتهم، لكن في عصر العولمة نريد من دولة رئيس الوزير اختيار وزير حركي لا مكتبي، بمعنى ينزل إلى الشارع يعايش هموم الناس ويستمع إلى مشاكلهم خصوصا في مأكلهم ومشربهم وأمورهم المعيشية، نعم شاهدنا وزراء في أوروبا ينزلون إلى الشوارع وينتشرون في الأسواق دونما حراسة، وشاهدنا منهم من يركب دراجته ويذهب بها إلى عمله ووجدنا منهم من ينهي عمله ويجلس في محطات المترو ينتظر القطار ليذهب إلى بيته، وهذه ليست مثالية أفلاطونية أو يوتوبيا حالمة كيوتوبيا توماس مور، فماذا لا نأخذ رئيسنا قدوة لنا في مواصلته الليل بالنهار لإنجاز المهام وكأنه في سباق مع الزمن ألم نجده في السابعة صباحا بالزي الرياضي داخل حرم الكليات العسكرية، فزمن الوزير أو المحافظ الذي يغلق عليه مكتبه قد ولى، أعتقد لن يكون له مكانًا في جمهوريتنا الجديدة التي تحمل شعارًا، العمل، ثم العمل، ثم العمل....
من أجل حب الوطن والنهوض به وللحفاظ عليه وعلى مقدراته، ولو الأمر بيدي لوضعت عبارة ضمن القسم الدستورية، لا للمركزية ومرحباً باللامركزية، أقسم على أن أنزل إلى الشوارع وأترك مكتبي وأوفر كل طاقاتي لخدمة وطني الحبيب، وهذا حق أصيل للوطن، حق مكتسب، فالوزير أو المحافظة موظف عند الشعب، هكذا يقول دستورنا الذي أقرته وأفرزته ثورة 30 يونيو المباركة.
وعليه فضرورة ملحة التأني والتؤدة والتريس في الاختيار، وكذلك من الأمور المهمة بل المهمة جدًا في اختيار الحكومة، أن يتم الاختيار بناء على التخصص الدقيق خصوصًا في اختيار الوزراء، الاقتصاد، والثقافة، والصحة والتعليم والاستثمار والتجارة والتموين، أهل التخصص هم الذين ستكون لهم رؤى مستقبلية ستتحقق من خلالها تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي وقتما أدى اليمين الدستورية، ووقتما قبل استقالة الحكومية، وكلف الدكتور المحترم مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة، والرجل بخبرته الطويلة أعتقد أنه سيوفقه الله في تشكيل حكومة سترضي طموحات فخامة الرئيس التي هي في المقام الأول طموحات الشعب المصري، ولم لا وفخامته واحد من هذا الشعب وحرصه المستمر على النهوض بهذا الوطن، نعم شاهدنا ذلك في مداخلاته المستمرة، فليس ثم شاردة ولا واردة إلا وسأل عنها مسئول؛ سواء كان محافظًا أو وزيرًا أو حتى رئيس وزراء فتلك مسئولية جسيمة وضعها على كتفه.
فالله أسأل الهداية والتوفيق والرشاد لسيادته ولحكومته، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
* أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان