شكلّت ثورة 30 يونيو منعطفًا حاسمًا في مسيرة مصر الحديثة؛ حيث أدت إلى تغييرات جذرية على جميع الأصعدة، بما في ذلك المجال الاقتصادي. ومن بين أبرز المكتسبات التي تحققت في أعقاب الثورة، تقليل نسب البطالة والنهوض بالتنمية البشرية، مما كان له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري.
تقليل نسب البطالة
وبهذا الصدد، يقول الدكتور ياسر شحاتة، أستاذ الموارد البشرية، لـ"بوابة الأهرام": كانت البطالة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري قبل ثورة 30 يونيو، ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء؛ حيث بلغ معدل البطالة في عام 2013 حوالي 13.4٪. ومع ذلك، فقد شهدت السنوات التي تلت الثورة انخفاضًا ملحوظًا في هذه النسبة.
الحكومة المصرية اتخذت خطوات عديدة للحد من البطالة
وتابع: قد اتخذت الحكومة المصرية خطوات عديدة للحد من البطالة، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الكبرى مثل محور قناة السويس. كما تم إطلاق العديد من البرامج لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص عمل جديدة. ونتيجة لهذه الجهود، انخفض معدل البطالة إلى 7.2٪ في عام 2023، بحسب أحدث الإحصاءات الرسمية.
30 يونيو اهتمت بالتنمية البشرية وإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية
وأوضح أستاذ الموارد البشرية، إلى جانب تقليل البطالة، أولت ثورة 30 يونيو اهتمامًا كبيرًا للتنمية البشرية؛ حيث أطلقت الحكومة العديد من المبادرات لتحسين مستويات التعليم والصحة والتدريب المهني، مضيفًا أما في مجال التعليم، تم الاستثمار بكثافة في المدارس والجامعات لبناء القدرات البشرية وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل؛ بالإضافة إلى قطاع الصحة؛ حيث تم إنشاء نظام تأمين صحي شامل يوفر تغطية صحية لجميع المواطنين. كما تم إطلاق برامج رئيسية لمكافحة الفقر، مثل برنامج "تكافل وكرامة".
الدكتور ياسر شحاتة
30 يونيو أثرت بشكل إيجابي على انخفاض نسب البطالة
وفي السياق ذاته، كشف الدكتور مصطفى أبو زيد، الخبير الاقتصادي، ومدير مركز مصر للدراسات الإستراتيجية والاقتصادية، كان لتقليل البطالة والنهوض بالتنمية البشرية تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري، وهذا الأمر أدى لانخفاض معدلات البطالة وزيادة الطلب على العمالة ورفع الأجور؛ مما أدى إلى تحسن مستويات المعيشة. كما عززت التنمية البشرية المهارات الإنتاجية للقوى العاملة؛ مما أدى إلى زيادة الإنتاجية الاقتصادية.
الدكتور مصطفى أبو زيد
المشروعات القومية خلقت فرص عمل جديدة
وأضاف الدكتور مصطفى أبو زيد: علاوة على ذلك، فقد أدى الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الكبرى إلى خلق فرص عمل جديدة وإنعاش القطاعات الرئيسية للاقتصاد. كما ساعدت مبادرات الصحة والتعليم في تحسين صحة المواطنين ومهاراتهم؛ مما جعلهم أكثر إنتاجية وقدرة على المساهمة في النمو الاقتصادي.
موضوعات قد تهمك:
«ثورة 30 يونيو».. الصناعة تحقق قفزات هائلة نحو مستقبل واعد
«مصر ما بعد30 يونيو».. نموذج يحتذى به في التنمية والقضاء على الإرهاب
30 يونيو لها تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري
ولفت إلى أن مصر شهدت منذ ثورة 30 يونيو تقدمًا كبيرًا في جهودها لتقليل البطالة والنهوض بالتنمية البشرية. وقد كان لهذا التقدم تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري؛ حيث أدى ذلك إلى زيادة الطلب على العمالة، ورفع الأجور، وتحسين مستويات المعيشة. كما عزّز الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الكبرى خلق فرص عمل جديدة وإنعاش القطاعات الرئيسية للاقتصاد، مشيرًا إلى استمرار الجهود الحكومية في هذا الاتجاه؛ حيث من المتوقع أن يحظى الاقتصاد المصري بمزيد من النمو والرخاء في المستقبل.