في معظم مطارات العالم هناك خدمات مجانية كثيرة، تسعى معظم الدول إلى التنافس من أجل توفيرها.. ومن ثم يقوم المسافرون بالدعاية الإيجابية والمجانية للدولة صاحبة المطار، دعاية تجذب مزيدًا من المسافرين ومزيدًا من الزوار للدولة صاحبة المطار.
خدمات تدفع السائح بالعودة مرة وراء الأخرى خاصة بعدما رأى معاملة جيدة وعظيمة لن ينساها، وفي عصر السوشيال ميديا، يسجلها ويبثها مباشرة.
من بين هذا التنافس الحميد، في الخدمات.. توفير الواي فاي المجاني، الخدمة التي أصبح لا غنى عنها في مطارات العالم..
فمجرد نزول المسافر إلى أرض غريبة، يدفعه الشوق إلى الاطمئنان على أهله، ويُطمئنهم في نفس الوقت، وعندما يحصل على إنترنت مجاني، يرسل عبر هذا الإنترنت رسائل إلكترونية للجميع.
الواى فاي المجاني هي الخدمة الأكثر طلبا فى المطارات في العالم، خدمة مفروضة على الجميع، خاصة بعد شيوع عصر الهواتف الذكية.. والهواتف الذكية عليها تطبيقات التواصل الاجتماعي التي لا يخفى على الجميع حجم تأثيرها.. وحجم العمل عليها.
فلنا أن نتخيل ذلك المسافر وهو يعمل "تشيك إن" في مطار القاهرة، أو ينقل "لايف" عبر حساباته المختلفة بمجرد هبوط طائرته.. فكم من الفيديوهات ستنشر عبر الشبكة العنكبوتية.. وكم من اللايكات سوف تصب في تدعيم السياحة وفي تدعيم الوطن.
ومنذ فترة ناقشت في مقال أهمية الإنترنت المجاني في مطار القاهرة وتواصل مشكورًا على الفور وزير الطيران السابق، الطيار محمد منار عنبة.. ليوضح أن الخدمة متاحة في مطار القاهرة.. لكنها محدودة بزمن معين، وكان يأمل أن تمتد لفترات أطول، بل طول الوقت.
والمعني أن ما لم يدرك كله لا يترك كله.
وجاء في موقع "smartertravel" أو السفر الذكي.. أن خدمة الواي فاي المجانية احتلت المركز الأول في الخدمات الأكثر طلبًا في مطارات العالم يليها.. ملصقات للمتعلقات القابلة للكسر.. والمعنى مفهوم للحفاظ على الأشياء المهمة والثمينة في حقيبتك.. ثم جاء في المركز الثالث: توفير القليل من المساعدة عندما تحتاجها أو تطلبها.
ثم "استراحة خاصة بالحيوانات الأليفة" وبعدها " قراءة الكتب واستعارتها"؛ حيث توفر بعض المطارات تلك الميزة عن طريق الثقة فقط، فيما بينها وبين المسافرين على أمل إعادة الكتب قبل إقلاع الطائرة أو في رحلة العودة.
وجاء أيضًا ضمن الخدمات توفير "جولة مجانية" للمسافرين في المعابد أو الأسواق أو الأماكن القريبة من المطارات.
وأخيرًا ضمن الخدمات، التي كنت أحسبها تأتي في المقدمة، توافر زجاجات مياه مجانية.. وهذه النقطة تحديدًا قد ثار حول أهميتها جدل كبير في مصر منذ نحو شهرين على منصات التواصل الاجتماعي، حين نشر أحد المسافرين أنه قام بشراء زجاجة مياه معدنية من كافتيريا مطار الغردقة الدولى بـ50 جنيهًا؛ أي بما يعادل أكثر من قيمة كرتونة مياه كاملة خارج المطار، وأنه تقدّم بشكوى إلى مسئولي المطار حفاظًا على سمعة مصر أمام زوارها وعدم المغالاة في الأسعار.
هذه الواقعة تكررت في مطار آخر، مع سائح آخر من دولة عربية نشر الواقعة على حساباته الشخصية على مواقع التواصل.. وقال إن زجاجة المياه أغلى من فنجان القهوة الذي تناوله.. ثم أردف: إن هذا غير مقبول، والأفضل لو كانوا استبدلوا سعر القهوة بسعر المياه، فحينها سيشعر أنه ليست هناك مغالاة غير مقبولة، وساعتها سيتقبل سعر القهوة بما كتبوه، لأن هذا وارد أن يحدث في مطارات كثيرة في العالم.
أعتقد أننا لو وفرنا زجاجات مياه مجانية أو أماكن لإعادة تعبئة زجاجات المياه، كما في معظم مطارات العالم، لتفوقنا في خدمة جليلة يطلبها مسافرون كثر من كل أنحاء العالم.
ولأنارت وتفوقت هذه النقطة تحديدًا في مطارات المحروسة على مطارات أخرى منافسة.. فحتى لو وفرنا زجاجات المياه هذه بقيمتها الرسمية، وليست مجانًا، فإنه مع انخفاض قيمة الجنيه فإن سعرها الفعلى والرسمي يعتبر مجانيًا أمام السائحين والمسافرين.. فتقريبا 5 جنيهات تعادل 10 سنتات من قيمة الدولار.
فكرة بسيطة وسهلة قد تغير كثيرًا نظرة المسافرين، وتمحو بعض المضايقات التي قد يتعرض لها المسافر من سائق التاكسي وحامل الأمتعة وعمال النظافة..
وما لا يدرك كله لا يترك كله.