أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس الديمقراطي جو بايدن وقيادات الحزب الديمقراطي يخشون من أن تتحول حرب الإبادة التي تشٌنها إسرائيل على قطاع غزة، وبدعم غير محدود من إدارة بايدن، والتي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد معظمهم مدنيون، وتسببت في دمار شامل لقطاع غزة، وتشريد أكثر من مليون ونصف مليون من أهالي غزة، وأصبحت نكبة جديدة يتعرض لها شعب فلسطين، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في العصر الحديث، يخشون في الحزب الديمقراطي أن تصبح مسئولية سياسية كبيرة قد تٌطيح بالرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر من العام الحالي..
ويتعرض بايدن لضغوط مٌتزايدة من المٌشرعين الديمقراطيين؛ نتيجة تدهور الأوضاع في غزة، وارتفاع أعداد القتلى من المدنيين، والغزو الإسرائيلي لمدينة رفح الجنوبية، وبالإضافة لذلك تأكد مؤخرًا أن الأمريكيين يرفضون بشكل متزايد تصرفات إسرائيل، وهو ما خلق صداعًا سياسيًا للديمقراطيين الذين يدفعون الحزب للتوحد خلف بايدن، مع ارتفاع حدة المخاوف من أن هذه القضية قد تؤثر كثيرًا على السباق الانتخابي، كما أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وشعب غزة أمر غاية في الخطورة، ويٌشكل مشكلة كبيرة للرئيس بايدن، وعائقًا أكبر أمام إعادة انتخابه للفترة الرئاسية الثانية، وكلما تمكن بايدن من النأي بنفسه عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان وضعه السياسي والانتخابي أفضل بكثير..
وليس الجناح التقدٌمي داخل الحزب الديمقراطي فقط هو من بات رافضًا استمرار حرب إسرائيل على غزة، ورفض الدعم الأمريكي الكبير للحرب على غزة؛ بل إن الأمر بات أوسع من ذلك؛ وبسبب ذلك كثفت إدارة بايدن ضغطها على نتنياهو لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء، ونذكر جميعًا أن بايدن تقدم بخطة للتهدئة وإيقاف الحرب، ودعا نتنياهو أكثر من مرة إلى عدم شن هجوم على رفح دون خطة واضحة، إلا أن الأخير لم يستمع لنداءات بايدن، وها هو يرتكب عشرات المذابح، ولم يمتثل لقرارات الجنائية الدولية، ويشعر كثير، من المسلمين والعرب والناشطين المناهضين للحرب، بالغضب من دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل وهجومها العسكري في غزة الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في مجاعة في القطاع الساحلي الضيق الذي يسكنه نحو 2.3 مليون نسمة..
ومن المؤكد أن الانقسام حول حرب غزة يكشف عن "استقطاب أوسع بين الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين، إذ إنهم سئموا وضعًا يعيشون فيه؛ حيث هناك نوع من الخلل الوظيفي سواء على صعيد الكونجرس أو الإدارة الأمريكية أو حتى الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، على الرغم من أنه ومنذ نهاية الحرب الباردة عادة ما تٌهيمن القضايا الداخلية الأمريكية خاصة الاقتصادية على مسار الانتخابات الرئاسية، المٌزمع إجراؤها في نوفمبر من العام الحالي، ونادرًا ما احتلت قضايا السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وانحيازها للجانب إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، كل هذا أصبح لا يشغل (مكانة بارزة في اهتمامات الناخب الأمريكي ومزاجه العام..
وما علينا سوى الانتظار لنرى كيف ستهزم غزة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لصالح الرئيس الأسبق الجمهوري ترامب!!
.. وللحديث بقية