من الذى لا يحب منتخب مصر؟

14-7-2024 | 14:03
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

للمرة الثانية على التوالى يؤدى منتخب مصر مبارياته تحت قيادة حسام حسن بتناقض فى الأداء بين شوطى اللقاء.. أمام بوركينا فاسو فى الجولة الثالثة التى استضافها استاد القاهرة.. لعب المنتخب شوطها الأول فارضًا سيطرته على زمام المباراة.. وأحرز هدفين رجّحا كفته وكانا وراء حصد النقاط الثلاث..

بينما كان الأداء فى الشوط الثانى مغايرًا تمامًا.. واستقبل خلاله المنتخب هدفًا أربك الحسابات.. ووضعنا تحت ضغط ضياع الفوز بالمباراة التى خرجت بمنتخبنا لبر الأمان والفوز باللقاء الثالث على التوالى فى مشوار التصفيات.. وفى مباراة غينيا بيساو قدم المنتخب شوطها الأول على أسوأ ما يكون..

واستقبلت شباك الشناوى هدفًا من خطأ دفاعى ساذج.. ولولا تحسن الأداء فى شوط المباراة الثانى والتعادل الذى جاء من الهدف الرائع للنجم محمد صلاح.. لكانت هناك وقفات وحسابات حول تأجيل موعد سفر المنتخب وإرهاق اللاعبين وفتح أبواب المعسكر للضيوف والعائلات.

كان من الطبيعى والمنطقى أن تكون طموحات جماهير مصر هي الفوز على منتخب غينيا بيساو بفارق مريح من الأهداف واستمرار الحفاظ على العلامة الكاملة فى كل الجولات.. خاصة أن المجموعة الأولى من التصفيات التى يشارك فيها منتخبنا تضم منتخبين من التصنيف الرابع هما إثيوبيا وجيبوتى.. ومنتخبين من التصنيف الثالث هما سيراليون وغينيا بيساو.. ومن التصنيف الثانى منتخب بوركينا فاسو الذى تعادل إيجابيًا مع منتخب سيراليون بهدفين لكل فريق.. بالإضافة إلى أن منتخب مصر يملك جيلاً ذهبيًا من اللاعبين يضم من بين عناصره الكبار والواعدين على رأسهم الأسطورة محمد صلاح.. أحد أفضل لاعبى العالم ولاعب العام فى الدورى الإنجليزى مع ليفربول الذى كان أكثر ما يشغل عقول لاعبى منتخب غينيا بيساو فى اللحظات الأخيرة من المباراة هو الخروج من الملعب بأقصى سرعة للاستحواذ على فانلته والتصوير معه فى لقطات تعكس المعنى الحقيقي لكيفية أن يضم منتخب مصر نجمًا كبيرًا بحجم وقيمة محمد صلاح.. ويضم المنتخب أيضًا تريزيجيه أحد أفضل لاعبى المنتخب فى السنوات الأخيرة والمرشح للانتقال للدورى الإنجليزى.. ومعه عمر مرموش ومصطفى محمد الذى بات يخطو خطواته الأولى فى الانتقال إلى أحد الدوريات الكبرى منتقلاً من فريق نانت.. ومن المحليين نجوم كبار مثل إمام عاشور وزيزو والمدافع المتألق محمد عبدالمنعم.. الذى بات على أعتاب خوض مرحلة الاحتراف.. ومجموعة أخرى من الكبار والواعدين.. لذلك كانت كلمات حسام حسن المدير الفنى عقب نهاية مباراة غينيا بيساو صادمة للجمهور عندما تحدّث عن قناعاته الشخصية بالأداء الذى وصفه بالممتع.. وخاصة فى الشوط الأول من لقاء غينيا.. وهو اللاعب والمدرب الذى عُرف عنه خلال تاريخه رفضه التام للهزائم والاستسلام.. حسام حسن خلال تصريحاته أشار ولأول مرة فى تاريخ منتخب مصر إلى وجود حروب وأزمات تدار فى الكواليس.. وأن المنتخب له من يتربص به ويتمنى خسارته!

أولاً على حسام حسن أن يعرف أن تعيينه مديرًا فنيًا للمنتخب لم يكن اختيار اتحاد الكرة.. الذى فكّر وكانت رغبة أعضائه تتجه نحو المدير الفنى الأجنبى.. وكان هناك شبه إجماع واتفاق مع الفرنسى هيرفي رينارد لتولى المهمة.. لكن جمهور فى مصر كان هو صاحب الكلمة العليا فى اختياره للقيادة الفنية للمنتخب فى استفتاء جماهيرى هو الأول من نوعه..

وقدم هذا الجمهور العظيم البرهان على ذلك فى أول مباراة رسمية للمنتخب أمام بوركينا فاسو فى الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم.. عندما التف حول المنتخب وملأ جنبات استاد القاهرة لأول مرة منذ سنوات.. نفس هذا الجمهور كان من حقه أن يغضب من كلمات حسام بتأكيده بأن هناك من يتربص بالمنتخب ويتمنى سقوطه أو تعثره..

فمنتخب مصر عبر تاريخه لم يكن يومًا له من الجماهير أعداء أو كارهون أو شامتون أو راغبون فى سقوط المنتخب لأى سبب من الأسباب.. ولطالما كان وقت كبوات المنتخب وانكساراته هم الظهر والسند وهتافاتهم كانت الدافع للعودة من جديد وتاريخ حسام نفسه شاهد على ذلك.

حسام حسن المدير الفنى للمنتخب ليس هو حسام حسن مدرب فريق النادى.. هناك فارق كبير.. وعليه أن يثق فى جمهور مصر وذكائه وانتمائه لفانلة منتخب بلاده.. وهو الجمهور نفسه الذى سيتغنى بحسام حسن عند صعوده إلى كأس العالم وعند استعادته كأس الأمم الإفريقية الغائبة منذ سنوات.

حسام حسن ربما خانه التعبير أو أنه يتعرض لأنواع كثيرة من الضغوط.. لكن عليه فى النهاية أن يثق في جمهور مصر العظيم.. وأن يركز فقط فى صناعة منتخب قادر على الفوز بالبطولات وتقديم مستوى طيب فى كأس العالم بأمريكا وكندا.. وقتها سيكتب لنفسه سطورًا فى كتاب التاريخ.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: