يُطل علينا شهر بؤونة، الشهر العاشر من التقويم القبطي، حاملًا معه حكايات وتقاليد عريقة من التراث المصري القديم، يشتهر هذا الشهر بارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، مما أكسبه لقب أبو الحرارة الملعونة.
موضوعات مقترحة
أصل تسمية بؤونة
ويقول الدكتور أحمد عامر، أستاذ علم المصريات، لـ"بوابة الأهرام": يرجع أصل تسمية "بؤونة" إلى الكلمة القبطية "بايني" والتي تعني "الضيق" أو "الشدة"، ويرتبط هذا المعنى بارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الشهر، مما يجعله فترة صعبة على المصريين القدماء.
طقوس وعبادات شهر بؤونة
وكشف أستاذ علم المصريات، أن لشهر بؤونة مكانة خاصة عند قدماء المصريين؛ حيث ارتبط بالعديد من الطقوس والعبادات الدينية. ففي هذا الشهر كان المصريون يحتفلون بعيد "رع" إله الشمس، وذلك تقديرًا لقوة الشمس في هذه الفترة من السنة. كما كانوا يقيمون طقوسًا خاصة لـ "الإلهة سخمت" إلهة الحرب والشفاء، وذلك لطلب حمايتها من الأمراض والوباء التي قد تنتشر بسبب شدة الحرارة.
شهر بؤونة عند القدماء المصريين
أمثال شعبية مرتبطة بشهر بؤونة
ويوضح أستاذ علم المصريات، الدكتور أحمد عامر، أن الأمثال الشعبية المصرية القديمة تُجسد حكمة المصريين وخبرتهم بتقلبات المناخ. ومن أشهر الأمثال المرتبطة بشهر بؤونة:"بؤونة تكثر فيه الحرارة الملعونة"، "بؤونة ينشف الميه من الماعونة"، "بؤونة الحجر"، مضيفًا وتعكس صفة "أبو الحرارة الملعونة" قدرة المصريين القدماء على التعايش مع ظروف بيئية قاسية، فقد طوروا العديد من الأساليب للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل بناء المنازل ذات الأسقف العالية والجدران السميكة، واستخدام الملابس الفضفاضة المصنوعة من الكتان، وتناول الأطعمة الخفيفة الغنية بالماء.
بؤونة في العصر الحديث
وأشار عامر إلى، أنه لا يزال شهر بؤونة يحمل نفس السمات المناخية في العصر الحديث؛ حيث يُعد من أكثر الشهور حرارة في مصر. ولهذا، يحرص المصريون على إتباع العديد من النصائح للوقاية من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، مثل شرب الكثير من الماء، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وارتداء الملابس الخفيفة الفاتحة اللون.
شهر بؤونة جزءًا مهمًا من التراث المصري
واستطرد أستاذ علم المصريات، أن شهر بؤونة جزءًا مهمًا من التراث المصري القديم؛ حيث يعكس حكمة المصريين وخبرتهم في التعامل مع ظروف بيئية قاسية، كما أنه يُجسد قدرتهم على تحويل التحديات إلى فرص للاحتفال والحياة.