يواجه قطاع الزراعة في مصر تحديات متزايدة نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، حيث يؤثر هذا الارتفاع بشكل كبير على إنتاجية وجودة عدد من المحاصيل الزراعية المهمة.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" تستعرض أكثر المحاصيل تضررًا من ارتفاع درجات الحرارة في مصر وآثار ذلك على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، خلال السطور التالية:
المحاصيل الأكثر تضررًا من موجات الحر
وبحسب الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، فإن ارتفاع درجة الحرارة يتسبب في ضرر كبير علي المحاصيل الزراعية وأكثر المحاصيل تأثراً محصول القمح، وهو يعد من أهم محاصيل الحبوب في مصر، ويمثل مكونًا رئيسيًا في النظام الغذائي. ولكن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تقليل إنتاجية القمح وزيادة قابليته للإصابة بالآفات والأمراض، كما يؤثر الحرارة على جودة الحبوب وانخفاض محتواها من البروتين والجلوتين، مستكملا أن الذرة، تعتبر أحد أهم المحاصيل الحقلية في مصر، ولكن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تقليل إنتاجيتها وتأخر نضجها وانخفاض محتواها الغذائي.
مدى تأثير محصول القطن والطماطم بارتفاع درجات الحرارة
وواصل، أن القطن من المحاصيل الإستراتيجية، ولكن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على إنتاجية وجودة ألياف القطن، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وتراجع الصادرات، مضيفًا أن محصول الطماطم من أهم المحاصيل البستانية، ولكن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تقليل الإنتاجية وزيادة قابلية الثمار للتلف.
تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية
آثار تداعيات ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل
ونوّه كمال، أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على هذه المحاصيل يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وتراجع الأمن الغذائي. كما يؤثر ذلك على الاقتصاد الوطني من خلال تراجع الصادرات الزراعية وزيادة الواردات لتلبية الاحتياجات المحلية. لذا تبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة للتكيف مع التغيرات المناخية وتطوير أساليب زراعية أكثر مرونة وكفاءة في استخدام الموارد.
موضوعات قد تهمك:
اكتشف فوائد «الأشواجاندا» وتعرف على أسرارها
مشروع توشكى الزراعي يعزز الأمن الغذائي ويزيد حجم الصادرات الزراعية
تدابير مقترحة لمواجهة تداعيات ارتفاع درجات الحرارة
وأشار الدكتور أشرف كمال، إلي أنه للتخفيف من آثار التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية، يجب اتخاذ مجموعة من التدابير والسياسات الحكومية، منها: "البحث والتطوير الزراعي، زيادة الاستثمارات في البحوث الزراعية لتطوير أصناف نباتية أكثر تحملاً للجفاف والحرارة"، مضيفا أن يتم تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة من خلال نشر تقنيات الري الحديثة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، وتطوير وتحسين أساليب الري والتركيز على استخدام تقنيات الري الحديثة والموفرة للمياه، ونشر واستخدام أنظمة الري بالتنقيط والرش لزيادة كفاءة استخدام المياه، تطوير طرق جديدة للحصاد المائي وإعادة استخدام المياه المعالَجة في الزراعة.
الدكتور أشرف كمال
تشجيع زراعة محاصيل جديدة وأنواع مقاومة للحرارة
وأضاف، أن يتم تشجيع زراعة محاصيل جديدة وأنواع مقاومة للحرارة، وتطوير أصناف محاصيل أكثر تحملاً للجفاف والحرارة، والاستثمار في البحث العلمي والتطوير لإنتاج أصناف جديدة من المحاصيل الرئيسية عالية التحمل، مع تشجيع استخدام التكنولوجيا الحيوية في تحسين صفات المحاصيل، مؤكدًا علي تعزيز برامج الإرشاد لنشر الممارسات الزراعية المستدامة بين المزارعين، وتوفير حوافز مادية وتمويلية للمزارعين لتبني تقنيات التكيف مع التغير المناخي، وتحسين ممارسات الإدارة الزراعية والحفاظ على خصوبة التربة، نشر ممارسات الزراعة الحافظة للتربة وإعادة تدوير المخلفات العضوية، وتطبيق دورات زراعية مناسبة وزراعة محاصيل مغطية لحماية التربة.
التأهب لمواجهة الظواهر المناخية الشديدة
وأشار أستاذ الاقتصاد الزراعي، إلي تعزيز نظم الإنذار المبكر والتأهب لمواجهة الظواهر المناخية الشديدة، وتطوير نظم رصد وإنذار للجفاف والفيضانات وموجات الحر، إعداد خطط طوارئ وآليات للاستجابة السريعة للكوارث المناخية، منوهًا أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية في مصر يشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.
اتخاذ التدابير المناسبة في مجالات البحث والتطوير
واستطرد، ولكن من خلال اتخاذ التدابير المناسبة في مجالات البحث والتطوير والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، يمكن للقطاع الزراعي المصري أن يواجه هذه التحديات ويعزز قدرته على الصمود أمام التغيرات المناخية، مشيرا إلي أن التنفيذ المتكامل لهذه التدابير سيساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة القطاع الزراعي المصري على مواجهة تأثيرات التغير المناخي والحفاظ على الأمن الغذائي.