الإسكندر الأكبر في ذكرى الرحيل.. هل يضم شارع النبي دانيال مقبرة أعظم ملوك العالم؟

10-6-2024 | 02:57
الإسكندر الأكبر في ذكرى الرحيل هل يضم شارع النبي دانيال مقبرة أعظم ملوك العالم؟ الإسكندر الأكبر
محمود الدسوقي

تذكر المراجع التاريخية أن وفاة الإسكندر المقدوني، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، كانت في بابل حوالي 323 ق.م وأنه تم تحنيط جثمانه ووضعه في تابوت من الذهب كعادة ملوك الإغريق، وكان المرجح طبقا لما قالوه أن وصية الإسكندر أن يدفن بالعراق، ومن ثم تغير الوضع وتم الاتفاق على أن يدفن في مسقط رأسه في مقدونيا.

بدوره يوضح الأثري محمد محيي في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، أن المؤرخين وصفوا العربة التي نقلت جثمان الإسكندر من العراق لمصر، حيث حملت علي محفة محلاة بالذهب والأحجار الكريمة، وكان يجرها أربعة وستون بغلاً على رقبة كل منهم طوق محلى بالأحجار الكريمة، وطبقاً لنبوءة واعتقاد في وقتها أن المملكة التي ستحوى جسد الإسكندر ستعيش في رخاء، نجح بطلميوس أول خلفاء الإسكندر فى نقل الجثمان إلى مصر، ودفنه طبقا للطقوس المقدونية في منف.

وأوضح محيي أن بطلميوس الثاني غير مكان الرفات ليكون جثمان الإسكندر في تابوت مرمري مُرصع بالأحجار الكريمة ودفنه في مقبرة كبيرة بالإسكندرية، ويذكر المؤرخين حوادث أخرى متعلقة بالموضوع، تتمثل في زيارة يوليوس قيصر لمقبرة الإسكندر المقدوني في الإسكندرية، ومن بعده الإمبراطور أغسطس أول أباطرة الرومان، مضيفاً أن هذه النصوص تحمل علامات استفهام كثيرة نستشف منها أنها تحمل في طياتها الكثير من الدعايا السياسية التي صنعها بطلميوس الأول والثاني لإضفاء شرعية لحكمهم مستمدة من اسم الإسكندر نفسه، وكذلك فعل الأباطرة الرومان.

في عام 1887م تم اكتشاف تابوت بالقرب من مدينة صيدا بلبنان، عليه نقوش تمثل الإسكندر، وتمت تسميته بـ"تابوت الإسكندر"، إلا إن الأدلة أثبتت أن تأريخ التابوت يرجع لفترة زمنية سبقت وفاة الإسكندر نفسه، وفي عام 2010م تم العثور على كشفين أثريين في مدينة "أمفيبوليس" اليونانية، الأول لمقبرة يغطيها جدار من الرخام ترجع تاريخيا لفترة الإسكندر، وقد تحمست وسائل الإعلام في اليونان وقتها لاعتقادهم أن المقبرة للإسكندر نفسه، ولكن تبين في نهاية الأمر أنها لروكسانا زوجته، أما الكشف الثاني فكان لمقبرة بها هيكل عظمى تقترب صفاته من جثمان الإسكندر إلا أنه في النهاية تم نفيها هذه الآراء أيضاً، كذلك تم العثور على المدينة المفقودة التى شيدها الإسكندر كالتاجا دارباند في العام 2017م، وقد أعاد الكشف تلك الآمال مرة أخرى للعثور على المقبرة في بلاد اليونان.

تأرجحت حُمى البحث عن مقبرة الإسكندر في القرن التاسع عشر واختلطت تلك الوقائع والأبحاث ما بين الواقع والخيال، كما يوضح محمد محيي، مضيفا أنه في عام 1850م ادعي موظف يوناني بأنه توصل لسرداب أسفل جامع النبي دانيال وشاهد من ثقب خشبي جسد آدمي مُحاطًا بقفص من الزجاج حوله كتب ولفائف بردى إلا إن هذا أيضا لم يصل لشيء؛ إذ لم يعثر سوى على تابوت قديم لشخص مجهول، ومقبرة لم يدفن فيها أحد أسفل المسجد.

أما أشهر الوقائع هي محاولة الجرسون اليونانى "استيليو كومتسوس" في خمسينيات القرن الماضي، والذي أخذ يحفر كالمجنون في شوارع النبي دانيال، وتنقل من مكان لآخر بلا جدوى، حتى طلبت منه الحكومة المصرية المغادرة، بعدما حفر أسفل الكنيسة المرقصية بلا تصريح.

وقد أشار المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين لتلك المحاولة في فيلم "إسكندرية ليه"، أما الدراما المصرية فقد وثقتها من خلال محاولة مدرس التاريخ صلاح محمد على من الأقصر في مسلسل "حلم الجنوبي".

 ويضيف محمد محيي أن عدد من الباحثين مثل بريشا وأدريانى وويس ،وميخالوفسكى، حاولوا في بدايات القرن العشرين البحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر في المدينة، وذلك عبر حفريات فى منطقة كوم الدكة الواقعة خلف مسجد النبى دانيال، تلك المحاولات التي باءت بالفشل، لكنها قدمت كمية كبيرة من الآثار للمصريين الذين عاشوا فى الإسكندرية في العصور الغابرة، وهى الآثار التي تشكل قسما كبيرا اليوم من المتحف اليوناني الروماني في المحافظة العريقة

ويؤكد أن علماء الآثار المصريين اختلفت أرائهم ما بين من عملوا بالإسكندرية بالفعل مثل الدكتور .زاهي حواس ففي عام 2009 أعلن خبر العثور على خبيئة أثرية في الإسكندرية، منها تماثيل تشبه الإمبراطور في منطقة المدينة القديمة أثار الخيال وقتها عن مكان المقبرة في الإسكندرية وكذلك الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين الأسبق للمجلس الأعلى للآثار وكلاهما زاهي وعبد المقصود اتفقا على أن العثور على تلك المقبرة لن يكون سوى بالصدفة البحتة لمن يستحق كعادة الكشوف الأثرية الكبيرة التي كانت تحدث دوما بالصدفة.

كلمات البحث
الأكثر قراءة