كل الدعم والاحترام والتقدير لقيادتنا السياسية وتقديراتها بعدما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقباله رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي وتسلم استقالة الحكومة وكلفه سيادة الرئيس بتشكيل حكومة جديدة خلال الفترة المقبلة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة.
محددات عمل الحكومة المستقبلية جاءت واضحة خلال بيان الاستقالة وربما يعكس ترتيب المحددات داخل البيان الصحفي الأولويات والأهميات خلال الفترات المقبلة، وفي ظل ما تشهده مصر من تحديات سواء على المستوى الداخلي الاقتصادي والذي يتطلب مضاعفة جهود الإنتاج أو على المستوى الخارجي والتي تتطلب استمرار مساعي مصر في نشر السلام والاستقرار التي تقودها على مستوى الشرق الأوسط.
الرئيس السيسي كلف الحكومة المقبلة أن تحقق أهدافًا على الترتيب: الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية ووضع ملف بناء الإنسان المصري على رأس قائمة الأولويات خاصة في مجالات الصحة والتعليم ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وكذلك على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه في هذا الصدد، وتطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني والخطاب الديني المعتدل على النحو الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي، بالإضافة إلى مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق، وذلك في إطار تطوير شامل للأداء الاقتصادي للدولة في جميع القطاعات خلال الأيام الماضية وبعد تجديد الثقة في المهندس مصطفى مدبولي ربما طالب البعض بمسار جديد.
وأرى أن الدكتور مدبولي رجل هادئ واجه وهو على رأس الحكومة عدة أزمات اقتصادية عصفت بكل دول العالم، ورغم ذلك قدم كل ما في يديه للنهوض من الأزمة التي لم تستطع كبريات الدول النجاة منها وتكبدت خسائر، ولكن ما أؤكد عليه أن المرحلة المقبلة تتطلب استغلال كل ملكات المكون الحكومية والتوجيه الصحيح نحو محددات عمل الحكومة التي كلفه بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن تستكمل الحكومة خطة تشغيل ما تم بناؤه وتشييده من مشروعات قومية وبنية تحتية على مدار 10 سنوات.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان