من الواضح أن تداعيات حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة الأبية منذ شهور بدعم غير محدود من الإدارة الامريكية برئاسة الديمقراطي جو بايدن وراح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ودمار ثٌلثي منازل الغزاويين، ودمار شامل للبنية التحتية لقطاع غزة، وتشريد أكثر من مليوني فلسطيني..
تداعيات هذه الحرب بلا شك لن تقتصر على الشرق الأوسط وسيتردد صداها في صٌلب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المٌزمع إجراؤها في شهر نوفمبر من العام الجاري.. خاصة مع السياسة الخارجية المٌنحازة بشكل كامل لنتنياهو وحكومته المٌتطرفة والتي تلقى انتقادات كبيرة داخل الولايات المتحدة في صفوف الشباب وطٌلاب الجامعات وهو ما شهدناه في التظاهرات والاحتجاجات الكبيرة في كافة الولايات والجامعات.. الانتقادات للسياسات الخارجية لإدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن تتنامى وتٌهدد بخسارته لبعض فئات الناخبين ما قد يٌشكل فرصة سانحة يستفيد منها منافسه الرئيس السابق الجمهوري ترامب، ورغم سياسات بايدن الداعمة لإسرائيل في حربها على غزة إلا أن مؤيدين لإسرائيل انتقدوا بعض سياساته وقراراته مٌحذرين من أي تراجع لدعم واشنطن لتل أبيب.
وفي الوقت ذاته تعالت أصوات في داخل إدارة بايدن وضمن عدد من أنصاره احتجاجًا على هذا الدعم واعتبروا أن هذا يٌمثل مشاركة للأسلحة الأمريكية في قتل الفلسطينيين في غزة، وفي السباق الانتخابي وجّه الرئيس السابق ترامب انتقادات لبايدن وصلت إلى حد اتهامه "بالوقوف إلى جانب حماس"، بعد تهديدات بتعليق واشنطن لشحنات أسلحة قد تستخدم في هجمات واسعة في رفح؛ حيث يتكدس مئات الآلاف من المدنيين، وقال ترامب في أحد تصريحاته: "لقد تخلى عن إسرائيل تمامًا، ولا يمكن لأحد أن يٌصدق ذلك"، في إشارة إلى بايدن.
وعلى الجانب الآخر هٌناك من يرى أن حرب غزة وكل ما يتعلق بها من ملفات "لحقوق الإنسان" و"مأساة مقتل المدنيين" و"الرهائن الإسرائيليين لدى حماس" و"استخدام الأسلحة الأمريكية من قبل القوات الإسرائيلية في الهجمات على غزة ستكون موضوعًا أساسيًا بارزًا في الانتخابات الرئاسية لهذا العام.. وأنها تٌمثل نٌقطة مضيئة في ترسيخ الاختلافات الديمقراطية، ولكنها تولد مخاطر مقلقة لمساعي بايدن لإعادة انتخابه..
وهذا صحيح بشكل كبير، وهو ما يطرح تساؤلًا: ماذا سيحدٌث اذا لم يصوت الناخبون الديمقراطيون لصالح الحزب وبايدن؟ الإجابة عن هذا التساؤل قد تشكل منعطفًا ببعد تاريخي، ويجب أن تٌثير قلقًا حقيقيًا للحزب الديمقراطي في عدة ولايات، ومن بينها ولاية ميتشجن على سبيل المثال، وجاليتها العربية الضخمة ستكون المعركة الانتخابية فيها صاخبة ومٌثيرة لحد بعيد، والاحتمال الكبير أن يخسر بايدن هذه الولاية وغيرها؛ بسبب الجالية العربية الكبيرة، ومنها الآلاف الذين صوتوا لصالح بايدن في انتخابات 2020 والتي فاز فيها على خصمه اللدود الرئيس السابق دونالد ترامب..
.. وللحديث بقية إن شاء الله وكل عام وأنتم بخير