اتحاد الكرة وغياب المسئولية المجتمعية

9-6-2024 | 12:44

يبدو غريبًا انفصال اتحاد الكرة المصري عن مجتمعه ومشاكله وقضاياه الأساسية، بل انفصاله عن مستجدات العصر في كرة القدم؛ حيث أصبحت الكرة اليوم صناعة من المنظور الشامل؛ حيث هناك مدخلات ومخرجات، وأصبحت  تجارة واقتصاد، ووسيلة لجذب العملة الصعبة؛ من خلال الاهتمام بقطاع الناشئين، واكتشاف المواهب ومساعدتها على الاحتراف الخارجي، وهناك عدة دول، خاصة في إفريقيا، لها العشرات من اللاعبين المحترفين في الخارج.

هذا فضلًا عن عدة مزايا أخرى، منها رفع مستوى منتخباتها من خلال اكتساب لاعبيها، المحترفين بالخارج، خبرات دولية كبيرة ترفع من مستواهم مع منتخباتهم، مع إتاحة الفرصة لمزيد من الناشئين، فأين اتحاد الكرة المصري من كل ما سبق؟!

بالإضافة إلى أن الجميع يعلم جيدًا أن الإمكانات المادية ومستوى الكرة يؤكد استحالة موافقة لاعب كبير على المشاركة في البطولات المصرية؛ لأن المستوى الأول، سواء للمدربين أو اللاعبين، سوف يختار الدوريات الأوروبية الأقوى والأفضل، والأقدر على دفع مرتبات عالية، ويلي ذلك دول الخليج العربي، ولن نستطيع بالطبع منافستهم في هذا المجال؛ مما يعني في النهاية أن من يقبل الاحتراف بالدوري المصري مستوى ثالث أو رابع؛ سواء بالنسبة للمدربين أو اللاعبين.

إذن هنا يكون التساؤل: لماذا إذن نلجأ إلى الأجانب؟!  وبالطبع يمتد التساؤل للأندية، لماذا نستقدم لاعبين أجانب دون المستوى؟! ونحجب الفرصة عن الناشئين المصريين الذين قد يظهر فيهم أمثال "محمد صلاح" أو أفضل، ويصبحون مصدرًا لجذب العملة الصعبة، ورفع مستوى الكرة في مصر؟!

 ولذلك نطالب اتحاد الكرة بتقييد عدد اللاعبين الأجانب لكل فريق بلاعب أو اثنين، والاعتماد على الناشئين والمدرب المصري؛ لأن النظام الحالي الذي يسمح بوجود خمسة لاعبين أجانب في كل فريق، فضلا عن أن الجهاز الفني يهدر مليارات الدولارات بلا نتيجه أو مبرر منطقي، وليس في مصلحة الكرة المصرية، وأيضًا دوري المجموعتين أصبح ضرورة؛ في ظل كثرة الارتباطات الدولية والإقليمية للمنتخب والأندية.

وأيضًا قضية اللغة العربية وإهدارها، والأسماء الأجنبية الكثيرة لفرق بالدوري المصري، لماذا لا يمنع ذلك، ونصر على احترام لغتنا؟! لأن اللغة هوية وانتماء!!

والله ولي التوفيق

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: