Close ad

علوم وتكنولوجيا الفضاء.. أين نحن؟

4-6-2024 | 12:09

قد لا يعلم الكثيرون أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية، وأن لدينا عقولًا مضيئة من العلماء والباحثين والمهندسين التي نهلت من هذه العلوم، وتعمل الآن على تطويرها وتحقيق أقصى استفادة منها للأغراض السلمية في كل نواحي التنمية. 

بل وقد لا يعلم الكثيرون أيضًا أن لدينا مدينة فضائية تحت الإنشاء، تضم وكالة الفضاء المصرية وأكاديمية الفضاء والوكالة الإفريقية للفضاء، بالإضافة إلى مجموعة من المعامل والمراكز العلمية والبحثية، نحن يا سادة روادًا بحق في إفريقيا والشرق الأوسط في هذا الفرع من فروع المعرفة.

أطلقت مصر القمر الصناعي "مصر سات 2" بالتعاون مع الجانب الصيني في ديسمبر 2023، وهو من أقمار الاستشعار عن بعد التي تخدم مجالات التنمية المستدامة، حيث إن القمر يلتقط صورًا عالية الدقة لكل شبر في مصر، ويتم تحليل هذه الصور للاستفادة منها في مجالات الزراعة، وإدارة الموارد الطبيعية، والتخطيط العمراني، وتحديد مصادر المياه السطحية، بالإضافة إلى دراسة تأثيرات التغير المناخي على البيئة. 

على الجانب الآخر، نستطيع من خلال هذا القمر التقاط صور للعالم كله، وبالتالي يمكن بيع هذه الصور للدول التي لا تمتلك أقمارًا صناعية وإدخال مورد بالعملة الصعبة لمصر.

وكالة الفضاء المصرية بقيادة الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي للوكالة، وهو عالم جليل من نوابغ مصر، تسعى لتوطين تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية، والذي يتم العمل عليه من خلال 3 محاور، المحور الأول هو التصميم الهندسي للقمر الصناعي، بحسب المهمة والتطبيق الخاصة به، ولدينا في وكالة الفضاء مركز التصميم المتزامن المعني بهذا الموضوع. 

المحور الثاني هو البرمجيات الخاصة بالأقمار الصناعية؛ وهي مفتاح القمر، والتي تضم أصول المعرفة.

ومن المهم هنا أن نذكر أن لدينا كوادر مؤهلة في صناعة البرمجيات استطاعت أن تطور برمجيات القمر الصناعي "نكس سات 1" بالكامل. 

المحور الثالث هو تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية، وتجدر الإشارة إلى أننا لدينا أكبر مركز من هذا النوع في إفريقيا والشرق الأوسط، والذي تم إنشاؤه من خلال الشراكة الإستراتيجية مع الصين، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية.

لمصر دور دولي فاعل، حيث سترأس مصر لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي بدءًا من يونيو 2024، وهي المرة الأولى التي سترأس فيها دولة إفريقية هذه اللجنة منذ تأسيسها عام 1959. 

وتدعو مصر باستمرار للبدء في مفاوضات جادة للوصول إلى معاهدة ملزمة لحظر وضع أسلحة في الفضاء الخارجي؛ حتى لا تنتقل الحروب من الأرض إلى الفضاء، من ناحية أخرى تدعم مصر بقوة جهود الحفاظ على استدامة الأنشطة الفضائية؛ من حيث تنظيم حركة المرور الفضائي ومواجهة إشكالية ازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى إتاحة الفضاء لجميع الدول دون تمييز.

مصر هي الدولة الرائدة فضائيا في إفريقيا، ومصر هي دولة المقر لوكالة الفضاء الإفريقية، كما تبنت مصر إطلاق قمر التنمية الإفريقي، وبذلك تمثل وكالة الفضاء المصرية إحدى البوابات المهمة وإحدى أذرع الدولة المصرية في تنمية العلاقات الإفريقية.

يتبقى تحقيق حلم إرسال مصري إلى الفضاء لتتويج الجهود المبذولة في هذا الملف ولإلقاء مزيد من الضوء علي هو تجميع المصريين حوله، والإعلان للعالم أجمع أن أبناء الفراعنة لهم مكان ومكانة في علوم وتكنولوجيا الفضاء.

وأخيرًا، لا محيص عن تحصيل العلوم وامتلاك المعرفة، ليس فقط في مجال الفضاء، ولكن في كل المجالات، فبدون سلاح العلم لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وبدون المعرفة لن نحقق ما نصبو إليه من النهضة والرخاء.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: