مع التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، بات الابتزاز الإلكتروني أحد أبرز التحديات التي تواجه مستخدمي الإنترنت والشبكات الاجتماعية.
موضوعات مقترحة
وأصبحت هذه الآفة التي تُستغل فيها صور ومعلومات المجني عليهم لابتزازهم مالياً أو نفسياً، منتشرة بشكل مقلق في المجتمعات المختلفة.
ما هو الابتزاز الإلكتروني؟
وبهذا الصدد، يقول الدكتور وائل نجم، الخبير القانوني، لـ"بوابة الأهرام": إن الابتزاز الإلكتروني هو نوع من السلوك الإجرامي الذي يستهدف الضحية عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يقوم المبتز بالحصول على معلومات أو صور خاصة بالضحية، ثم يُهدد باستخدامها أو نشرها إذا لم تستجب الضحية لمطالبه المالية أو الشخصية، وقد يتخذ الابتزاز أشكالاً مختلفة كابتزاز جنسي أو ابتزاز سياسي أو ابتزاز مالي.
أشكال الابتزاز الإلكتروني
وأضاف، أن هناك أشكالا للابتزاز الإلكتروني، مثل الابتزاز الجنسي، وهو الحصول على صور أو مقاطع فيديو ذات طابع جنسي للضحية ثم التهديد بنشرها إذا لم تستجب لمطالب المبتز، والابتزاز السياسي، وهو استغلال معلومات أو آراء سياسية للضحية للضغط عليه والتأثير على مواقفه، أو الابتزاز المالي، الذي تضمن التهديد بنشر معلومات أو صور للضحية مقابل دفع مبالغ مالية.
آثار الابتزاز الإلكتروني
وأشار الخبير القانوني إلى أن الابتزاز الإلكتروني يترك آثاراً نفسية وعاطفية وصحية وقانونية خطيرة على الضحايا، فقد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق والخوف والانسحاب الاجتماعي.كما قد يتسبب في اضطرابات نفسية وأمراض جسدية، وعلى الصعيد القانوني، قد ينتج عنه مشكلات قانونية للضحية إذا استجاب لمطالب المبتز.
الابتزاز الالكتروني
كيف يمكن الوقاية من الابتزاز الإلكتروني؟
وكشف نجم، عن كيفية الوقاية من الابتزاز الإلكتروني بضرورة توخي الحذر للمستخدمين عند مشاركة أي محتوى شخصي عبر الإنترنت، والحرص على ضبط إعدادات الخصوصية في حساباتهم. كما نصح باللجوء إلى السلطات المختصة في حال تعرضهم لمحاولات ابتزاز، والامتناع عن الاستجابة لطلبات المبتزين.
خطوات قانونية في حالة التعرض للابتزاز الإلكتروني
ولفت إلى أن هناك عدة خطوات قانونية يجب اتخاذها في حالة الابتزاز الإلكتروني، والعقوبات المترتبة على هذه الجرائم؛ حيث تنص المادة 308 من قانون العقوبات على عقوبات صارمة تصل إلى السجن في حال ثبوت التورط في أعمال تهديد أو ابتزاز عبر الوسائل الإلكترونية، بهدف حماية المواطنين وضمان أمان المعلومات الشخصية.
وأضاف أن المادة 327 تعاقب على التهديد كتابيًا بارتكاب جرائم ضد النفس أو المال بالسجن، وتنخفض العقوبة إلى الحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبًا بطلب مادي، وتصل عقوبة تهديد شخص بجريمة ضد النفس إلى السجن لمدة لا تتجاوز 3 سنوات إذا لم يكن مصحوبًا بطلب مال، وتزداد إلى 7 سنوات حبس إذا كان مصحوبًا بطلب مال.
الدكتور محمد حجازي
المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات
و أستكمل، أن قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات في المادة 25 يعاقب على الاعتداء على المبادئ الأسرية أو انتهاك الخصوصية أو إرسال رسائل دون موافقة بالحبس وغرامة، ويُشدد على ضرورة التبليغ عن حالات الابتزاز الإلكتروني والتعاون مع الجهات المعنية لمحاسبة المتورطين، مؤكدا على أهمية التوعية بخطورة الابتزاز الإلكتروني والتحول الرقمي في تعزيز الوعي المجتمعي.
نصائح للحفاظ على الخصوصية وتجنب خطر الابتزاز الإلكتروني
وفي السياق ذاته، يوصي الدكتور محمد حجازي، خبير أمن المعلومات، بعدة نصائح للحفاظ على الخصوصية والأمان على الإنترنت وتجنب خطر الابتزاز الإلكتروني والتي تتمثل في:
١- يجب أن نكون حذرين جدًا مع المحتوى الشخصي والحساس. ينبغي تجنب مشاركة أي صور أو مقاطع فيديو شخصية على الإنترنت أو عبر الرسائل الخاصة. من الأفضل الاحتفاظ بهذا النوع من المحتوى فقط على الأجهزة الشخصية الخاصة بك.
٢- من المهم ضبط إعدادات الخصوصية على جميع حساباتك الإلكترونية. قم بتحديث هذه الإعدادات بانتظام لتقييد الوصول إلى محتواك الخاص فقط على الأشخاص الموثوق بهم، لأن ذلك سيساعد على حماية خصوصيتك.
٣- يجب توخي الحذر عند التواصل مع أشخاص غير معروفين عبر الإنترنت. تجنب مشاركة أي معلومات شخصية أو حساسة إلا مع الأشخاص الموثوق بهم والمعروفين لك جيدًا. هذا من شأنه أن يقلل من مخاطر الابتزاز.
٤- من الضروري استخدام برمجيات الحماية الفعالة على أجهزتك، لذا قم بتثبيت برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية، وقم بتحديثها بانتظام للاستفادة من أحدث الحماية، لأن ذلك سيساعد على حماية أجهزتك من التهديدات الإلكترونية.
٥- كن حذرًا للغاية مع الروابط والمرفقات الواردة من مصادر غير موثوقة، حتى لو كانت من أشخاص تعرفهم، لا ينبغي فتحها، حيث قد تكون وسيلة لاختراق أجهزتك والوصول إلى محتواك الخاص.