Close ad

الإعلام الصهيوني بين "تصريحات" القادة والواقع

2-6-2024 | 14:46

عندما يتكلم إعلام العدو لابد من الإصغاء والتركيز والانتباه لكل التفاصيل؛ فبعضها يظهر ما يحرص القادة والمسئولون الصهاينة على إخفائه بأقنعة الصلف وصراخ التهديد "والاحتماء" بالقدرة على التدمير وترويع المدنيين، والتباهي بقتل النساء والأطفال وتجويعهم وتشريدهم من بيوتهم للعديد من الأماكن وللخيام وأحيانًا للعيش في العراء..

رغم تأكيد نتنياهو وغالانت وغيرهما من قيام جيش الصهاينة "بالإجهاز" على غالبية رجال المقاومة وإنه لم يتبق إلا القليل جدًا منهم إلا أن للإعلام الصهيوني رأيًا آخر؛ فنقلت القناة 12 العبرية عن مصادر بالجيش الصهيوني قولهم: "لا يزال في غزة آلاف الصواريخ وكميات كبيرة جدًا من قذائف الهاون، وما زالت حماس  وفصائل المقاومة الأخرى تمتلك القدرة على إنتاج الصواريخ والأسلحة رغم شهور الحرب الطويلة".

قال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي الصهيوني إن الحرب في غزة ستستمر سبعة أشهر أخرى ووصف غادي آيزنكوت الوزير في مجلس الحرب الصهيوني الأمر في غزة بالمعقد؛ وأكد أن الأمر قد يستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات؛ ويبدو أنهم يتحدثون عن جنود غير الذين يتكلم عنهم إعلامهم!!

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت انخفاض مثير للقلق في رغبة الضباط الإسرائيليين مواصلة الخدمة بالجيش، وعن الحالة المعنوية "الحقيقية" لجنود وقادة الصهاينة بعيدًا عن الصلف والتظاهر بالقوة والتهديدات؛ نشرت صحيفة كالكاليست الصهيونية تحقيقًا صحفيًا "فضح" التذمر الحاد لدى الجنود ومعاناتهم من "الاستنزاف" الذي تسبب في معاناتهم من مشاكل نفسية وأسرية.

وكتبت صحيفة ماكور ريشون العبرية: "هناك قضية لا يتحدث عنها كثيرًا وهي مقلقة جدًا لقيادة الجيش الإسرائيلي؛ وهي الإرهاق الجسدي والعقلي للجنود والنقص الكبير في القادة"، ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الحكومة خسرت الحرب في غزة وإسرائيل أصبحت معزولة والفشل كله بسبب سياسة نتنياهو الحزبية الضيقة"، وتساءل موقع حدشوت بزمان العبري: "هل من أحد لديه تبرع بالحفاضات للجبناء في الحكومة الإسرائيلية؟".

بينما "تتكاثر" التصريحات لوزير الدفاع الصهيوني عن حتمية الإجهاز على حزب الله وسحقه، نجد الصحافة العبرية تنشر ما يخالف ذلك جملة وتفصيلًا؛ فكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت: "لا يزال الجيش الإسرائيلي عاجزًا عن إيجاد حل لمسيرات حزب الله؛ والجيش يرى أن طائرات حزب الله أكثر فعالية من باقي فصائل المقاومة في المنطقة"، وحذر موقع حدشوت العبري من حزب الله وكتب: "كما قلنا حزب الله استهدف كل الكاميرات وأجهزة الاستطلاع التي على الحدود، نحن نعيش في العصر الحجري الذي فرضه علينا حزب الله".

وقال المراسل العسكري لقناة 12 العبرية: "حزب الله يواصل سحق المستوطنات الإسرائيلية في حرب الاستنزاف الشمالية".

شاهدنا مذيعًا صهيونيًا  يسخر من الوزير الصهيوني بن غفير وبدون قصد "يعري" الوضع السياسي الداخلي والخارجي للصهاينة فيقول: "دولة تلو الأخرى في أوروبا بدأت الاعتراف بدولة فلسطين، وفي المحكمة الجنائية الدولية تنتظرنا هناك أوامر اعتقال، وبن غفير يطالب بوقف المساعدات الإنسانية "علنًا"، ويحرض على التهجير من غزة؛ لقد أنهينا القائمة وفزنا بمقاطعة دولية ولدينا كافة جرائم الحرب؛ تجويع، احتلال، تهجير، واستيطان"..

يتساءل المذيع: كيف يطالب بن غفير بالاستيطان في غزة؟ وهل هناك من سيقوم بالاستيطان في غزة؟! أي إسرائيلي سيوافق على السكن في غزة؟

ثم يجيب المذيع ويذكر قول بن غفير: "أنا سأكون سعيدًا جدًا بالسكن في غزة، ويصرخ المذيع قائلًا: "أنت ستسكن في غزة! لم تتحمل البقاء لنصف دقيقة إضافية وتجاوزت إشارة المرور الحمراء، في غزة الضوء الأحمر ليس إشارة مرور بل قناص؛ لأنك ستموت هناك لأن هناك 2 مليون فلسطيني لن يذهبوا لأي مكان، معظمهم كانوا يكرهوننا قبل الحرب وجميعهم يكرهوننا بعد الحرب، ولا يوجد أي امكانية لاحتلال غزة..

هل رأيتم هذا الجبان؟ ما قام به هنا هو ما يفعله طوال حياته عندما ألقى كلمتين قائلًا: أذهب لسوريا وأشعل المنطقة بالكلام، ثم عندما بدأ الضرب بن غفير اختبأ ودفع الآخرين للقتال بدلا منه". 

"أروني شيئًا واحدًا نجحنا فيه" هذا ما قاله نائب سابق بالموساد عضو بالكنيست رام بن باراك لهيئة البث الإسرائيلية. وأضاف: "لا جدوى من حربنا على غزة؛ يبدو أننا نخسرها؛ لقد أُجبرنا على العودة للقتال في نفس الأماكن، نخسر الجنود ونخسر على الساحة الدولية وعلاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية تضررت واقتصادنا ينهار"..  

وفي سخرية من نتنياهو في الصحافة العبرية نصحوه: "قبل التخلص من حركة حماس عليك التخلص من خبيرة الماكياج التي تتعامل معها!!".

نتوقف عند اتصال هاتفي على الهواء أجراه مذيع بقناة 12 العبرية بفندق لبناني وسأله عن إمكانية استقبال الفندق لحوالي 50 ألف لاجئ إسرائيلي؛ ليرد موظف الفندق اللبناني فورًا: "روح على جهنم"، وأغلق الهاتف لتنطلق شتائم المذيع الصهيوني..

اشتعل الغضب في وسائل التواصل الصهيونية بعد قيام أنصار بن غفير بمهاجمة المظاهرات المطالبة باستقالة الحكومة ووصف المتظاهرين باليساريين الخونة وعدم تدخل الشرطة، ونشر الإعلام العبري أن غادي كيدم المسن كان من المتظاهرين الذين تعرضوا للضرب ولديه ستة قتلى من أسرته في 7 أكتوبر..

وانتشرت على وسائل التواصل الصهيونية أغنية لفتاة صهيونية تدعو وهي تغني، ويردد خلفها الكثيرون والكثيرات على يحيى السنوار وحسن نصر الله بالموت!!

كتب داني بار أون في هآرتس: "يجب الاستعداد لهذا اليوم عندما سيعود من غزة 100 نعش؛ ماذا سيقول المسئولون الذين اعترفوا قبل أيام أن الصفقات التي عرضت عليهم قبل شهرين كانت أفضل من الصفقات المطروحة اليوم؟ وماذا سيقول الجيش؟ ماذا سنقول؟ كيف سننظر إلى أنفسنا في المرآة"..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: