تشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثًا صعبة تؤثر على كافة الدول، ولعل أبرزها ما يحدث داخل قطاع غزة من ممارسات وحشية إسرائيلية منذ ما يقرب من 8 شهور لا تراعي إنسانية أو حرمة الحياة لمواطنين أبرياء تستهدفهم آليات وأسلحة إسرائيل، وكان آخرها محرقة رفح إذ استهدفت إسرائيل خيام المواطنين في رفح ليلا ونتج عنها أكثر من 50 شهيدًا.
في ظل هذه الأوضاع والتوترات السياسية تواصل مصر جهودها المستمرة الكثيفة الدءوبة الحثيثة في تهدئة الأوضاع والوصول إلى تهدئة تراعي الظروف الإنسانية منذ اليوم الأول للحرب، وضمان دخول المساعدات الإنسانية؛ سواء ما تتحمله مصر وترسله أو تستقبله من الدول الأخرى وتنقله إلى القطاع الدامي الجائع، فضلا عن احتواء الأطراف المتصارعة وأطراف أخرى دولية في محاولة الوصول إلى حل.
في هذه الظروف نتابع جميعًا الإعلام؛ سواء المحلي والدولي لحظة بلحظة لمعرفة ما هو جديد، ولكن ما الواجب علينا كمواطنين مصريين في تلك الظروف؟ من وجهة نظري يجب علينا تفعيل منظور الضمير الجمعي خلف القيادة السياسية، وخلف قواتنا المسلحة، فليس كل ما يعرف يقال في الإعلام، ومن المؤكد أن هناك تفاصيل ومعلومات تمتلكها القيادة وتتصرف في ضوئها لصالح الأمن القومي المصري الذي أكدت عليه مرارًا وتكرارًا بأنه لن يتم تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، ولن تسمح مصر بدخول الفلسطينيين إلى رفح، وكانت آخر إجراءات القيادة السياسية هو الانضمام إلى دعوى دولية ضد ممارسات إسرائيل داخل قطاع غزة، ما يتطلب معرفته أيضًا للمواطنين ونؤمن به ما ذكره سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة وقف الحرب في غزة وتحذيراته المتكررة من الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية وما تسفر عنه من مآسٍ إنسانية وسقوط ضحايا، وآخرها القصف المتعمد لمخيم للنازحين الذي نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة، وضرورة استمرار الجهود الدءوبة للتهدئة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار فورًا، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم.
قيادتنا السياسية تؤكد منذ اندلاع الأزمة أن تطبيق حل الدولتين هو الضامن الرئيس لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين، وأنه لن يكون هناك حل إلا بهذا الأمر، ومن ثم تستمر مصر في المحافل الدولية بدعم إرساء السلم والأمن الإقليميين.
نجدد وسنظل نجدد ثقتنا في قيادتنا السياسية صاحبة المواقف والأيادي البيضاء على منطقة الشرق الأوسط والتي تعد رمانة ميزان وبوصلة الأمن والأمان والسلام في تلك المنطقة.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان قصر العيني جامعة القاهرة