خطأ طبي قاتل!!

31-5-2024 | 14:01

التعامل مع الأدوية له ضوابط؛ لابد من الالتزام بها؛ وإلا فالنتيجة قد تكون قاتلة؛ وهذا ما أود شرحه في مقالي.

منذ ساعات قليلة؛ تعرض نجلي لوعكة صحية؛ فطلب من الصيدلية مسكن للألم؛ وقد كان؛ واستعمل المسكن؛ وإذا به بعد وقت قليل بدأ يعاني من أعراض مختلفة عما سبق؛ فاتجهنا لقراءة النشرة المصاحبة للدواء؛ فوجدنا أن العرض بسبب أخذه للدواء مع وجود حساسية لأحد مكوناته.

تداركنا الأمر؛ ورغم أني من أشد الحذرين لتلك الممارسة؛ عند تناول أى أدوية؛ أقرأ بعناية شديدة النشرة الدوائية بغاية التركيز؛ خشية التعرض لأى أعراض جانبية لا احتملها!

الأمر قد يبدو بسيطًا، ولكن في الحقيقة هناك خطر داهم؛ ففكرة تناول الدواء دون معرفة خواصه؛ وكيفية تناوله؛ وموانع تناوله؛ أمر كارثي بكل تأكيد؛ لأن الأعراض الجانبية في وجود موانع للمريض؛ قد تصل لمدى موجع.

مع نسبة أمية ليست قليلة؛ أضف أننا نتعاطى الأدوية كما نتعاطي الطعام؛ دون الأخذ بالمحاذير العلمية المتعارف عليها؛ وذلك مسلك يؤدي إلى نتائج قد تصل لحد الموت!

الأمر الأكثر خطورة؛ يبدأ من عند الطبيب؛ فكم طبيب بعد توقيع الكشف الطبي على مرضاه؛ ومن ثم البدء في كتابة الدواء المناسب؛ يلتزم بالمعايير المنضبطة؛ ويسأل مريضه؛ عما قد يتواجد لديه كموانع لاستخدام الدواء الموصوف!

أعرف أن هناك عددًا لا بأس به من الأطباء يقوم بتلك الإجراءات؛ لكن وللأسف في المقابل؛ هناك عدد آخر لا يقوم بتلك العادات؛ مما يعني احتمالية تعرض المريض لانتكاسة طبية؛ وبدلا من انتظار الشفاء؛ إذا به يدخل في دوامة؛ قد لا يخرج منها!

الأمانة المهنية؛ قسم أداه الطبيب عند تخرجه للحفاظ على المرضى؛ ومن ثم بات عليه اتباع عدد من الإجراءات الطبية لأداء عمله بشكل سليم؛ منها ما ذكرته؛ عند كتابة دواء لمرضاه؛ بضرورة معرفة كل ما يعاني منه المريض؛ حتى لا يكتب له دواء قد يضره بدلا من أن يشفيه.

لكن الأمر الأكثر أهمية؛ يتعلق بصرف الأدوية من الصيدليات؛ أعرف أن هناك أدوية ممنوع صرفها  تمامًا بقوة القانون؛ دون وصفة طبية مرفقة من الطبيب.

لكن للأسف هناك أدوية لا تشترط وصفة طبية؛ مثل الدواء الذي أخذه نجلي؛ وهو بالمناسبة ليس دواء باهظ الثمن؛ ولكن الصدفة أنه يعاني من حساسية من أحد مشتقات الدواء.

لذلك أكتب هذا المقال للتنبيه على ضرورة عمل بروتوكول؛ من خلاله يتم تنظيم صرف الدواء؛ وفق آلية منضبطة؛ حتى لو كانت صدور توجيهات للصيادلة بتحري بعض المعلومات عن المريض عند بيع الدواء للمرضى؛ إذا كان بعيدًا عن أدوية جدول المخدرات.

أو البحث عن سبل أخرى؛ تضمن حماية الناس؛ وتحافظ على صحتهم؛ فمنهم البسطاء؛ يذهبون للصيدلية لأخذ العلاج حتى يداووا آلامهم؛ وإذا بهم ينتكسوا!

وأخيرًا.. هذا رجاء؛ لماذا نكتب النشرة الداخلية للأدوية بلغة غير العربية؛ إذا كان يتم إنتاجها في مصر؛ عل ذلك يخفف من الأضرار المحتملة؛ وثانية ألفت النظر أنه يتم إنتاجها في مصر.

والله من وراء القصد،،،

[email protected]

كلمات البحث