شهدت مصر في السنوات الأخيرة جهودًا مكثفة لتطوير موانئها بهدف تعزيز مكانتها البحرية والتجارية على المستويين الإقليمي والعالمي.
موضوعات مقترحة
" بوابة الأهرام" تستعرض الجهود الجارية لتطوير الموانئ المصرية وآثارها الواعدة على الاقتصاد الوطني من خبراء خلال السطور التالية.
خطة طموح
وبهذا الصدد، يقول الدكتور عماد نبيل، استشاري الطرق والنقل الدولي، لقد أطلقت الحكومة المصرية خطة طموح لتطوير الموانئ الرئيسية في البلاد، بما في ذلك ميناء الإسكندرية، ودمياط، وبورسعيد، والعين السخنة، موضحًا أن الخطة تشمل توسيع أرصفة الموانئ، وتحديث المعدات والبنية التحتية، وزيادة الطاقة الاستيعابية.
توسيع الطاقة الاستيعابية
ويوضح استشاري النقل والطرف الدولي أن تطوير الموانئ يهدف إلى زيادة طاقتها الاستيعابية لتلبية الطلب المتزايد على التجارة البحرية، ووفقًا لهيئة موانئ البحر الأحمر، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تزداد طاقة ميناء العين السخنة بمقدار 120 مليون طن سنويًا بحلول عام 2025.
الدكتور عماد نبيلتحديث البنية التحتية
وأضاف، بالإضافة إلى توسيع الطاقة الاستيعابية، تركز خطة التطوير على تحديث البنية التحتية للموانئ. يشمل ذلك تركيب أحدث التقنيات في إدارة الموانئ، مثل أنظمة إدارة المعلومات والمراقبة. كما يساعد هذا على تحسين كفاءة العمليات وتقليل أوقات الانتظار.
الآثار الاقتصادية لتطوير الموانئ
وعن الآثار الاقتصادية لتطوير الموانئ، يوضح الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن جهود تطوير الموانئ المصرية تؤدي إلى آثار اقتصادية إيجابية كبيرة، والتي تتمثل في زيادة التجارة البحرية من حيث الطاقة الاستيعابية المتزايدة والبنية التحتية الحديثة إلى جذب المزيد من شركات الشحن والتجار إلى الموانئ المصرية، كذلك إن نمو الاستثمارات يجذب تطوير الموانئ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات مثل الشحن والخدمات اللوجستية والصناعات المرتبطة بالموانئ، هذا بالإضافة إلى خلق فرص العمل ستخلق عملية التطوير فرص عمل جديدة في قطاعات النقل واللوجستيات والبناء، فضلا عن تعزيز النمو الاقتصادي، لأن هذا الأمر سيساهم في زيادة التجارة والاستثمارات وخلق فرص العمل في تعزيز النمو الاقتصادي العام لمصر.
الدكتور علي الإدريسي الآثار الجيوسياسية لتطوير الموانئ المصرية
وأضاف، بالإضافة إلى آثاره الاقتصادية، فإن تطوير الموانئ المصرية له أيضًا آثار جيوسياسية مهمة؛ حيث تتمتع مصر بموقع استراتيجي في البحر الأبيض المتوسط، ويجعلها تطوير موانئها لاعبًا رئيسيًا في التجارة العالمية.
كما يساعد تطوير الموانئ أيضًا في تعزيز علاقات مصر مع الدول الأخرى في المنطقة، حيث يوفر روابط تجارية أكثر كفاءة وأمانًا، علاوة على ذلك فقد عزز الاستثمار في الموانئ موقف مصر التفاوضي في المناقشات الدولية المتعلقة بالملاحة البحرية.
تطوير الموانئ استثمار استراتيجي
واستطرد الخبير الاقتصادي قوله، إن جهود مصر لتطوير موانئها هي بمثابة استثمار استراتيجي في اقتصادها وأمنها؛ حيث أن توسيع الطاقة الاستيعابية وتحديث البنية التحتية يؤدي إلى زيادة التجارة البحرية، وجذب الاستثمارات، وخلق فرص العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي، وبالإضافة إلى ذلك فإن للموانئ المصرية «آثار جيوسياسية» مهمة؛ حيث تضع مصر كلاعب رئيسي في التجارة العالمية وتقوي علاقاتها مع الدول الأخرى في المنطقة، من خلال الاستمرار في الاستثمار في تطوير الموانئ، تعمل مصر على تأمين مستقبلها الاقتصادي وتعزيز مكانتها كمركز تجاري مهم في السنوات القادمة.