"رفعت عيني للسما" إنجاز سينمائي من صعيد مصر

26-5-2024 | 12:14

يضعنا فوز الفيلم المصري "رفعت عينى للسما" بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الحالية رقم 77، أمام تساؤلات كثيرة جدا، فى مقدمتها، لماذا تلك النوعية التى تتعامل مع الواقع بصدق هي التى تصعد إلى مسارح التتويج فى كبريات المهرجانات العالمية؟ ولماذا يأتي الاعتراف والإشادة بمواهب ومجهودات من يقدمون تلك التجارب فجأة، وكأنهم أتوا إلينا وإلى السينما من عالم آخر.. هنأتهم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والمجلس القومى للمرأة، وجهات عدة، بما قدموه من إنجاز يحمل اسم مصر فى أهم مهرجان سينمائي عالمي، دون مطالب بتمويل، أو دعم مادي أو لوجيستي، أو أن يقف أحدهم على باب وزارة، أو مركز سينمائي، فقط بعض ممن يؤمنون بقضايا بلادهم الحقيقية راحوا يصنعون سينما من قلب الصعيد من محافظة المنيا.

عن قصة مجموعة من الفتيات يعملن على إحياء الفلكور الشعبي الصعيدي في قريتهن بمحافظة المنيا؛ من خلال مسرح الشارع ودورهن في تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا المهمة.

وهي ليست المرة الأولى التى تبدع فيها المخرجة ندى رياض، ومعها أيمن الأمير وإنتاج فلوكة فيلمز، بل قدمت تجارب مهمة من قبل فهي مخرجة مصرية وممثلة شاركت بالتمثيل في فيلم "أوضة الفئران"، وقامت بإخراج فيلم "نهايات سعيدة" الذي شارك في مهرجان إدفا الدولي عام 2016.

وفيلم "رفعت عيني للسما" بطولة فريق مسرح بانوراما برشا بالصعيد، ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، وقوبل الفيلم باستقبال حافل في عرضه العالمي الأول بمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان، بحضور المخرجين وفريق العمل وبطلات الفيلم من فريق بانوراما برشا، كما حصل على إشادات نقدية محلية وعربية وعالمية، وكتبت عن الفيلم الصحف العالمية، منها: اللوموند فارايتي وسكرين دايلي.

تلك التجارب تضعنا أمام تساؤلات ليس منها فقط أننا نكتشف فجأة أن لدينا صناع أحلام حقيقيين، وليس تجار سينما، لدينا من يقدمون لنا سينما من لحم ودم، من الشارع، سافروا إلى مدينة كان بفرنسا وهم يحملون حلمهم؛ ليحققوا أجمل إنجاز فى عام 2024، إنجاز يحسب لهم قبل أن يحسب للسينما، بينما تتشاحن جهات وشخصيات على من أهدر ومن باع ومن اشترى.

قد يفتح فوز فيلم "رفعت عينى للسما" الأبواب لإفاقة سينمائية، للبدء فى إنتاج سينما بأقل التكاليف، سينما من هموم الناس، حيث توجد عشرات السيناريوهات فى جهات المفروض أنها منوطة بالإنتاج الروائي القصير والتسجيلي، وتحتاج إلى أن يعاد النظر في خرائطها، وهيكلة طرق إنتاجها، والكلام عنها يحتاج إلى سطور أخرى، لكن هنا نحتفي بحدث مصري عالمي وهو فيلم صنعه عشاق السينما، حلم يتحقق من صعيد مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة