"أجبر نفسي كل يوم على مشاهدة مناظر القتل في غزة وصور الموتى -رغم صعوبتها- إكراما لهم وحتى أبقي على غضبي وبحثي عن العدالة"؛ هذا الكلام الإنساني "النبيل" لم يصدر عن أي رئيسة لمنظمة تهتم بحقوق النساء في العالم ولا مسئول أو رئيسة لمنظمة تستمد "مكانتها" في العالم لدفاعها عن حقوق الأطفال؛ بل صدر عن جون كيوزاك نجم هوليوود الشهير..
"اختار" جون تجاهل سيطرة أنصار الصهاينة على الإنتاج السينمائي "وغامر" بالإفصاح عن "إنسانيته" وتكلم عن غضبه وبحثه عن العدالة..
لم نسمع صوتًا لمن "صدعونا" بالحديث عن حقوق النساء الضائعة في العالم العربي -كما يزعمون- وعن ضرورة تمتعهن بالحرية والعدالة..
أصيبوا بالعمى "الاختياري" ولم يرغبوا برؤية الانتهاكات اليومية المتواصلة منذ ما يقارب ثمانية أشهر ضد نساء وأطفال غزة، وكيف يفعلون وهم المنشغلون برفع الأذى والعنف فقط عن نساء الغرب، حتى وصل الأمر بوزير عدل بريطاني سابق بالمطالبة بالتوقف عن إيذاء النساء اللاتي تحترف البغاء والتوقف عن "الإساءة" إليهن بوصفهن بالمومسات والاكتفاء بأنهن يقدمن "خدمات" جنسية بالأجر!!.
كابدت نساء غزة ما يعجز عن تحمله ملايين الرجال في العالم وهم ينزحون مع أزواجهن وأطفالهن وآبائهن وأمهاتهن العجائز سيرا على الأقدام لعشرات الكيلومترات تحت نيران القصف الهمجي بحثًا عن مكان آمن؛ ولا مكان آمنًا في غزة كما صرح مرارًا رئيس مجلس الأمن..
لم تتأثر مشاعر النسوية "المرهفة" برؤية الأطفال وهم يموتون جوعًا، ومن بقى منهم على قيد الحياة يعاني معاناة شديدة من سوء التغذية، وكيف لا يعاني وقد أصبح تناول الخبز الآدمي حلمًا صعب المنال بعد اضطرارهم إلى تناول علف الحيوانات بعد طحنها ومحاولات يائسة وبائسة لجعل طعمه مستساغًا، وتناولهم الحشائش بعد طهي الأمهات لها؛ لمحاولة الحد من ضررها عندما يتناولها الأطفال..
تنتفض النسوية الغربية "غضبا" للحفاظ على بعض الحيوانات والتصدي بشراسة لشراء بعض النساء لفراء هذه الحيوانات، وتتجاهل فتك الصهاينة بحياة أكثر من ٣٦ الف إنسان.
يتكلمون بلا انقطاع وحماس يزيد ولا ينقص أبدًا عن حقوق الشواذ جنسيًا وعن حقوق الأطفال في اختيار جنسه!! ويدافعون بشراسة عن حقوقهم في اختيار ما يرغبون به ويناهضون من يعترض على معاداتهم للفطرة السوية ويتهمونهم بالعنصرية ويصفونهم بأسوأ وأبشع الصفات، ويتجاهلون استيلاء المستوطنين على المساعدات القليلة والشحيحة والنادرة جدًا المتوجهة إلى غزة وتصويرهم لقيامهم مع نسائهم "وأطفالهم" بدهسها بأقدامهم..
تتجاهل منظمات "تصرخ" بالدفاع عن حق الطفل في حياة سوية رؤية أطفال يخرجون بصعوبة من تحت الأنقاض، وقد تعرضوا لبتر أقدامهم وأيديهم وشاهدوا أشلاء أسرهم وهي تتطاير أمامهم وقد أغرقت دماؤهم وجوههم..
تتجاهل النسوية الأجنبية رؤية طفل غزاوي يعاني من جراحه ولا يجد العلاج ويواسي بحنان بالغ شقيقه المصاب الذي يئن من وجع الإصابة ومن فجيعته في فقدان والديه وباقي إخوته.
يجلسن في أماكن مكيفة ويتناولن الطعام المتميز ويجمعن التبرعات المالية ليتمتعن بحياة الرفاهية ويمتلكن قدرًا كبيرًا من الجرأة ليتحدثن عن قهر النساء في العالم العربي؛
وبعنصرية "وفظاظة" يتعمدن التعامل مع نساء غزة وكأنهن "أشياء" وليسوا كباقي النساء لديهن "حقوق" إنسانية كتوفير أماكن آدمية لقضاء الحاجة بعيدًا عن الخلاء الذي يلجأن إليه لعدم توافر مكان لقضاء الحاجة في الخيام التي تصيبهن بالإنهاك من شدة الحرارة..
تحرص نساء منظمات حقوق المرأة في الغرب على تصفيف شعورهن جيدًا، ويلقين بالسموم المفسدة للعلاقة بين المرأة والرجل في عالمنا العربي ويتغاضين عن حقيقة لجوء نساء من غزة لقص شعر الرأس "الجميل" لعجزهن عن إيجاد الماء اللازم للاستحمام وخوفًا من الأمراض!!
تحرض غالبية منظمات حماية الطفل ضد تهذيب الآباء للأطفال بدعوى منع العنف ويرحبون برؤية أطفال غزة بلا طفولة؛ يبكون اليتم ويبحثون عن قطعة خبز، ويحاولون بيع أي شيء ليجدوا ما يعينهم على قسوة الحياة، ويقفون في طوابير طويلة "لعلهم" يفوزون بقليل من مياه نظيفة صالحة للاستخدام الآدمي، وبعض من طعام الذي يعده البعض ويقدمه مجانا في تعاون وتراحم لا مثيل له في العالم خاصة مع ندرة الطعام وفقدان الأغنياء والفقراء لمصادر دخلهم.
المؤكد أن الكيان الصهيوني حصل على "تفويض" بالإبادة الجماعية في غزة من غالبية المنظمات الدولية ومنها من "تزعم" حماية النساء والأطفال؛ وإلا بماذا نفسر "الصمت" أمام الجرائم المتواصلة ضد النساء والأطفال في غزة الذين يشكلون 70% من الشهداء وعشرات الآف من المصابين بعضهم في حالة خطرة، ورأينا طفلًا يتيمًا في الخامسة من العمر من غزة كان نائمًا "وحده" داخل إطار سيارة فرأته سيدات فقدمن له مال وطعام؛ فرفض
بإصرار وراح يصرخ مناديًا أمه التي استشهدت.
تعاني الحوامل في التغذية والتهجير وعدم وجود رعاية صحية ضرورة لهن وللأجنة، ووصلت نسبة الاجهاض لنساء غزة ل 800% بسبب العدوان الصهيوني، وبعض نساء غزة يلدن في المراحيض وأخريات يلدن بلا مخدر في خيام الإيواء، وتضاعفت ولادة رضع أمواتًا بنسبة 300% للضعف الصحي للأمهات والضغط النفسي الشديد، وأكثر من 68 ألف أم مرضعة مهددة صحيًا لسوء التغذية الولادة في ظل فقدان الصحة الجسدية والنفسية..
تكابد نساء غزة فقدان أعضاء أسرهن أبناءً وآباء وأزواجًا يوميًا، وفقدان "المعيلين" لهن والحرمان من المستلزمات الصحية والتغذية للحوامل وللأمهات والأطفال التهجير القصري المتكرر..
نتوقف عند التأييد "العلني" لبعض المنظمات النسوية الأمريكية والأوروبية للصهاينة وتبرير ودعم جرائمها ضد نساء غزة وأطفالها ونزع أقنعتهن ويشارك الصامتون والصامتات عن إدانة الصهاينة في الإبادة.