فلسطين.. دولة ولها حقوق

23-5-2024 | 12:20

جاء اعتراف كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67؛ ضربة مدوية على رأس الاحتلال الإسرائيلي بشكل أفقد عددًا من مسئوليه الرشادة؛ فقد دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى اليوم للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، منددًا بقرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بفلسطين كدولة؛ في انتهاك واضح وصريح لقواعد القانون الدولي؛ ولكنه يتوهم أنه بهذه الطريقة يرسل للعالم رسائل؛ مفادها أنه لا يخشى شيئًا على الإطلاق!

وصرح بن غفير من باحات المسجد الأقصى في القدس: "لن نسمح حتى بإصدار بيان حول الدولة الفلسطينية"، وهناك من أعلن فرض عقوبات على إيرلندا وإسبانيا والنرويج؛ بعد قرار إسرائيل باستدعاء سفرائها لديهم للتشاور؛ وهو إجراء سياسي معروف بأنه يمثل أقصى درجات الغضب لدى الدول؛ بخلاف القرارات الصادرة بحق المستوطنات التى تم فكها؛ والتى أعلنت إسرائيل عن بنائها مرة أخرى؛ أما القرار الأكثر كوميدية؛ فهو أنه مقابل كل دولة تعترف بفلسطين كدولة؛ سيتم بناء مستوطنة جديدة في المناطق التي تم الاتفاق على حذر البناء بها؛ كعقاب للمجتمع الدولي.

التصرفات الإسرائيلية؛ ليست فقط تفتقد الرشادة السياسية؛ ولكنها خرجت عن دائرة الأعراف الدبلوماسية العريقة؛ التى سنتها دول العالم قاطبة فور إقامة منظمة الأمم المتحدة؛ فإسرائيل تتعامل مع الموقف الدولي الرافض لما ترتكبه من مجازر وحروب إبادة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل؛ من منطلق الثور الهائج الذي يدمر ما حوله من تحف قيمة دون حرج أو خجل؛ على اعتبار أننا نتعامل مع ثور.

رغم أن التعامل مع ثور له أبعاد أخرى؛ منها أنه دون عقل؛ ومن ثم يجب تقييده؛ ثم ترويضه؛ حتى يتم تعديل سلوكه؛ وتعريفه أنه لا يعيش وحده؛ وأنه مرتبط كليا بعالم له أسس وقواعد، وعليه أن يتعامل معه وفق قواعد هذا العالم؛ وليس قواعده فقط.

بات هناك زخم دولي غير مسبوق على الإطلاق؛ يندد بشكل واضح ومعلن بما يرتكبه جيش الاحتلال بالعٌزل؛ وخارت الجهود الأمريكية؛ ولم تستطع إيقاف قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت؛ وهي سابقة لها كثير من الدلالات؛ أهمها أنه باتت هناك لدى العالم قناعات بأن ما ترتكبه إسرائيل من مجازر لا يحتمله ضمير إنساني على الإطلاق؛ ولابد من التصدي له بشكل ما.

أما أقل الدلالات؛ فهو الخوف الذي سيسكن من صدر بحقهم قرار الاعتقال؛ من تنفيذه إذا تواجدوا لدى أيً من الدول المنضمة لمحكمة العدل الدولية؛ وهو بعد نفسي مهم ومؤثر؛ يجعلهم في حالة من القلق الدائم؛ ومن ثم ينبت داخلهم شعورًا بالدونية؛ وهو بكل تأكيد شعور قاتل خاصة لأمثالهم.

من هنا علينا نحن العرب والداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني دعم الفلسطينيين بكل السبل الشرعية الممكنة؛ دولًا وأفرادًا؛ أما الدول فتعي جيدًا ما يجب عليها اتخاذه؛ وبالنسبة للأفراد فعلينا الالتزام الكامل بفكرة المقاطعة الاقتصادية لكل الداعمين لكل ما هو إسرائيلي شعبًا وحكومة؛ حتى تتوقف حرب الإبادة ويستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.

ولا تستهينوا بالمقاطعة؛ فإنها موجعة لدرجة يصعب تصورها؛ فالاقتصاد والسياسة وجهان متطابقان؛ وقوة الدولة تكمن من قوة اقتصادها؛ وبناء عليه كلما ضعف الاقتصاد ضعفت القوة السياسية.

من هنا تظهر أهمية المقاطعة؛ فهناك عدد من الشركات الكبرى الداعمة لدولة الاحتلال؛ أعلنت عن خسائر ضخمة؛ لم تحققها منذ نشأتها.

فلسطين دولة عربية؛ لها حقوق علينا جميعًا؛ لابد من دعمها ودعم مطالبها الشرعية؛ حتى لا يضيع ثمن دماء الأبرياء من شهدائها هباء.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: