أحمد المحص.. حكاية بطل من ذوي الهمم رفضت والدته عمله في «كشك» فصار «أستاذًا جامعيًا»| صور

22-5-2024 | 17:24
أحمد المحص حكاية بطل من ذوي الهمم رفضت والدته عمله في ;كشك; فصار ;أستاذًا جامعيًا;| صورأحمد المحص حكاية بطل من ذوي الهمم
البحيرة - منى الوكيل

أن تولد ضمن صفوف «ذوي الهمم» أو تصاب خلال رحلة الحياة فتنضم إلى قائمة «ذوي القدرات» فهذا قدرك، ولكن أن تظل جامدًا في مكانك، مُعلِقًا على «شماعة الظروف» بقاءك دون تحرك.. فهذا اختيارك.

موضوعات مقترحة

أحمد المحص، واحد من النماذج المشرفة لذوي الهمم، التي اختارت تحدى الإعاقة التي حملها على عاتقه منذ عامه الثاني، فتجاوز العوائق أمام حلمه وعبر العقبات للوصول إلى مبتغاه، وكان ذلك اختياره.

سار المحص على خطى المقاتلين من ذوي الهمم في الحياة، يتفوق دراسيًا إلى أن أصبح مدرسًا بكلية الآداب بجامعة دمنهور، ويلمع نجمه في سماء الرياضة حتى صار بطلًا رياضيا لتنس الطاولة.

ولِد الدكتور أحمد صابر أمين المحص في 24 يوليو 1974، وأصيب في عامه الثاني بمرض تسبب فى إعاقة أعجزته عن الحركة، فكان الكرسي المتحرك منذ نعومة أظافره رفيقه الذي لم يتركه أو يغادره.


5 مراحل في حياة أحمد المحص 

يحكي الدكتور «المحص» مدرس اللغة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة دمنهور لـ«بوابة الأهرام» رحلته مع الإعاقة، موضحا أنه يقسمها إلى خمس مراحل.

المرحلة الأولى: مرحلة «الرضا والقبول»، ويقول عنها المحص إنها من أهم مراحل حياته؛ حيث علمته والدته منذ طفولته أن إعاقته جزء من اختلافه عن الجميع.


وسمى مدرس كلية الآداب المرحلة الثانية من حياته بمرحلة «التطبيع»، ويقول عنها إنها مرحلة تعلم فيها التطبع مع إعاقتي، حيث تعلم كيفية الجلوس على الكرسي التحرك بدون مساعدة، وكيفية التحرك به، وكيفية الابتعاد عنه.

 وفي المرحلة الثالثة «العمل»، يقول عنها مدرس اللغة «لا أعني بها العمل، بل أعنى بها أننى أخبر المجتمع المحيط بوجودي»، واصفا إياها بإحدى المراحل الإيجابية في حياته.

وأطلق على المرحلة الرابعة اسم «التحدي»، وهى المرحلة التي تحدى خلالها إعاقته؛ ذاكرا أمثلة لمعوقات التي تواجهه، مثل وجود رصيف بدون مسار مهيئ للكرسي المتحرك «رامب»، أو دخول مبنى بدون أسانسير.

ويقول الدكتور المحص، إن مثل هذه المعوقات، كانت السبب في إطلاق اسم «متحدي الإعاقة» على ذوي الهمم من أصحاب الإعاقة الحركية.


تجاوز هذه التحديات أوصلتنا إلى المرحلة الخامسة من حياة الدكتور المحص، التي عرفها بأنها مرحلة «النجاح».

ويقول عنها مدرس جامعة دمنهور، إنها مرحلة اعتزازه بإعاقته، مؤكدا «أعشق إعاقتي».

والدة «المحص» ترفض عمله في «كشك»

«إن والدتي سرنجاحي وتفوقي، وكانت تساندني منذ دخولي المدرسة»، يحكي الدكتور المحص عن أهمية والدته في مواجهة تحديات إعاقته.

ويشير إلى رفض مدير مدرسته التحاقه بالمدرسة بسبب إعاقته وقال لوالدته: «روحي افتحي له كشك اشتغل فيه»، فرفضت والدته حديث مدير المدرسة. 

«هذا الموقف أصبح يمثل نوعا من أنواع التحدي بالنسبة لي»، يتابع الدكتور المحص، مؤكدا أن ترتيبه كان الأول فى جميع مراحل التعليم المختلفة.

ومع تفوقه المستمر، يقول الدكتور المحص «جاءني مدير المدرسة يومًا وقال لي سامحني يا ابني.. فأنا افتخر بك».


من طب الإسكندرية إلى آداب دمنهور

يتابع مدرس اللغة، الحديث عن قصته الملهمة، حيث التحق بكلية طب جامعة الإسكندرية، إلا أنه نقل منها إلى كلية آداب جامعة دمنهور، بسبب إعاقته، وتفوق في كلية الآداب حتى أصبح معيدًا بقسم اللغة الإنجليزية، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه.

شكرا الرئيس السيسي.. غير اسم «المعاقين» إلى «أصحاب القدرات الخاصة»

وأكد ابن محافظة البحيرة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من غيّر وصف «المعاقين» إلى «أصحاب القدرات الخاصة»، موجها تحية شكر وتقدير إلى الرئيس على دعمه ذوي الهمم.

وأشار إلى أن رؤية الرئيس كانت صحيحة في النظر إلى ذوي الهمم بأنهم أصحاب قدرات خاصة، قائلا: «فنحن نحقق بطولات عالمية لمصر؛ ولذا لا يمكن وصف من يحققون هذه البطولات بالمعاقين.. ولكنهم بالفعل أصحاب قدرات خاصة».


بطل رياضي بدرجة أستاذ جامعة 

ويأخذنا الدكتور «المحص» في حياته إلى الجزء الرياضي، موضحا أنه قصته مع الرياضة بدأت عند 18 عاما، حيث أحب لعبة تنس الطاولة، ونجح في ممارستها حتى حصد العديد من البطولات المصرية والعربية والإفريقية والدولية.

ويؤكد أنه كان دائما يحصل على بطولة الجمهورية والميدالية الذهبية لتنس الطاولة منذ عام 1992 وحتى الآن، بالإضافة إلى البطولات الإفريقية والدولية.

ويشير إلى أن أخر بطولة حصل عليها كانت في شهر أبريل الماضي، وتأهل بموجب الفوز بها إلى دورة الألعاب البارالمبية، التي ستقام في فرنسا في أغسطس المقبل.

أفضل لحظة في حياة البطل

يؤكد الدكتور المحص، أن أفضل لحظة فى حياته، عندما يرفع علم مصر وذكر اسم الدولة المصرية في أي محفل رياضي عالمي.




       

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة